ONLY GOAL Xabi Alonso gfxGoal AR

سقط فيه برشلونة: فخ فالنسيا اللامع.. خطر الغرور يهدد بابتلاع ريال مدريد والموسم الماضي خير دليل!

في ليلة احتفالية بامتياز على أرضية سانتياجو برنابيو، قدم ريال مدريد عرضًا هجوميًا ساحقًا، ودك شباك فالنسيا برباعية نظيفة، ليواصل تحليقه منفردًا في صدارة الليجا.

الأداء كان مثاليًا، والهيمنة كانت مطلقة، والجماهير غادرت الملعب وهي تتغنى بقوة فريقها الذي يبدو غير قابل للمس. 

لكن تحت هذا السطح اللامع من الثقة، يكمن فخ خطير، فخ سبق وأن ابتلع الغريم التقليدي برشلونة هذا الموسم، وقد يكون ريال مدريد هو الضحية التالية له.

الفوز بحد ذاته ليس المشكلة، بل هوية الخصم وتوقيت الانتصار هما ما يدق ناقوس الخطر، هذا الكوكتيل من النشوة، المكون من الفوز في الكلاسيكو الأسبوع الماضي، يليه انتصار عريض اليوم، بالإضافة إلى الإشادة الإعلامية والجماهيرية المنقطعة النظير، قد يتحول إلى سم حلو يغذي أخطر عدو لأي فريق ينافس على المدى الطويل: الغرور.

  • Federico Valverde Real Madrid 2025Getty

    الخصم ليس مقياسًا.. هشاشة فالنسيا هي المشكلة

    لتحليل أي انتصار، يجب أولاً وضع قوة الخصم في ميزانها الصحيح، ريال مدريد لم يفز على منافس مباشر، بل فاز على فريق يعيش حالة انهيار شبه كامل، فالنسيا الذي زار البرنابيو هذا المساء، ليس سوى ظل للفريق الذي كان يومًا ما.

    الخفافيش دخلوا المباراة وهم يترنحون في المركز الثامن عشر بمنطقة الهبوط برصيد 9 نقاط فقط من 10 مباريات.

    ورغم أن دفاعهم ليس الأسوأ حسابيًا جيرونا وأوفييدو استقبلا أهدافًا أكثر، إلا أن منظومتهم بالكامل تعاني من هشاشة واضحة، حيث لم يحققوا سوى انتصارين طوال الموسم.

    الفوز على فريق بهذه المواصفات، وبهذه الروح المنهارة، هو واجب على متصدر الدوري الطامح للقب، وليس إنجازًا يستدعي المبالغة في الاحتفال.

    المشكلة تكمن في أن الأداء الهجومي الساحق والنتيجة العريضة 4-0 قد تمنح اللاعبين شعورًا خادعًا بأنهم وصلوا إلى مستوى الكمال، وأن الموسم قد حُسم، وهو أبعد ما يكون عن الحقيقة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-VALENCIAAFP

    متلازمة برشلونة.. درس مجاني حدث قبل أسابيع

    ما يواجهه ريال مدريد اليوم، واجهه برشلونة في منتصف سبتمبر الماضي، كتيبة هانز فليك استقبلت فالنسيا في الجولة الرابعة وسحقته بسداسية نظيفة.

    في ذلك الوقت، بدت ماكينة برشلونة الهجومية لا يمكن إيقافها، وتحدث الجميع عن عودة البارسا المرعب، وارتفع سقف الطموحات بشكل هائل.

    لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ هذا الانتفاخ الإعلامي والجماهيري تسرب إلى أذهان اللاعبين، برشلونة اعتقد أنه حل كل مشاكله، فكانت النتيجة تعثرًا غير مبرر، وخسر الفريق 3 مباريات من أصل 9 تلت تلك السداسية أبرزها السقوط الأوروبي أمام باريس سان جيرمان والخسارة من إشبيلية برباعية تاريخية ثم خسارة الكلاسيكو الأول في الموسم.

    لقد وقع برشلونة في فخ فالنسيا؛ لقد استخدموا أضعف منافس كمقياس لقوتهم الحقيقية، فصدقوا الوهم، ودفعوا الثمن غاليًا حين اصطدموا بالواقع أمام فرق أكثر تنظيمًا وقوة.

    برشلونة نال منه بعض الغرور بعد السداسية، فبدأ في نزيف النقاط الذي جعله يبتعد خلف ريال مدريد في سباق الصدارة.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-VALENCIAAFP

    لماذا موقف ريال مدريد أخطر؟

    قد يكون ريال مدريد في وضع أكثر خطورة من برشلونة لسببين جوهريين: التوقيت والفارق النقطي.

    أولاً، التوقيت: فوز برشلونة بالسداسية جاء في بداية الموسم، أما ريال مدريد، فيأتي انتصاره العريض اليوم وهو في قمة النشوة  بعد حسم الكلاسيكو الأسبوع الماضي. 

    إنه انتصار يبني على انتصار، مما يضخم الشعور بالقوة المطلقة ويجعل اللاعبين يشعرون بأنهم لا يُقهرون.

    ثانيًا، الفارق النقطي: بعد هذا الفوز، ابتعد ريال مدريد في الصدارة بفارق مريح (8 نقاط مؤقتًا عن برشلونة مع مباراة ناقصة للنادي الكتالوني). هذا الفارق في شهر نوفمبر، قد يكون مخدرًا للعقول، إنه يمنح شعورًا زائفًا بالأمان، ويقلل من حدة المباريات القادمة في أذهان اللاعبين.

    هنا يكمن الاختبار الحقيقي لتشابي ألونس، فالفريق يحتاج إلى قوة عقلية جبارة لكي لا يستسلم لهذا الشعور. 

    يجب على المدرب الإسباني تذكير لاعبيه بأن الدوري لا يزال في ثلثه الأول، وأن لا شيء قد تحقق على أرض الواقع. 

    الإشادة الكبيرة من الجماهير والمحللين يجب أن توضع في إطارها الصحيح: إنها مجرد رد فعل على الفوز بمباراة واحدة كانت متوقعة سلفًا.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025Getty

    بيت القصيد: الهروب من السم الحلو

    الموسم لا يزال طويلاً جدًا، وفارق النقاط الحالي ليس ضمانة لأي شيء، كرة القدم علمتنا، وبرشلونة نفسه أثبت الموسم الماضي أن العودة من بعيد ممكنة، وأن فارقًا مشابهًا يمكن تعويضه في وقت متأخر عن ذلك في الموسم.

    ريال مدريد قدم مباراة كبيرة أمام خصم منهار، لكن التحدي الأكبر لن يكون في المباريات القادمة، بل في غرفة الملابس هذا الأسبوع. 

    التحدي هو كيفية تعامل اللاعبين مع هذا المديح المبالغ فيه، هل سيعتبرونه نقطة انطلاق لمزيد من العمل، أم نهاية رمزية للمنافسة؟ إن لم يدرك الفريق أنه وقع في فخ النشوة، فقد يجد نفسه يكرر أخطاء برشلونة، ويدفع ثمن غروره في منعطفات الموسم الحاسمة.