اضطرت عائلة المدرب السويدي الراحل سفين جوران إريكسون، إلى بيع قصره الفاخر المطل على بحيرة "فريكن" في مدينة تورسبي السويدية، بسعر منخفض بشكل كبير، في محاولة لتسديد ديون مالية تجاوزت 8 ملايين جنيه إسترليني، تركها خلفه بعد وفاته.
AFPاكتشاف الديون بعد وفاة إريكسون
كان إريكسون، الذي توفي في أغسطس الماضي عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع مع سرطان البنكرياس، يمتلك منزلًا مكونًا من سبع غرف نوم، يُعرف باسم "بيوركيفورس"، حيث عاش سنواته الأخيرة برفقة شريكته يانيسيث ألسيديس.
وعلى الرغم من أن قيمة ممتلكاته قُدّرت بنحو 4.8 ملايين جنيه إسترليني، إلا أن ديونه بلغت 7.25 ملايين جنيه لصالح هيئة الضرائب البريطانية (HMRC)، بالإضافة إلى ديون أخرى تُقدّر بمليون جنيه إضافي.
AFPبيع القصر الفاخر هو الحل
بحسب صحيفة "ذا صن"، فقد عرضت العائلة القصر للبيع بسعر 2 مليون جنيه إسترليني، لكنها اضطرت إلى خفض السعر بمقدار 400 ألف جنيه لجذب المشترين المحتملين.
وفي نهاية المطاف، تم بيعه لسيدة أعمال مجهولة تعمل في مجال التجارة الإلكترونية، بمبلغ لا يقل عن 1.3 مليون جنيه، ما يعني خسارة تُقدّر بـ700 ألف جنيه مقارنة بسعر السوق، وخسارة إجمالية تقارب 3 ملايين جنيه، نظرًا لأن إريكسون اشترى العقار في عام 2002 مقابل 4.5 ملايين جنيه.
المشترية الجديدة كشفت أن للقصر ذكريات خاصة في حياتها، إذ كانت تزوره في طفولتها برفقة والدها الذي شارك في تجديده لصالح إريكسون، وقالت: "بالطبع كنت أراه مكانًا رائعًا، لكنه لم يكن خيارًا واضحًا بالنسبة لي عند طرحه للبيع. شعرت بأنه مشروع ضخم ومسؤولية كبيرة".
وأضافت: "لكن فرصة إدارة جزء صغير من التراث الثقافي لمنطقة فارملاند، والاستمتاع بالبيئة الساحرة، كانت مغرية للغاية. نحن نعيش ونعمل في ستوكهولم، لكن روحي دائماً في شمال فارملاند. سنقضي هناك أكبر قدر ممكن من الوقت".
وختمت بالقول: "أنا من تورسبي، وعائلتي كلها في فارملاند، ونحن دائمًا هناك في كل عطلة. حلمنا هو أن يصبح بيوركيفورس مكاناً يجمع العائلة لأجيال قادمة".
بيع ممتلكات خاصة لإريكسون
بيع القصر يُعد أحدث خطوة اتخذتها العائلة لتخفيف العبء المالي الذي خلفه إريكسون، إذ سبق لهم في مارس الماضي أن نظموا مزادًا علنيًا لبيع مقتنياته الشخصية، من بينها دعوة غداء من الملكة إليزابيث الثانية، وبدلة أرماني ارتداها في كأس العالم 2006، وكانت لا تزال تحتوي على ملاحظاته المكتوبة بخط اليد.
وشمل المزاد أيضًا 349 قطعة بيعت بمجموع بلغ 140 ألف جنيه إسترليني، منها جائزة "مدرب العام" من هيئة الإذاعة البريطانية عام 2001، وجائزة "مدرب الشهر" في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فترة تدريبه لمانشستر سيتي، بالإضافة إلى قميص منتخب ساحل العاج يحمل توقيعًا خاصًا من ديدييه دروجبا، خلال فترة تدريب إريكسون للمنتخب في عام 2010.
Getty Images"لم أكن مهتمًا بالمال يومًا"
أكدت دار المزادات السويدية أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالمقتنيات، خصوصًا من إنجلترا وإيطاليا والبرتغال، مشيرة إلى أن ذلك يعكس المحبة والتقدير الذي حظي به إريكسون في مختلف أنحاء العالم، وأضافت: "نحن سعداء بنتائج المزادين، وقد يكون هناك مزاد ثالث يشمل أثاثه الشخصي".
وكان إريكسون قد حصل على تعويضات مالية تُقدّر بـ7 ملايين جنيه من منتخبات وأندية مثل إنجلترا ومانشستر سيتي والمكسيك، لكنه اعترف في إحدى مقابلاته الأخيرة بأنه لم يكن يهتم بالمال، قائلًا: "لم أكن مهتمًا بالمال يومًا، ولم أتابع أين يذهب، وكنت أثق بالآخرين لإدارته. كنت غبيًا لأنني لم أتحكم فيه، وأدركت ذلك عندما لم يتبقَ لدي أي مال. حتى الآن لا أعرف كم لدي في البنك".
رحيل إريكسون ترك أثرًا كبيرًا في عالم كرة القدم، لكن إرثه المهني والإنساني سيظل حاضرًا، رغم التحديات المالية التي واجهتها عائلته بعد وفاته.
مسيرة إريسكون التدريبية على مدار 40 عامًا
يُعد إريكسون أحد أبرز الأسماء في تاريخ التدريب الكروي، حيث امتدت مسيرته لأكثر من أربعين عامًا، تنقل خلالها بين أكبر الأندية والمنتخبات في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، تاركًا بصمة فنية واضحة في كل محطة.
بدأ إريكسون مشواره التدريبي في السويد مع نادي ديجرفورس عام 1977، قبل أن يقود نادي جوتبورج إلى تحقيق ثلاثية تاريخية عام 1982، شملت الدوري والكأس وكأس الاتحاد الأوروبي، مما فتح له أبواب الاحتراف الخارجي.
وانتقل بعدها إلى البرتغال لتدريب بنفيكا، ثم إلى إيطاليا حيث أشرف على روما، فيورنتينا، سامبدوريا، وأخيرًا لاتسيو، الذي حقق معه لقب الدوري الإيطالي عام 2000، إلى جانب كأس إيطاليا وكأس السوبر الأوروبي.
في عام 2001، تولى إريكسون تدريب منتخب إنجلترا، ليصبح أول مدرب غير بريطاني يقود "الأسود الثلاثة"، وخلال فترة امتدت حتى عام 2006، قاد المنتخب في ثلاث بطولات كبرى: كأس العالم 2002 و2006، وكأس أوروبا 2004، ونجح في بناء فريق تنافسي ضم أسماء بارزة مثل ديفيد بيكهام، فرانك لامبارد، وستيفن جيرارد، رغم عدم تحقيقه لأي لقب.
بعد تجربته مع إنجلترا، تنقل إريكسون بين عدة محطات دولية، منها مانشستر سيتي، منتخب المكسيك، منتخب ساحل العاج، ليستر سيتي، وأندية صينية مثل جوانججو آر أند إف وشنجهاي SIPG، قبل أن يختتم مسيرته مع منتخب الفلبين عام 2019.