Real-Madrid-CF-v-Villarreal-CF-LaLiga-EA-SportsAFP

كامافينجا في سباق مع الزمن .. والسر في يد تشابي ألونسو!

يواجه النجم الفرنسي إدواردو كامافينجا، فترة هي الأكثر حسمًا في مسيرته الكروية، حيث يجد لاعب خط وسط ريال مدريد نفسه في سباق محموم ضد الزمن لضمان مقعده في قائمة المنتخب الفرنسي النهائية لكأس العالم المقبلة.

مع تراجع دوره في ناديه تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، وتراكم الإصابات المقلق، بات مستقبل اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا محفوفًا بالمخاطر، حيث أمامه مهلة قصيرة تمتد حتى منتصف مايو المقبل، الموعد الذي سيعلن فيه المدرب ديدييه ديشان عن قائمته، ليغير واقعه المرير ويثبت جدارته بالدفاع عن شعار منتخب بلاده في المحفل العالمي.

  • فرحة لم تكتمل

    لطالما حظي إدواردو كامافينجا بثقة مدربه في المنتخب الوطني، ديدييه ديشان، الذي اعتاد على استدعائه بانتظام إلى المعسكرات، حتى وإن لم يكن يُصنف ضمن الركائز التي لا يمكن المساس بها وكان التوقف الدولي الأخير، الذي شهد فوز فرنسا على أوكرانيا بأربعة أهداف دون رد وأذربيجان بثلاثة أهداف لهدف، في ختام التصفيات، يمثل فرصة ذهبية للاعب ريال مدريد ليثبت نفسه، خاصة في ظل غياب المنافس المباشر أوريليان تشواميني بسبب الإصابة. كان كامافينجا يأمل في استغلال هذه الفرصة لتقديم أوراق اعتماده في مركزه المفضل بوسط الملعب، ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفنه.

    المفاجأة كانت أنه لم يتمكن حتى من المشاركة في التدريبات الجماعية، وسرعان ما غادر المعسكر عائدًا إلى مدريد بعد المباراة الأولى، حاملًا معه إصابة عضلية جديدة. هذا الانسحاب المفاجئ ليس مجرد انتكاسة عابرة، بل هو ضربة قوية لتقدمه في وقت حرج للغاية. لم يعد يتبقى أمام ديشان سوى مباراتين وديتين في مارس المقبل بالولايات المتحدة الأمريكية، لتصفية شكوكه الأخيرة قبل إعلان القائمة المونديالية. غياب كامافينجا عن هذا المعسكر الأخير، وعودته مصابًا، يفتح الباب على مصراعيه لمنافسيه، ويضعف موقفه بشكل كبير في حسابات المدرب المخضرم.

  • إعلان
  • منافسة شرسة في وسط الملعب

    المشكلة الأكبر التي تواجه كامافينجا ليست فقط في استعادة لياقته البدنية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، بل في الأداء المميز الذي قدمه منافسوه المباشرون في غيابه. ففي المباراة الثانية ضد أذربيجان، والتي خاضتها فرنسا بتشكيلة أغلبها من البدلاء بعد ضمان التأهل رسميًا، أظهر الطامحون لمقعد في خط الوسط أداءً لافتًا رغم البداية المتعثرة وتلقي هدف مبكر، مما زاد من موقف نجم ريال مدريد، تعقيدًا.

    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استعاد ديدييه ديشان أيضًا خدمات المخضرم نجولو كانتي، الذي شارك أساسيًا في المباراة الأولى، مستغلًا غياب تشواميني وأدريان رابيو. كما كان مانو كوني حاضرًا في التشكيلة الأساسية لذلك اللقاء الأول.

    هذه المنافسة الشرسة تضع ضغطًا هائلًا على كامافينجا. لم يعد يكفي أن يكون جاهزًا بدنيًا، بل هو مطالب بتقديم مستوى استثنائي في النصف الثاني من الموسم مع ريال مدريد. صعود زائير إيمري السريع كنجم باريس سان جيرمان، والحضور البدني لتورام، وعودة خبرة كانتي، كلها عوامل تجعل مقعد كامافينجا مهددًا أكثر من أي وقت مضى.

  • معاناة مع تجارب ألونسو

    لا يبدو أن وضع كامافينجا في ناديه، ريال مدريد، أفضل حالًا. منذ وصول المدرب الجديد تشابي ألونسو خلفًا لكارلو أنشيلوتي، لم يجد اللاعب الفرنسي الاستقرار الذي كان يبحث عنه. أظهر ألونسو ثقته في كامافينجا في بعض المباريات، خاصة بعد تعافيه من مشاكله البدنية السابقة، لكنه وظفه في مراكز مختلفة أثارت الجدل. ففي ظل غياب تشواميني في وقت سابق، لعب كامافينجا كلاعب ارتكاز وحيد، وهو مركزه الطبيعي، لكن المفاجأة كانت في توظيفه كلاعب جناح أيمن وهمي في مباريات أخرى.

    كانت نتائج هذه التجارب متباينة بشكل كبير، فبينما نجح هذا التكتيك في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة، فإنه فشل فشلًا ذريعًا أمام ليفربول ورايو فاييكانو، وفي كلتا المباراتين تم استبدال اللاعب. هذا التذبذب في المركز يمنع كامافينجا من بناء إيقاع ثابت أو تقديم هوية واضحة.

    يبدو أن ألونسو، الذي لا يزال في طور بناء مشروعه التكتيكي، يرى في كامافينجا جوكر تكتيكيًا، وهو نفس الدور الذي أربك اللاعب في عهد أنشيلوتي الذي كثيرًا ما استخدمه كظهير أيسر للطوارئ، وهو مركز لا يفضله اللاعب. هذه المرونة التي كانت تُعتبر ميزة، باتت الآن لعنة تمنعه من التخصص والتألق في دور محدد.

  • شبح الإصابات الخوف الأكبر

    تظل المشكلة الأعمق هي هشاشة كامافينجا البدنية المتكررة، فموسمه الأخير مع أنشيلوتي كان معقدًا للغاية، حيث عانى من أربع إصابات مختلفة (ثلاث عضلية وواحدة في الركبة).

    ريال مدريد، الذي دفع 30 مليون يورو للتعاقد معه في صيف 2021 متفوقًا على باريس سان جيرمان، كان يتوقع منه ما هو أكثر بعد بدايته الواعدة في رين وظهوره الأول المبهر مع المنتخب. الآن، وبعد أربع مواسم، لم يصل كامافينجا بعد إلى مستوى التوقعات. بدأ الموسم الحالي بإصابة، ثم عاد ليجد مكانًا في تشكيلة ألونسو، وذهب ليثبت نفسه مع فرنسا، ليعود مجددًا بإصابة. هذا الموسم ليس حاسمًا فقط لمستقبله مع الديوك في المونديال، بل لمستقبله بالكامل داخل جدران سانتياجو برنابيو.