Getty Images Sportريال مدريد يعاني بعد الفوز في الكلاسيكو
يبدو أن الانتصار الثمين في الكلاسيكو على الغريم برشلونة (2-1)، وما تلاه من استعراض قوة واكتساح لفالنسيا (4-0)، كان بمثابة "الهدوء الذي يسبق العاصفة" في البيت الملكي.
فمنذ تلك اللحظة، دخل ريال مدريد في دوامة نتائج سلبية مفاجئة بدأت بالسقوط الأوروبي أمام ليفربول (0-1) في الأنفيلد، لتمتد الآثار الجانبية لتلك الهزيمة إلى الدوري المحلي بشكل مقلق وسريع.
وعجز "الميرينجي" عن استعادة توازنه أو "شخصية البطل"، حيث سقط في فخ التعادل السلبي أمام رايو فاييكانو، قبل أن يواصل نزيف النقاط بتعادل مخيب آخر أمام إلتشي (2-2).
هذه السلسلة الكارثية تعني أن الفريق حصد نقطتين فقط من أصل 6 ممكنة في آخر جولتين بالليجا، مكتفياً بتسجيل هدفين فقط في آخر 270 دقيقة لعب (في جميع المسابقات)، ما يفتح باب التساؤلات حول الهشاشة الذهنية والبدنية التي أصابت الفريق فور انتهاء نشوة الانتصار على برشلونة، مهدداً بتبديد الأفضلية التي اكتسبها سابقاً.
رد فعل مبابي في موقعة إلتشي
كلمة واحدة كانت كافية لتلخيص حالة "العجز" في ريال مدريد؛ "طبيعي"، هكذا علق كيليان مبابي بيأس عقب تأخر فريقه أمام إلتشي.
هذا التعادل المخيب (2-2) لم يكشف فقط عن تواضع الأداء الفني، بل فضح عمق الفجوة النفسية داخل غرفة الملابس، واضعًا المدرب تشابي ألونسو في مرمى النيران أكثر من أي وقت مضى.
الأمور لا تسير على ما يرام في ريال مدريد، وهذا الوضع ليس جديداً، بل إنه يحدث منذ فترة. وإذا كان هناك شيء آخر ينقص للتأكد من ذلك، فقد عكسه مبابي في إلتشي.
حدث كل شيء بعد تقدم إلتشي بنتيجة 1-0. هدف رائع من فيباس عقب جملة تكتيكية مذهلة من كتيبة إيدير سارابيا. كانت وجوه لاعبي ريال مدريد (تعبر عن صدمة وخيبة أمل). وكذلك وجه مبابي، لكن الكاميرات التقطت كيف أطلق الفرنسي كلمة تظهر ما كان يحدث على أرض الملعب، وهو لم يكن سوى أن ريال مدريد كان في موقف أضعف.
"طبيعي" (Normal)، قالها المهاجم الفرنسي بعد الهدف الأول. كلمة قاطعة توضح بجلاء أن الأمور في غرفة ملابس ريال مدريد ليست في أفضل أحوالها، مع تزايد توجيه أصابع الاتهام نحو اللاعبين وتشابي ألونسو أكثر فأكثر.
طوفان مبابي يهدأ
تُنصف لغة الأرقام النجم الفرنسي كيليان مبابي وتبرر بوضوح حالة الإحباط التي ظهر عليها مؤخراً؛ فبينما يعاني ريال مدريد جماعياً، يقدم مبابي موسماً "إعجازياً" على الصعيد الفردي، متحولاً إلى آلة تهديفية لا تعرف التوقف.
سجل "الغزال" الفرنسي 18 هدفاً في 17 مباراة خاضها بجميع المسابقات، بمعدل يتجاوز الهدف في كل مباراة، ليثبت أنه يحمل هجوم "الميرينجي" على كتفيه وحيداً.
في الدوري الإسباني، يغرد مبابي خارج السرب بـ 13 هدفاً و3 تمريرات حاسمة في 13 جولة، حيث كان حاسماً في المواعيد الكبرى بهدف الفوز في الكلاسيكو، وثنائية في شباك فالنسيا، وحتى في ليلة التعثر الأخير أمام إلتشي (2-2) كان حاضراً بصناعة هدف لم يكن كافياً لحصد النقاط الثلاث.
ولم يختلف الحال أوروبياً، حيث سجل 5 أهداف في 4 مباريات بدوري الأبطال (بينها هاتريك أمام كايرات وثنائية ضد مارسيليا).
لكن ما يقلق جماهير ريال مدريد أن كيليان مبابي فشل في التسجيل في آخر مباراتين بالدوري الإسباني (فشل الفريق في الفوز)، كما فشل في هز الشباك في آخر مباراتين أيضًا بدوري أبطال أوروبا، علمًا بأنه أخفق في هز الشباك في 5 مباريات فقط بمختلف المسابقات هذا الموسم.
Getty Images Sportماذا بعد لريال مدريد؟
تشتعل المنافسة هذا الموسم على لقب الدوري الإسباني، وتسبب إهدار ريال مدريد النقاط مؤخرًا في تلاشي الفارق الكبير مع برشلونة في جدول الترتيب.
يحتل ريال مدريد صدارة ترتيب الليجا برصيد 32 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن برشلونة بعد خوض 13 جولة من عمر المسابقة، علمًا بأن النادي الكتالوني حقق 4 انتصارات من آخر 5 مباريات (خسارة الكلاسيكو فقط).
ويستريح رجال المدرب تشابي ألونسو من ضغط الدوري الإسباني مؤقتًا حيث تتجه الأنظار صوب مواجهة أولمبياكوس خارج الديار في دوري أبطال أوروبا.
إعلان



