Firas Al Buraikan GOAL ONLYGOAL AR

من قضية فراس البريكان إلى سحب لقب السوبر! .. لغز "القوة الخفية" التي تحرك الأندية المتضررة ضد الأهلي وخطط النجاة كاملة

الصدفة.. كلمة تقال عندما يقع حدث ما، بشكلٍ غير متوقع ودون قصد مسبق؛ حيث يدخل مفهومها، في نقاشاتٍ واسعة حول نظام الكون بأكمله.

ولأننا هُنا نركز على عالم كرة القدم وقضاياه؛ فلابد أن نتساءل: "هل ما يحدث مع النادي الأهلي حاليًا مجرد صدفة؟!".

الأهلي يواجه قضيتين خطيرتين، قد تتسببا في أزماتٍ كبرى لهذا الكيان الرياضي الكبير؛ حيث تزامنتا في وقتٍ واحد تقريبًا.

القضية الأولى التي يواجها العملاق الجدّاوي؛ تلك المتعلقة بالتعاقد مع المهاجم الدولي السعودي فراس البريكان من نادي الفتح، في الميركاتو الصيفي لعام 2023.

أما القضية الثانية؛ فهي تلك المتعلقة بإمكانية سحب لقب كأس السوبر السعودي الذي حققه الأهلي رسميًا، مطلع الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

المثير في الأمر أن هُناك "مفارقة غريبة" في القضيتين، اللتين تهددا مستقبل النادي الأهلي؛ سنستعرضها في السطور التالية..

  • Al Hilal v Al Ahli : AFC Champions League Elite Semi FinalGetty Images Sport

    نبذة عن القضيتين اللتين تهددا مستقبل الأهلي

    في البداية.. علينا أن نقدم نبذة عن القضيتين - سالفتي الذكر -، واللتين تهددا مستقبل النادي الأهلي؛ الذي عاد لاعتلاء منصات التتويج مجددًا، بعد فترة معاناة طويلة جدًا.

    وإذا تحدثنا عن القضية الأولى؛ سنجد أن الأهلي تعاقد مع المهاجم الدولي السعودي فراس البريكان صيف 2023، بعد دفع اللاعب قيمة "الشرط الجزائي" في عقده مع نادي الفتح.

    وقرر الفتح تقديم شكوى أمام مركز التحكيم الرياضي السعودي؛ يتهم فيها الأهلي بالتفاوض مع البريكان سرًا في "الفترة المحمية"، وتحريضه على فسخ عقده مع الفريق الأول بشكلٍ رسمي.

    ليس هذا فقط.. الشكوى حملت اتهامات إلى العملاق الجدّاوي؛ بقيامه بتحويل قيمة "الشرط الجزائي" لحسابات البريكان البنكية، بشكلٍ غير مشروع.

    وإذا فاز الفتح في شكواه أمام مركز التحكيم الرياضي؛ فإن الأهلي واللاعب سيواجهان مجموعة من العقوبات الخطيرة - حسب ما ذكره القانوني الرياضي أحمد الأمير -، على النحو التالي:

    * أولًا: حرمان النادي الأهلي من التعاقدات "قد تصل إلى فترتي تسجيل".

    * ثانيًا: إيقاف فراس البريكان لمدة طويلة "قد تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر".

    وبانتقالنا إلى القضية الثانية؛ سنجد أن الأهلي أصبح مهددًا بسحب لقب كأس السوبر السعودي منه، بعد أن طالب نادي القادسية بإعادة المباراة النهائية للبطولة مجددًا.

    ولم يكن من المقرر أن يتواجد الأهلي في بطولة كأس السوبر السعودي 2025-2026 أساسًا؛ إلا أن اتحاد الكرة المحلي قدّم دعوى للنادي، بعد اعتذار الهلال عن المشاركة في هذه النسخة.

    هُنا.. واجه الأهلي نظيره القادسية في دور نصف النهائي، بدلًا من الهلال؛ قبل أن تصدر لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، مجموعة من العقوبات ضد الزعيم.

