FBL-KSA-ESP-SUPER CUP-REAL MADRID-BARCELONAAFP

كروس يطلق نبوءته: متعة برشلونة ستقودهم لحائط مسدود.. وهكذا سيودعون الأبطال

في هدوء ما بعد الاعتزال، ومن خلال نافذة البودكاست الخاص به، ألقى المايسترو الألماني وأسطورة ريال مدريد، توني كروس، قنبلة تحليلية هزت أوساط كرة القدم الإسبانية. 

لم تكن مجرد آراء عابرة، بل كانت بمثابة نبوءة وتحذير شديد اللهجة لغريمه التاريخي برشلونة، ففي حلقة جديدة في البودكاست الخاص به والذي يشاركه مع شقيقه فيليكس، شرح كروس بالتفصيل كيف أن الأسلوب الجمالي الذي يبهر به فريق هانز فليك عشاقه، هو نفسه السلاح الذي سيقضي عليه أوروبيًا. تصريحات كروس، التي جاءت في أعقاب خسارتي برشلونة أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية، لم تكن مجرد شماتة من منافس قديم، بل تشريح دقيق لنقاط ضعف قاتلة يراها في الفريق الكتالوني، خاصة مع دخوله منعطفًا حاسمًا في موسمه وسط بحر من الإصابات ونتائج مقلقة.

  • TOPSHOT-FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    جمال قاتل.. كروس يشرح معادلة برشلونة الصعبة

    بدأ كروس حديثه بإشادة لا تخلو من الدهاء، معترفاً بقوة الأسلوب الذي يتبناه فليك، حيث قال: "برشلونة يمتلك واحداً من أمتع أساليب اللعب في أوروبا، بل هو الأمتع على الإطلاق".

    لكن هذه الإشادة كانت مجرد تمهيد لتوجيه ضربته التحليلية الرئيسية، حيث أكد أن هذا الجمال محفوف بمخاطر هائلة.

    وأوضح كروس أن فلسفة برشلونة تعتمد بشكل شبه كلي على التألق الفردي لثلاثي الخط الأمامي، قائلاً بنص كلامه: "برشلونة يخاطر كثيراً، في يوم سيء لبيدري، أو لامين يامال، أو رافينيا، يمكن لأي فريق أن يلحق بهم الضرر ويقصيهم من دوري الأبطال".

    وهنا تكمن الأزمة، ففي بطولة مثل دوري الأبطال لا مجال فيها للتعويض، فإن الاعتماد على إلهام لاعبين بعينهم هو مقامرة خطيرة. 

    وأعاد كروس للأذهان ما حدث في الماضي القريب كدليل على صحة نظريته، مضيفاً: "لقد حدث لهم ذلك بالفعل في العام الماضي مع إنتر ميلان، وهذا العام، سواء في دور الـ16، أو ربع النهائي، أو نصف النهائي، أو حتى النهائي، سيصطدمون في مرحلة ما بمنافس من هذا النوع".

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-VILLARREALAFP

    نتائج متذبذبة بين صراع الليجا والمعاناة الأوروبية

    تأتي كلمات كروس لتجد صدى واسعاً في ظل الأداء المتباين لبرشلونة هذا الموسم. ففي الساحة المحلية، يظهر الفريق صلابة وقوة، حيث ينجح في فرض سيطرته على معظم المباريات بفضل الاستحواذ وقوة الضغط العالي، وهو ما مكنه من احتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 19 نقطة، بفارق ضئيل عن المتصدر ريال مدريد.

    لكن هذا التفوق المحلي يتلاشى تماماً عندما يتعلق الأمر بالمسابقة الأوروبية الأهم، ففي دوري أبطال أوروبا، كشفت النتائج عن الوجه الهش لبرشلونة، حيث تلقى الفريق هزيمة واحدة من أصل مواجهتين خاضهما أمام نيوكاسل وباريس سان جيرمان ليجد نفسه في المركز السادس عشر في الترتيب العام للمسابقة.

    هذا التناقض الصارخ يؤكد رؤية كروس بأن أسلوب برشلونة فعال ضد معظم فرق الليجا التي قد لا تملك الجودة الكافية لمعاقبة أخطائه، لكنه يصبح نقطة ضعف مميتة أمام عمالقة أوروبا الذين يتميزون بالانضباط التكتيكي والقدرة على استغلال أقل هفوة.

  • Sevilla FC v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    نبوءة الإرهاق.. نقطة ضعف تكتيكية قاتلة

    تعمق كروس في تحليله ليشير إلى نقطة ضعف فنية دقيقة قد لا يلاحظها الكثيرون، وهي انهيار الفريق بدنياً في الأوقات الحاسمة من المباريات. 

    حيث قال: "خاصة من الدقيقة 75 فصاعداً، تلاحظ أن الجميع أصبح أكثر إرهاقاً، لكنهم لا يتحولون إلى أسلوب مختلف لإغلاق المساحات". 

    هذا التحليل يكشف عن مشكلة عميقة في فلسفة الفريق؛ فمع انخفاض المخزون البدني للاعبين، يظل الفريق متمسكاً بنفس النهج الهجومي والضغط العالي، وهو ما يتطلب مجهوداً جباراً، وعندما لا يتمكن اللاعبون من تنفيذ هذا الأسلوب بنفس الكفاءة، تظهر الثغرات الشاسعة في خطوطه.

    وأضاف كروس موضحاً: "إذا كنت متعباً ولا تغير أسلوب لعبك، يصبح من الواضح جداً مدى انكشافك". 

  • Flick and Yamal and Raphinhakooora

    "مستشفى برشلونة" يزيد من عمق الأزمة

    تزداد صحة كل كلمة قالها كروس عند النظر إلى قائمة الإصابات التي حولت عيادة النادي إلى "مستشفى".

    فالأزمة لا تقتصر فقط على غياب لامين يامال ورافينيا اللذين بنى عليهما كروس نظريته، مما يضعف الخيارات الهجومية بشكل مباشر، بل تمتد لتشمل أعمدة رئيسية في الفريق. 

    غياب الحارس مارك أندريه تير شتيجن يفقد الفريق قائداً في الخلف ومعه الحارس الجديد جوان جارسيا، وغياب الروح القتالية للشاب بابلو جافي يترك فراغاً هائلاً في وسط الملعب، بالإضافة إلى إصابة فيرمين لوبيز.

    هذه الإصابات الجماعية لا تضعف التشكيلة الأساسية فحسب، بل تدمر دكة البدلاء، وتجبر فليك على الاعتماد على نفس المجموعة من اللاعبين المتاحين، مما يزيد من إرهاقهم ويجعلهم أكثر عرضة لتطبيق "نبوءة الدقيقة 75" التي تحدث عنها كروس.