Estevao Carlo Ancelotti Brazil GOAL ONLYGOAL AR

رجاءً لا تظلموا تونس | فينيسيوس مع بينتو "كارثتان" ورودريجو من يدفع الثمن .. وصراع "أنشيلوتي – إستيفاو" الأغرب!

إن كنت ممن توقعوا أن تكون مباريات التوقف الدولي الحالي "الودية" مملة بعدما حسم أطرافها مصيرهم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 .. فقد أضعت على نفسك واحدة من أمتع المواجهات!

نعم! نعلم أن البعض - إن لم يكن كُثر - ظنوا أن مباراة تجمع بين المنتخب البرازيلي ونظيره التونسي، في إطار ودي، ستكون مملة ومن جانب واحد فقط لصالح راقصي السامبا .. لكن دعني أُخبرك أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، بل أضاع نسور قرطاج الفوز من بين أيديهم!

كتيبة المدرب الوطني سامي الطرابلسي نجحت في ترجمة تفوقها في المباراة بهدف أول في الدقيقة 23 من عمر الشوط الأول عن طريق حازم المستوري بعد عرضية أكثر من رائعة من زميله علي عبدي.

لكن لسوء حظ التونسيين، منحت لمسة يد طائشة البرازيليين فرصة إدارك التعادل في الدقيقة 44 من الشوط ذاته، سجلها إستيفاو ويليان بنجاح على يسار الحارس أيمن دحمان.

هذا ملخص المباراة، لكن دعونا نتعمق أكثر في تفاصيل مواجهة البرازيل وتونس الودية في السطور التالية..

  • FBL-BRA-TUN-FRIENDLYAFP

    لنمنح تونس حقها

    قد تظن أن تلك النتيجة ما هي إلى نتاج مستوى متواضع من كتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أو أنه نزل المباراة بالصف الثاني، لكن الحقيقة أن نجوم البرازيل كانوا شاهدين على تألق التونسيين، حيث حضر إيدير ميليتاو، كاسيميرو، فينيسيوس جونيور، ماركينيوس وغيرهم.

    والحقيقة أيضًا أن هؤلاء قدموا مباراة ليست بالسيئة، بل الأدق في هذا الجانب أن كتيبة المدرب التونسي سامي الطرابلسي قدمت واحدة من أفضل مبارياتها.

    إن تحدثت عن الدفاع والحارس أيمن دحمان، فقد كان بالمرصاد لكافة محاولات إستيفاو ورودريجو؛ الثنائي الذي كان أكثر نشاطًا في الجانب الهجومي للبرازيل.

    وإن قلنا الوسط، فقد سيطر فرجاني ساسي وإلياس السخيري على تلك المعركة أمام الثنائي كاسيميرو و برونو جيمارايش.

    وبالانتقال للهجوم فهنا نريد تخصيص الذكر عن حنبعل مجبري، الذي أجبر أنشيلوتي على إخراج ويسلي مع بداية الشوط الثاني في محاولة لمواجهة انطلاقات صاحب الـ22 عامًا، لكن حتى بديله دانيلو لويس دا سيلفا، لم يحسن التعامل مع النجم التونسي، حيث ظلت خطورته قائمة على الطرف الأيسر لنسور قرطاج.

    الخلاصة أن تونس قدمت مباراة كبيرة حقًا ولم تكن البرازيل هي الضعيفة، وبدت وكأنها تقدم لجماهيرها وعدًا بأنها ستكون خصمًا شرسًا في كأس العالم 2026، ولن تكون مشاركتها شرفية كما كان يحدث .. لعلنا نكون على موعد مع إنجاز عربي جديد بعد وصول المغرب لنصف نهائي مونديال قطر 2022!

  • إعلان
  • FBL-BRA-TUN-FRIENDLYAFP

    البرازيل و"لمحة" أنشيلوتي مع ريال مدريد

    كما ذكرنا سلفًا لم يكن المنتخب البرازيلي سيئًا، بل كان يحاول من الناحية الهجومية عن طريق إستيفاو ورودريجو تحديدًا، لكن المشكلة الأكبر ربما عند كارلو أنشيلوتي نفسه، حيث لم يحسن إدارة المباراة من المنطقة الفنية، وكأنه كان مجرد متفرج معنا..

    يقولون "إن الشوط الثاني هو شوط المدربين"، لكن خسره كارلو فرغم الدفع بلويس باكيتا، دانيلو، فابينيو، لويس هنريكي، فيتور روكي وفابريسيو برونو إلا أنه لم يفلح في اختراق الدفاعات التونسية .. نعم تألق دحمان ودفاعه، لكن حتى البرازيليين أهدروا ما لا يُهدر.

    هذا الوضع ذكرنا بفترة أنشيلوتي الأخيرة مع ريال مدريد، حيث كان متفرجًا أمام الخصوم، فلا جُمل تكتيكية حقيقية تكشف عن وجود مدرب على خط الملعب، والأبرز خسارة معركة الوسط دائمًا.

  • بينتو وفينيسيوس "كارثتان" .. ورودريجو مَن يدفع الثمن!

    في الودية السابقة بين البرازيل والسنغال، تحدثنا عن أخطاء حارس مانشستر سيتي السابق وفنربخشه الحالي إيدرسون، وإلى أي مدى ستكون مؤثرة في المباريات الحاسمة.

    وبالفعل، فضل أنشيلوتي إجلاسه على مقاعد البدلاء أمام تونس، مع الاعتماد على حارس النصر السعودي بينتو، لكن "من إيدرسون لبينتو .. يا قلب أحزن على السامبا"!

