Liverpool HIC 2-1GOAL

احذروا من عودة "زائفة" لليفربول .. ريال مدريد حضر بكورتوا فقط وألونسو شاهد قمة دوري الأبطال مثلنا تمامًا!

أهازيج صاخبة وصافرات استهجان على ألكسندر ترنت أرنولد وأجواء حماسية على ملعب أنفيلد، وكأن كل شيء كان مهيئًا لانتصار ليفربول على حساب ريال مدريد في ليلة جديدة من ليالي دوري أبطال أوروبا.

الفريق الذي كان يعاني الأمرين من هزائم متتالية مع المدرب أرني سلوت، دخل هذا اللقاء طمحًا في استكمال عودته بعد الفوز بثنائية نظيفة على أستون فيلا، ولكن الخصم هنا كان مختلفًا، إنه ريال مدريد، المتخصص في دوري أبطال أوروبا، ومدربه يعرف جيدًا أجواء هذا الملعب الأسطوري.

المباراة انتهت بفوز ليفربول على ريال بنتيجة 1/0، حيث جاء الهدف عن طريق رأسية من الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر بالدقيقة 61، بعد سلسلة من التصديات الإعجازية لتيبو كورتوا، في مباراة بدا وكأن البلجيكي هو اللاعب الوحيد الذي حضر المواجهة بكامل قوته من ريال مدريد.

موقع "جول" يقدم نظرة تحليلية على هذه المباراة التي قد تخدع البعض بعودة غير مكتملة لليفربول وتثير الشكوك حول المدرب الإسباني تشابي ألونسو..

  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    ريال مدريد وحلول محدودة

    ألونسو لعب لليفربول من 2004 وحتى 2009 عندما انضم لريال، لذلك هو يعرف جيدًا الأسلوب الذي ينتهجه جمهور الريدز على ملعب أنفيلد، وهو دخول كل مواجهة حاسمة بأجواء صاخبة منذ الوهلة الأولى لبث الرعب في قلوب المنافسين.

    برشلونة سبق أن وقع في هذا الفخ بنصف نهائي 2019، عندما خسر برباعية نظيفة وفشل في مقاومة هذه الأجواء، لذلك قرر ألونسو الدخول باستراتيجية يمكنها امتصاص هذا الحماس وبالفعل نجح في ذلك في الدقائق الأولى.

    المهمة لم تكن صعبة في إيقاف ليفربول، ريال امتص الضغط جيدًا واعتمد على غلق المساحات تمامًا أمام فلوريان فيرتس ودومينيك سوبوسلاي ومحمد صلاح وهوجو إيكيتيكي، ليتم إجبار فريق المدرب آرني سلوت على اللجوء للتسديد من بعيد والهجمات المرتدة.

    بعد مقاومة هذا الطوفان، انتهج ريال مدريد الضغط العالي على دفاعات الريدز، ونجح في فرضه وإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء، ولكنه فشل في استغلال الفرص التي أتيحت له، ووجد صعوبة بالغة في الوصول للمرمى.

    الاعتماد كان واضحًا على الناحية اليسرى التي يتواجد فيها فينيسيوس جونيور وألفارو كاريراس أمام "قليل الخبرة" كونر برادلي، ومن أمامه محمد صلاح غير المعروف بالمساندة الدفاعية الكافية، ولكن الفريق فشل في خلق ثغرة من هذه الناحية، سوى من هجمة واحدة اخترق فيها جود بيلينجهام ولكن الحارس جورجيو مامارداشفيلي تصدى لها ببراعة.

    كلما امتلك الفريق الكرة يجد مبابي نفسه محاطًا بفيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي وغيرهما، مع غياب تام للناحية اليمنى التي قادها أردا جولر وأتيحت له فرصتين، الأولى حاول فيها الحصول على ركلة جزاء وفشل، وكرر نفس الأمر في الثانية بدلًا من التسديد بإيجابية على المرمى، حيث استلمها برعونة لتذهب لكوناتي.

    عندما لاحظ سلوت أن ريال يُركز على ناحية فينيسيوس جونيور، قرر تقديم العون له من خلال صلاح ووسط الملعب، وبالفعل أوقف مفعول البرازيلي تمامًا، وأغلقت كل الأبواب أمام ريال، ليجلس ألونسو على الدكة دون أي حلول فعالة.

    ألونسو أجرى تغييرًا في الدقيقة 69 بنزول رودريجو بدلًا من كامافينجا، واعتمد على أرنولد بالدقيقة 82 من عمر المباراة طمحًا في تغيير أي شيء ولكنه فشل تمامًا.

    الأمر بدا وكأنه اكتفى بالمشاهدة والاستمتاع بقمة دوري الأبطال مثلنا، وعجز عن تغيير السيناريو محاولة النهوض بفريقه، ولم يكن بوسعه سوى انتظار أي شيء استثنائي من مبابي الذي خضع لرقابة مشددة.

  • إعلان
  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    بطل الملحمة بلا منازع

    عندما نقول لك إن تيبو كورتوا تألق الليلة، ربما تتوقع إنه تصدى لبعض الكرات مثل أي حارس، ولكن في الحقيقة الأمر كان مختلفًا، لأن البلجيكي تصدى لكل شيء تقريبًا، وظهر وكأنه يلعب المباراة وحده في مواجهة فردية مع دومينيك سوبوسلاي وزملاءه.

    البداية كانت بكرة مثالية مررها فلوريان فيرتس لسوبوسلاي أمام المرمى في الدقيقة 28، ليتصدى لها كورتوا بقدمه وكأنه حارس كرة يد، لتبدأ بعدها سلسلة من التصديات الخيالية.

