مدعومة بالذكاء الاصطناعي .. الفيفا يكشف عن "تريوندا" الكرة الرسمية لكأس العالم 2026!

تتميز "تريوندا" بتصميم فني يعكس رموز الدول الثلاث المستضيفة، حيث تتضمن نجمة زرقاء تمثل الولايات المتحدة، وورقة قيقب حمراء ترمز إلى كندا، ونسرًا أخضر يرمز إلى المكسيك.

أما الألوان المستخدمة في التصميم فهي الأبيض، الأحمر، الأزرق، والأخضر، وهي مستوحاة من أعلام الدول الثلاث، وتعيد إلى الأذهان تصميم كرة "برازوكا" التي استخدمت في مونديال 2014.

وقال سام هاندي، المدير العام لقسم كرة القدم في شركة أديداس: "إنها أكثر كرة مرحة بصريًا صنعناها لكأس العالم. قطعة فنية مصممة لأكبر مسرح رياضي في العالم، تجعلك ترغب في لمسها، تأملها، وقبل كل شيء... اللعب بها".

الابتكار الأبرز في "تريوندا" يتمثل في احتوائها على شريحة داخلية تعتمد على تقنية "Connected Ball Technology"، وهي تقنية متطورة تتيح نقل البيانات بشكل فوري إلى نظام حكم الفيديو المساعد "VAR".

وتعمل هذه التقنية بالتكامل مع بيانات تموضع اللاعبين على أرض الملعب، ما يسمح للحكام باتخاذ قرارات دقيقة وسريعة في حالات التسلل ولمس اليد، من خلال تتبع كل لمسة للكرة بدقة عالية.

وأكدت شركة أديداس في بيانها الرسمي أن الكرة الجديدة "تحمل أحدث تطور في تقنية الكرة المتصلة، والمدعومة الآن بالذكاء الاصطناعي، لتقديم بيانات وتحليلات فورية ستؤثر على قرارات التحكيم والتحليل التكتيكي في جميع مباريات البطولة البالغ عددها 104 مباراة".

من الناحية التقنية، تم تصميم الكرة بأربعة ألواح متصلة، مع خطوط محفورة بعمق، لضمان ثبات مثالي أثناء الطيران.

وتعد هذه الخصائص ضرورية لتحقيق أداء متوازن في مختلف الظروف الجوية، رغم أن بعض الكرات السابقة في بطولات كأس العالم، باستثناء "برازوكا"، تعرضت لانتقادات من اللاعبين بسبب مساراتها غير المتوقعة في الهواء.

ظهرت الكرة الجديدة في صور ترويجية إلى جانب عدد من أبرز نجوم كرة القدم العالمية، من بينهم جود بيلينجهام، ليونيل ميسي، ولامين يامال، حيث بدوا مستمتعين باستخدامها في مشاهد مرحة.

إحدى الصور أظهرت الكرة وكأنها ضخمة مقارنة بجسد يامال، في لقطة طريفة أثارت تفاعلًا واسعًا، رغم أن حجم الكرة الحقيقي مطابق للمعايير الدولية.

تتوفر الكرة بسعر 119 جنيهًا إسترلينيًا أو 160 دولارًا أمريكيًا، ويمكن متابعة الحساب الرسمي لها على منصة "تيك توك" عبر اسم المستخدم @Trionda، حيث يتم عرض لقطات من منظور الكرة نفسها، في تجربة تفاعلية غير مسبوقة.

وبهذا الإعلان، تكون الفيفا قد دشنت مرحلة جديدة في عالم كرة القدم، حيث لم تعد الكرة مجرد أداة للعب، بل أصبحت عنصرًا تكنولوجيًا فاعلًا في إدارة المباريات وتحليل الأداء، في خطوة تعكس تطور اللعبة نحو المزيد من الدقة والاحترافية.

شهدت بطولات كأس العالم عبر تاريخها الطويل ظهور عدد من الكرات الرسمية التي أصبحت رموزًا خالدة في ذاكرة الجماهير، ليس فقط بسبب تصميمها الفريد، بل أيضًا لما ارتبط بها من لحظات تاريخية وأهداف خالدة.

من أبرز هذه الكرات كانت "تيلستار" في مونديال 1970 بالمكسيك، والتي كانت أول كرة تُستخدم فيها اللونين الأبيض والأسود لتسهيل رؤيتها على شاشات التلفاز الأبيض والأسود آنذاك، ثم جاءت "تانجو" في مونديال 1978 بالأرجنتين، بتصميمها الكلاسيكي الذي استُخدم لاحقًا في عدة نسخ متتالية، وأصبحت أيقونة في عالم كرة القدم.

وفي عام 2002، ظهرت كرة "فيڤرنوفا" في مونديال كوريا واليابان، بتصميم عصري وألوان جريئة، لكنها أثارت جدلاً بين الحراس بسبب خفة وزنها وسرعة حركتها، أما كرة "جابولاني" في مونديال جنوب أفريقيا 2010، فكانت الأكثر إثارة للجدل، حيث اشتكى العديد من اللاعبين من مسارها غير المتوقع في الهواء، رغم أنها كانت ثمرة لتقنيات تصنيع متقدمة.

وفي مونديال 2014 بالبرازيل، استعادت الكرة الرسمية "برازوكا" ثقة اللاعبين، بفضل تصميمها المتوازن وأدائها المستقر، لتُعتبر واحدة من أفضل الكرات في تاريخ البطولة.

أما في نسخة 2022، فقد ظهرت كرة "الرحلة" بتقنيات ذكية ساهمت في دعم قرارات التحكيم، لتُمهّد الطريق نحو الجيل الجديد من الكرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما هو الحال مع كرة "تريوندا" المخصصة لمونديال 2026.