Atletico de Madrid v Real Madrid CF  - La Liga EA SportsGetty Images Sport

حرب الكلمات تفتح الجروح: فينيسيوس يتفاخر بالأبطال.. وكوكي يرد الصفعة مستخدمًا مبابي!

في خضم اللهيب الذي اشتعل في ديربي مدريد على ملعب "ميتروبوليتانو"، والذي انتهى بهزيمة مذلة لريال مدريد بنتيجة 5-2، لم تكن الأهداف الخمسة هي القصة الوحيدة. 

فبعيدًا عن التكتيك والأداء، اندلعت حرب كلامية قصيرة لكنها سامة بين نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور وقائد أتلتيكو مدريد كوكي. 

هذه المشادة لم تكن مجرد مناوشة عابرة، بل كانت مرآة عكست بوضوح الحالة النفسية للاعبين، والجروح العميقة لكلا الناديين، وقدمت ملخصًا مثاليًا لمن خرج منتصرًا ليس فقط في النتيجة، بل في المعركة الذهنية أيضًا.

  • Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

    الفصل الأول: تفاخر فينيسيوس بجراح الماضي الأليمة

    بدأت المشادة عندما حاول فينيسيوس، في لحظة إحباط واضحة بينما كان فريقه يتلقى هزيمة قاسية، أن يستعيد تفوقه النفسي باللجوء إلى سلاحه الأقوى: تاريخ ريال مدريد المجيد. 

    التقطت الكاميرات النجم البرازيلي وهو يوجه حديثه لكوكي قائلًا: "لديّ بطولتان لدوري أبطال أوروبا، وأنت لا تملك شيئًا، فزت بها مرتين، وأنت خسرتها مرتين، أنتم تخسرون لأنكم سيئون".

    لم يكن هذا مجرد تفاخر عشوائي بالألقاب، لقد كان هجومًا متعمدًا وموجهًا بدقة ليضرب على أعمق وأكثر جروح أتلتيكو مدريد إيلامًا، حيث إن هزيمتي نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في 2014 و2016 لا تزالان تمثلان الكابوس الأكبر في تاريخ "الروخيبلانكوس".

    تلك النهائيات التي شهدت سيناريوهات قاتلة، من رأسية سيرجيو راموس في الدقيقة 93 في لشبونة إلى ركلات الترجيح المؤلمة في ميلانو.

    كان كوكي نفسه لاعبًا أساسيًا في كلتا المباراتين، وعاش مرارة الهزيمة مرتين في أمتارها الأخيرة، لذلك، عندما اختار فينيسيوس هذا السلاح، لم يكن يهاجم النادي فحسب، بل كان يطعن كوكي مباشرة في أكثر ذكرياته إيلامًا، لقد كانت محاولة يائسة من لاعب يخسر المعركة الحالية، فلجأ إلى أمجاد معارك الماضي.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-ESPANYOL-ATLETICO MADRIDAFP

    الفصل الثاني: رد كوكي القاتل.. قذيفة من قلب مدريد

    لم يبتلع كوكي الطعم، ولم ينجر إلى نقاش حول الماضي، بدلًا من ذلك، رد بضربة قاضية، قذيفة كلامية لم تكن موجهة لتاريخ النادي، بل مباشرة إلى قلب حاضر فينيسيوس ومستقبله المهدد، وبهدوء قاتل، نظر كوكي إلى فينيسيوس وقال له: "هو (كيليان مبابي) يأكل عليك عيشك. إنه الأفضل!".

    كان هذا الرد عبقريًا في قسوته لعدة أسباب، أولاً، لقد تجاهل تمامًا تاريخ دوري الأبطال، وكأنه يقول لفينيسيوس: "هذا ماضٍ لا يهمني، دعنا نتحدث عن واقعك المؤلم الآن". 

    ثانيًا، لقد ضرب على الوتر الأكثر حساسية في نفسية فينيسيوس وريال مدريد بأكمله هذا الموسم والموسم الذي سبقه: وصول كيليان مبابي. 

    فمنذ قدوم النجم الفرنسي، أصبحت السردية الإعلامية الأكبر تدور حول من هو النجم الأول في الفريق، وهل سيحتفظ فينيسيوس بمكانته كبطل الجماهير الأوحد. 

    لقد استخدم كوكي بذكاء هذا الجدل الداخلي في ريال مدريد كسلاح ضد فينيسيوس، مستخدمًا نجمهم الجديد لإهانة نجمهم القديم.

    لقد كانت طعنة من الداخل، استخدم فيها قائد أتلتيكو سلاحًا من صنع ريال مدريد نفسه، ليحول نقاشًا إعلاميًا إلى حقيقة مؤلمة على أرض الملعب.

  • ما وراء الكلمات: مرآة لواقع الفريقين

    هذه المشادة القصيرة كانت انعكاسًا دقيقًا لواقع الفريقين في تلك الليلة، فينيسيوس، الذي لم يجد حلولًا لاختراق دفاع أتلتيكو، بدا محبطًا وعاجزًا، فاضطر للتشبث بالماضي لأنه لم يكن يملك شيئًا في الحاضر ليقاتل به. 

    أما كوكي، فبدا واثقًا ومسيطرًا، تمامًا مثل فريقه الذي كان يقدم أداءً تكتيكيًا رائعًا، وهو ما يعكس تمامًا فلسفة دييجو سيميوني التي حولت أتلتيكو إلى وحدة صلبة لا تهتز، حيث الرد يكون جماعيًا ومنظمًا.

    في المقابل، بدا رد فعل فينيسيوس فرديًا ومعزولًا، يعكس فريقًا يعتمد على اللحظات الفردية للنجوم، وحين تفشل هذه اللحظات، يظهر الإحباط بشكل واضح. 

    لقد كانت المشادة تجسيدًا للمواجهة بين المنظومة التي يمثلها كوكي والنجم الذي يمثله فينيسيوس. الهزيمة الثقيلة 5-2 التي تلت هذه المشادة مباشرة أعطت كلمات كوكي وزنًا أكبر، وجعلت من تفاخر فينيسيوس يبدو مثيرًا للشفقة.

  • Vinicius KokeGetty Images

    بيت القصيد

    في عالم كرة القدم، لا تُحسم المباريات الكبرى دائمًا بالأهداف فقط، بل بالمعارك النفسية الصغيرة التي تدور في كل ركن من أركان الملعب. 

    المشادة بين فينيسيوس وكوكي كانت ديربيًا مصغرًا داخل الديربي الكبير، وقد فاز به قائد أتلتيكو بضربة قاضية.

    بينما سيبقى سجل فينيسيوس حافلًا بلقبين لدوري الأبطال، فإن رد كوكي الذكي والقاسي، المدعوم بنتيجة ساحقة على أرض الملعب، هو ما سيبقى في الأذهان من تلك الليلة. 

    لقد أثبت أتلتيكو مدريد أنه لم يفز بالنقاط الثلاث فحسب، بل فاز أيضًا بالمعركة الذهنية، تاركًا فينيسيوس وريال مدريد يواجهون حقيقة مؤلمة: أمجاد الماضي لا يمكنها أن تحميك من إذلال الحاضر، وأحيانًا تكون الكلمات أكثر إيلامًا من الأهداف.