    حرم سوبوسلاي من هدف آخر في الدقيقة 37 بتسديدة قوية من نجم الريدز، وكرر نفس اللأمر بعدها في الدقيقة 43 من عمر اللقاء ليقف الجميع في حالة من الذهول بسبب العزف المنفرد من الدولي البلجيكي، وكأنه يلعب ضد سوبوسلاي وحده.

    وفي اللحظات الأخيرة ظن أليكسيس ماك أليستر أنه سيفعل ما فشل فيه زميله، ولكنه سدد كرة أخرى تصدى لها كورتوا، كل ذلك حدث في الشوط الأول فقط.

    وبالشوط الثاني لم يتوقف كورتوا عن إنقاذ ريال مدريد، وتصدى لـ3 هجمات أخرى من فيرجيل فان دايك وإيكتيكي "رأسيتين"، وتسديدة أخرى من سوبوسلاي الذي يأس من تألقه.

    كل هذه الهجمات التي منعها البلجيكي عن مرماه، تؤكد لنا بما لا يدع أي مجال للشك، أن ليفربول كان صاحب الأفضلية، وريال كان معرضًا لتكرار سيناريو أتلتيكو مدريد بتلقي خسارة كبيرة لولا المستوى المميز من حارسه الذي وقف مثل السد المنيع أمام هجمات أصحاب الأرض.

    الأمر يؤكد لنا أيضًا وجود العديد من الثغرات الدفاعية في ريال مدريد، وعدم نجاح ثلاثية أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينجا وجود بيلينجهام التي اعتمد عليها ألونسو الليلة.

    نعم ليفربول سجل عن طريق أليكسيس ماك أليستر من كرة رأسية بالدقيقة 61، ولكن ذلك لا يلغي أبدًا الجهد العظيم الذي بذله كورتوا، رغم اعتقاد الكثيرين أنه كان يمكنه التصدي لكرة الأرجنتيني لأنها لُعبت في مكانه بمنتصف المرمى.

  • هل عاد ليفربول؟

    دعونا لا نستبق الأحداث، الأمر يحتاج للكثير من أجل الحكم بأن ليفربول قد عاد، وأن العملاق الذي اكتسح الدوري الإنجليزي الموسم الماضي بدأ يُكشر عن أنيابه بالفعل، ولكن ما حدث اليوم يعطي الكثير من المؤشرات الإيجابية.

    الفوز على أستون فيلا والانتصار أمام فريق بحجم ريال مدريد، يؤكدان لنا وأن الطموحات لا تزال قائمة في صحوة جديدة تستمر لفترة أطول تُعيده مرة أخرى إلى الصورة كأحد المرشحين للفوز بالدوري ودوري الأبطال هذا الموسم.

    بعد سلسلة من التكهنات حول إمكانية رحيل سلوت وإقالته من منصبه، بدأ الفريق يتحسن ويتعامل بهدوء مع الاختبار العصيب الذي مر به عقب الخسائر المتتالية من كريستال بالاس "مرتين" ومانشستر يونايتد وتشيلسي وبرينتفورد وجلطة سراي.

    يجب أن نضع في الاعتبار حقيقة أن سلوت يتعامل مع مجموعة جديدة من اللاعبين، وهناك عناصر لا تلعب بالشكل المطلوب مثل فلوريان فيرتس وإيكيتيكي ومحمد صلاح، بالإضافة إلى ألكساندر إيزاك وجيريمي فريمبونج وميلوش كيركيز، وهي أسماء لم تثبت نفسها حتى الآن في أنفيلد.

    لا يمكن الفصل بشكل نهائي بأن ليفربول عاد تمامًا، الطريق لا يزال طويلًا، وما حدث ضد ريال وأستون فيلا، يمنح عشاق الريدز الكثير من الأسباب للتفاؤل وانتظار انتفاضة حقيقية تعيد الأمل إلى ملعب أنفيلد.

  • Xabi Alonso Real Madrid 2025Getty

    لقد حان وقت التشكيك في ألونسو

    في 27 نوفمبر 2024 جاء ريال مدريد إلى نفس الملعب لمواجهة ليفربول مع المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، وتلقى الفريق هزيمة قاسية بهدفين نظيفين، وكانت هذه الخسارة من الأسباب التي جعلت شعبية الإيطالي ينهار ويرحل.

    الليلة، وبعد مغادرة أنشيلوتي، لم يثبت ألونسو أنه يتميز عن مدرب ريال مدريد السابق في إدارة المباريات الكبرى، لأنه استسلم تمامًا أمام نسخة ليست الأفضل بالنسبة لليفربول، ولم يستطع تغيير السيناريو بأي تدخل تكتيكي.

    هناك بعض التكهنات أثيرت مؤخرًا حول تشكيك بعض اللاعبين داخل غرفة الملابس في أساليب ألونسو، واتهامه بأنه "يظنه نفسه بيب جوارديولا" ولا يتعامل مع اللاعبين بطريقة واقعية، وهزيمة اليوم تأتي لتسكب البنزين على النار في ظل هذه الاتهامات.

    بعد الفوز في الكلاسيكو على برشلونة 2/1، ظنت الأغلبية أن عجز ألونسو في المواعيد الكبرى ليس مجرد أسطورة ووهم، ولكن الخسارة من ليفربول تضفي المزيد من الواقعية على هذا الاتهام، لتعيد للأذهان ما حدث أمام باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية.

    ولكن كما هو الحال مع أرني سلوت، ألونسو يحتاج للكثير من الوقت للتأقلم مع المجموعة الحالية وفرض أسلوبه، مع الوضع في الاعتبار أنه "ليس الحلم الجميل الخالي من الشوائب كما توقع بعض المشجعين".