    بينتو ارتكب أمام نسور قرطاج خطأين كارثيين، لولا تدارك الأمر في اللحظات الأخيرة، لأسفرا عن أهداف. ربما كذلك عامل المفاجأة ما لم يساعد لاعبي تونس على ترجمة أخطاء الحارس البرازيلي هذه لأهداف، لكن في مباريات أخرى، سيكون الثمن أكبر.

    أحد الخطأين وقع في الدقيقة 14 من عمر الشوط الأول، حيث الكرة المعتادة من حارس المرمى بإرسال عرضية هوائية سريعة للاعبي المقدمة، لقيادة هجمة مرتدة، لكن بينتو بغرابة شديدة، سدد الكرة في ظهر لاعب تونس على حدود منطقة الجزاء، ولولا أن الكرة كانت على طرف منطقة الـ18 مع ضغط الحارس على لاعب وسط الخصم فرجاني ساسي، لتحولت الكرة بتسديدة سريعة إلى الشباك.

    حتى في لقطة هدف تونس، كان بإمكان بينتو أن يتدخل في توقيت مناسب، قبل تسديد المستوري للكرة، لكنه فضل التقدم عن مرماه في محاولة لإغلاق إحدى الزوايا ثم فشل في الأخير.

    ومن حراسة المرمى إلى الهجوم، لا يمكن أن نغفل الحديث عن فينيسيوس جونيور نهائيًا، ليس لكونه نجم ريال مدريد فقط، لكن لأن كل كرة من قدمه هي "تمريرة خاطئة" أو "عرضية خاطئة" أو "مراوغة غير ناجحة"، كافة محاولاته كانت في متناول لاعبي تونس، هذا ونحن نتحدث عن لاعب من المفترض أنه مهاري يجيد فتح الخطوط المغلقة.

    لكن الأكثر غرابة أن أنشيلوتي فضل بقائه في الملعب حتى نهاية المباراة، وسحب رودريجو "المتألق" بغرابة شديدة!

    خروج رودريجو جاء رغم أنه صاحب الأرقام والمحاولات الأبرز، فقد سدد ست تسديدات، وخلق ثلاث فرص لزملائه، أهدروها كافة، بجانب تفوقه الواضح في الثنائيات (5 من 7).

  • أنشيلوتي و"صراع" إستيفاو الغريب!

    استمرارًا مع الحديث عن البرازيل، فحتمًا لا بد من ذكر اسم موهبته الشابة إستيفاو، فلن نكون مبالغين إن وصفناه بأنه "نجم البرازيلي الأول" حاليًا!

    صاحب الـ18 عامًا قدم مباراة رائعة كما هي عادته مؤخرًا، كان رائعًا في كل شيء من الناحية الهجومية لولا تألق الدفاع التونسي وحارسه أيمن دحمان، ولولا القائم، لخطف الفوز للسامبا في الثانية الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من الضائع، بفضل تسديدة من داخل منطقة الجزاء.

    لكنه سدد خمس تسديدات، وخلق فرصتين لزملائه، بجانب نجاح مراوغاته، وحصوله على نسبة 50% بالثنائيات.

    ومع فشله في ترجمة مهاراته أمام البسالة التونسية إلى هدف، قال القدر كلمته بمنحه ضربة جزاء في الدقيقة 44 من عمر الشوط الأول، على إثر لمسة يد، نجح في إحراز هدف البرازيل الوحيد منها.

    لكن الغريب كان تعامل كارلو أنشيلوتي؛ المدير الفني لراقصي السامبا معه..

    في وقت يترك به أنشيلوتي مهمة الركلات الحرة وضربات الجزاء لإستيفاو مؤخرًا، قرر فجأة التغيير، فعندما احتسبت ضربة جزاء ثانية للبرازيليين في الدقيقة 78 من عمر المباراة، أسند المدرب الإيطالي المهمة هذه المرة للوكاس باكيتا وليس إستيفاو بغرابة شديدة.. النتيجة؟ أطاح الأخير بالكرة في المدرجات!، ربما كان القرار من باكيتا نفسه، لكن هنا دور المدرب يأتي بالتدخل لتنظيم المهام على أرض الملعب، ما لا يعفيه من المسؤولية سواء كان القرار من المسدد أو من الإيطالي نفسه.

    قرار أنشيلوتي ربما يعود لما كشفته صحيفة "جلوبو إسبورتي" قبل مواجهة تونس الليلة، من كواليس خاصة بمعسكر أكتوبر الماضي..

    الصحيفة زعمت أن أنشيلوتي وبّخ إستيفاو في الحصة التدريبية قبل مواجهة كوريا الجنوبية، لعدم القيام بالضغط على الظهير بشكل جيد، مهددًا إياه: "أنا أتحدث مرة واحدة فقط؛ إما أن تنفذ ما أطلبه، أو ستكون خارج الفريق".

    وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من وراء توبيخ أنشيلوتي للموهبة الصاعدة هي رغبته في السيطرة عليه وإبقائه متواضعًا، خوفًا من الانسياق السلبي خلف الإشادات التي تنهال عليه هذه الفترة.

    ربما هذا ما فكر به كارلو الليلة أمام تونس، لا يريد منح إستيفاو صلاحيات مطلقة لتسديد الجزائيات، وربما يتبع الأمر ذاته في الركلات الحرة، طالما أن المباراة ودية وتحتمل التغيير، لكن لسوء حظه دفع هو الثمن، وخسر باكيتا الرهان!