    أبرز عقوبات "الاستئناف" ضد الهلال، كانت اعتباره خاسرًا ضد القادسية (0-3) في نصف نهائي السوبر؛ ما دفع فارس الشرقية للمطالبة بسحب اللقب من الأهلي، وإعادة النهائي مرة أخرى - على أن يكون هو طرف فيه -.

  • إعلان
  • Al Ahli v Al Gharafa: AFC Champions League EliteGetty Images Sport

    مفارقة غريبة.. لغز "القوة الخفية" التي حركت الأندية المتضررة ضد الأهلي

    بعد استعراض نبذة عن القضيتين، اللتين تهددا العملاق الجدّاوي النادي الأهلي؛ يجب علينا أن نتطرق الآن إلى "المفارقة الغريبة"، التي ذكرناها في بداية التقرير.

    هذه "المفارقة" هي التحرك المُتأخر من ناديي الفتح والقادسية؛ سواء في قضية المهاجم الدولي السعودي فراس البريكان، أو تلك المتعلقة ببطولة كأس السوبر المحلي.

    مثلًا.. الفتح تحرك في قضية البريكان؛ بعد موسمين كاملين من انتقال اللاعب البالغ من العمر 25 سنة، إلى فريق الأهلي الأول لكرة القدم.

    وكما ذكرنا.. البريكان انتقل إلى العملاق الجدّاوي صيف 2023؛ بينما بدأت تحركات نادي الفتح للحصول على حقوقه، في عام 2025.

    أيضًا.. تحرك نادي القادسية كـ"طرف" في قضية كأس السوبر السعودي؛ بعد أكثر من شهرين ونصف، على تتويج فريق الأهلي الأول لكرة القدم باللقب الغالي.

    وكان نادي الهلال هو "الطرف الوحيد" في القضية، طوال الأسابيع الماضية؛ حيث كان يحاول أن يرفع العقوبات الموقعة عليه، ومنها غرامة الـ500 ألف ريال سعودي والحرمان من المشاركة في أول بطولة خروج مغلوب موسم 2026-2027.

    واستند الهلال في تحركاته؛ على أنه لم ينسحب من كأس السوبر السعودي 2025-2026، بل اعتذر عن البطولة لـ"سبب مشروع" ودون التسبب بضرر لأي جهة.

    لذلك.. دخول القادسية المُتأخر في قضية السوبر، إلى جانب تحرك الفتح بعد موسمين من انتقال البريكان للأهلي؛ يجعلنا نطرح بعض التساؤلات المثيرة، على النحو التالي:

    * أولًا: هل قام "أحد ما" بتحريك الأندية المتضررة ضد الأهلي بشكلٍ مفاجئ؟.

    * ثانيًا: هل افتقرت الأندية المتضررة لـ"قسم قانوني" ذات كفاءة عالية؟.

    * ثالثًا: هل عثرت الأندية المتضررة على أدلة جديدة مهمة؟.     

    ومن حق كل متضرر أن يقاتل للحصول على حقه بالطبع؛ ولكننا نستغرب من لغز "القوة الخفية" التي حركت الأندية ضد الأهلي بشكلٍ مُتأخر، سواء كان ذلك بسبب ظهور أدلة جديدة أو بضغط من أحدٍ ما.

  • Al-Nassr v Al-Ahli: Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    كيف ينجو الأهلي من قضيتي فراس البريكان وكأس السوبر السعودي؟

    الآن.. سنتحدث عن كيفية نجاة النادي الأهلي من المخاطر التي تواجهه؛ بسبب القضيتين المتعلقتين بالمهاجم الدولي السعودي فراس البريكان، وبطولة كأس السوبر المحلي.

    نجاة الأهلي في قضية البريكان؛ قد يكون من خلال ما ذكره الإعلامي الرياضي بصحيفة "الجزيرة" أحمد العجلان، مساء اليوم الخميس.

    العجلان كشف عن تحرك شخصية أهلاوية كبيرة، ترتبط بعلاقات قوية مع مسؤولي الفتح، في محاولة للتوصل إلى حل ودي في قضية البريكان؛ وذلك قبل أن يصدر مركز التحكيم الرياضي السعودي قراره، في الفترة القليلة القادمة.

