FC Barcelona v Deportivo Alaves - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

"في أعماقي فكرت أن أمثل المغرب".. لامين يامال يفتح قلبه: لا أحاول أن أكون ميسي، وهذا ما يخيفني!

من حسم الجدل حول تمثيل إسبانيا بدلاً من المغرب، وموقفه من مقارنات الأسطورة ليونيل ميسي، وصولًا إلى نظرته لمفهوم الضغط النفسي والشهرة، قدم يامال رؤية عميقة، في مقابلة مع الصحفي الشهير جييرم بالاج في برنامج "60 دقيقة"، تكشف الجانب الإنساني والذهني لموهبة برشلونة الفذة، مؤكداً أن "الاستمتاع" هو جوهر مسيرته.

  • القرار الصعب: بين إسبانيا والمغرب

    تطرق يامال بشجاعة إلى واحدة من أكثر المحطات حساسية في مسيرته الدولية، وهي لحظة الاختيار بين تمثيل إسبانيا أو المغرب. اعترف النجم الشاب بصدق أنه فكر في أعماقه باللعب لـ"أسود الأطلس"، خاصة في ظل تألقهم ووصولهم لنصف نهائي كأس العالم، إلا أن "لحظة الحقيقة" حسمت قراره دون تردد لصالح "لا روخا".

    أوضح يامال أن رغبته في المنافسة في بطولة أمم أوروبا (اليورو) والاحتكاك بالمستوى العالي للكرة الأوروبية كانت عوامل حاسمة، مشيرًا إلى أن ذلك يقربه أكثر من حلم تحقيق كأس العالم.

    ورغم هذا الاختيار الرياضي البحت، أظهر يامال ولاءً عاطفياً كبيراً لجذوره، مؤكداً أنه سيحمل دائماً الحب للمغرب باعتباره بلده أيضاً، لكنه في الوقت ذاته نشأ وترعرع في إسبانيا ويشعر بالانتماء الكامل لها، مما يجعله مزيجاً ثقافياً يعتز بهويتيه المتداخلتين دون تنكر لأي منهما.

  • إعلان
  • Yamal-MessiGetty/GOAL

    ظل ميسي وفلسفة "صناعة السعادة"

    يرفض يامال الانجرار خلف هوس الأرقام القياسية أو الدخول في عباءة الآخرين، حتى لو كان ذلك "الآخر" هو الأسطورة ليونيل ميسي.

    يقر لامين بأن ميسي هو الأفضل في التاريخ ويحترمه بشدة، لكنه يصر على رسم مساره الخاص قائلاً: "هو يعلم أنني لا أحاول أن أكون هو أو أرتدي الرقم 10 مثله، أريد أن أكون نفسي، سيكون هناك احترام متبادل إذا لعبنا ضد بعضنا البعض".

    تتجلى فلسفة يامال في رغبته بأن يكون مصدر إلهام للأطفال ومصدر سعادة للجماهير أكثر من كونه مجرد آلة تهديفية. بالنسبة له، "القوة الخارقة" التي يطمح لها ليست المراوغة فحسب، بل القدرة على تغيير يوم شخص حزين جاء ليشاهده في الملعب، ليعود إلى منزله سعيدا. إنه لا يدخل المباراة بهدف تسجيل 4 أهداف، بل بهدف الاستمتاع وتطبيق ما تعلمه في "الحديقة".

    وردًا على سؤال: "هل تمانع أن تكون نجماً؟: علق: "لا، لا... في الواقع، أنا أحب ذلك، أعتقد أنني رياضي ليس هدفه تحطيم كل الأرقام القياسية العالمية، أو تسجيل مليون هدف، أو لعب مليون مباراة، أنا رياضي يريد الاستمتاع بنفسه، وآمل أن يرغب الأطفال في أن يكونوا مثلي، أود أن أكون قادراً على تغيير يوم الناس. إذا كان شخص ما حزيناً وجاء إلى المباراة، وشاهدني، يتحسن يومه، ويعود إلى المنزل أسعد مما كان عليه".

  • مفهوم الضغط والهدوء في "اليورو"

    يمتلك يامال عقلية استثنائية في التعامل مع الضغوط، حيث يرى أن كرة القدم مجرد لعبة مقارنة بتحديات الحياة الحقيقية.

    يرفض فكرة الشعور بالضغط داخل المستطيل الأخضر، معتبراً أن الضغط الحقيقي هو ما واجهه والداه في سن صغيرة لتربيته وتوفير احتياجات الأسرة.

    هذه النظرة الناضجة انعكست بوضوح على أدائه في بطولة "اليورو"، حيث تعامل مع الحدث القاري الضخم وكأنه بطولة شبابية عادية. يروي كيف كان ينام في الحافلة قبل المباريات المصيرية، أو يتصفح "تيك توك" ويستمع للموسيقى، دون أن يثقل كاهله بالتفكير في عظمة الموقف أو كونه يلعب في سن السادسة عشرة. شعاره الدائم هو "استمتع لأن هذا هو حلمك"، مما يجعله يلعب بأريحية تامة.

    حتى عندما سُئل عن الخوف، أجاب بعفوية طفولية أن المرة الأخيرة التي شعر فيها بالخوف كانت عند عودته من الإجازة لمواجهة والدته، لا الخوف من المدافعين.

  • Spain v Croatia: Group B - UEFA EURO 2024Getty Images Sport

    عشق الكرة وطموحات المونديال

    تمثل كرة القدم للامين يامال "كل شيء" والحب الأول الذي لا يزول، ليس فقط كرياضة، بل كأداة للمساواة الاجتماعية حيث يتساوى الغني والفقير بمجرد نزولهم للميدان وتدحرُج الكرة. وفي حديثه عن المستقبل وكأس العالم القادمة، يبدو يامال متحمسًا للغاية، معتقداً أنه سيصل للمونديال في أفضل فتراته الفنية: "لدي توقعات جيدة جداً... أنا متحمس للغاية. أعتقد أنني سأصل إلى كأس العالم هذه في أفضل لحظاتي، أنا فقط أفكر في اللعب، ولن أضع أي توقعات لنفسي، أعتقد أن التوقعات سيئة في النهاية. عندما تحققها، قد تشعر أنه لم يعد هناك أهداف متبقية، وعندما لا تحققها، قد تشعر بالإحباط".

    لذا، يفضل اللعب دون وضع سقوف محددة لنفسه. هذه العقلية المتزنة ساعدته دائماً على تجاوز اللحظات الصعبة، حيث لا يسمح لنفسه بالنوم محبطاً، بل يستقبل كل يوم جديد كفرصة للتحسن والاستمتاع.

    وعن أفضل أهدافه، ختم: "لدي 3 أو 4 أهداف مفضلة... لكن إذا اضطررت لاختيار هدف واحد، أعتقد من حيث الأهمية والجمال، فهو الهدف الذي سجلته ضد فرنسا في اليورو".