    وعلى جانب آخر.. فإن النجاة في قضية كأس السوبر السعودي؛ قد يكون من خلال طريقين، على النحو التالي:

    * أولًا: فوز الهلال في قضيته أمام مركز التحكيم الرياضي؛ وبالتالي اعتباره معتذرًا عن السوبر وليس منسحبًا.

    * ثانيًا: عدم الموافقة على دخول القادسية كـ"طرف" في القضية؛ باعتبار أن شكواه جاءت مُتأخرة كثيرًا.

    وحال تم اعتبار الهلال معتذرًا عن كأس السوبر السعودي وليس منسحبًا، وتم رفع العقوبات عنه؛ فهُنا سيكون ذلك بمثابة الاعتراف الرسمي، بشرعية تواجد الأهلي في نسخة 2025-2026.

    وبخصوص النقطة الثانية.. هُناك أصوات قانونية قوية تؤكد أن القادسية فرط في حقه، بسبب دخوله المُتأخر كـ"طرف" في القضية؛ وهو ما سيفيد النادي الأهلي كثيرًا، من أجل الاحتفاظ بلقب السوبر وعدم سحبه منه.

  • Al-Riyadh v Al-Ahli SFC - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    خطة الأهلي "المنتظرة" حال توقيع عقوبات رسمية عليه!

    وأخيرًا.. سنتطرق للحديث عن تأثير القضيتين - سالفتي الذكر - على النادي الأهلي؛ وذلك حال خسرهما، أو صُدِر قرارات ليست في صالحه.

    بالطبع.. سحب لقب كأس السوبر السعودي 2025-2026، سيكون بمثابة الضربة المعنوية القوية ضد فريق الأهلي الأول لكرة القدم ولاعبيه؛ خاصة أن النادي عاد لاعتلاء منصات التتويج مجددًا، بعد فترة معاناة طويلة.

    وغاب الأهلي عن منصات التتويج من 2016 إلى 2025؛ دون احتساب لقب دوري يلو للدرجة الأولى 2022-2023 بالطبع، لأنه يُعد بمثابة الذكرى السيئة للعملاق الجدّاوي أساسًا.

    وعاد الأهلي إلى منصات التتويج بعد غياب 9 سنوات؛ وذلك بحصوله على لقب دوري أبطال آسيا "النخبة" 2024-2025 - لأول مرة في تاريخه -، ثم كأس السوبر السعودي مطلع الموسم الرياضي الحالي.

    وعلى الجانب الآخر.. فإن إيقاف فراس البريكان في القضية المرفوعة من نادي الفتح - إذا حدث -؛ سيعني خسارة الأهلي واحد من أهم لاعبيه، ولفترة طويلة للغاية.

    كذلك.. إيقاف الأهلي عن التعاقدات "فترتي تسجيل" في قضية الفتح - إذا حدث -؛ سيجعل الأهلي يتحرك على اتجاهين، على النحو التالي:

    * أولًا: إذا كان الإيقاف سيبدأ من الميركاتو الصيفي 2026 ويمتد إلى شتاء 2027؛ فإن الأهلي سيكون مطالبًا بالدخول في فترة الانتقالات الشتوية - يناير القادم - بكل قوته، لسد كل ثغرات الفريق الأول لكرة القدم.

    * ثانيًا: إذا كان الإيقاف سيبدأ من الميركاتو الشتوي "يناير 2026" ويمتد إلى صيف نفس العام؛ فإن الأهلي سيكون مضطرًا لتجديد عقود أبرز نجومه المحليين والأجانب، لضمان عدم وجود أي خلل في صفوف الفريق - يتمثل في رحيل بعض لاعبيه وعدم إمكانية تعويضهم -.

    ومن هُنا.. علينا أن ننتظر لفترةٍ أخرى حتى معرفة مصير القضيتين؛ لنقف على أي الاتجاهات سيتحرك العملاق الجدّاوي النادي الأهلي، الذي أصبح أمام مفترق طرق بالفعل.