Cristiano Ronaldo Portugal (Goal Only)Goal AR

البرتغال "عملاق" دون رونالدو: هاتريك مزدوج في أرمينيا .. وإيقاف الدون لن يعطل الوحش في كأس العالم!

على ملعب الدراجاو، أثبت منتخب البرتغال بأن ما عانى منه أمام أيرلندا، في الجولة الماضية، لم يكن أكثر من حجر عثرة، في مسيرة الصعود نحو كأس العالم 2026، فرغم غياب القائد كريستيانو رونالدو، إلا أن رفاقه كانوا على أفضل نحو ممكن، بعدما اكتسحوا أرمينيا بنتيجة (9-1)، ليحجزوا مقعدًا رسميًا في المونديال.

وحقق منتخب البرتغال فوزًا ساحقًا، في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026، بتسعة أهداف حملت توقيع ريناتو فيجا، جونسالو راموش، جواو نيفيش "هاتريك"، برونو فيرنانديش "هاتريك منها هدفان من ركلتي جزاء"، فرانشيسكو كونسيساو، في الدقائق 7 و28 و30 و41 و45+3 و51 و72 و90+3، بينما وقّع إدوارد سبيراتسيان على هدف الضيوف الوحيد في الدقيقة 18.

وقطع المنتخب البرتغالي تذكرة السفر إلى مونديال 2026، للمرة التاسعة في تاريخه، في بطولة يُنتظر أن تشهد "الرقصة الأخيرة" للقائد كريستيانو رونالدو، والذي غاب عن لقاء اليوم للإيقاف، في ليلة ارتدى فيها نجوم البرتغال، طاقمًا خاصًا لتكريم الأسطورة إيزيبيو، بارتداء القميص الأسود لأول مرة منذ ما يقارب 10 سنوات، احتفالًا بالذكرى الستين لفوز "الملك" بالكرة الذهبية.

وتستعرض النسخة العربية من موقع GOAL، أبرز النقاط التي يمكن أن نستخلصها من مواجهة البرتغال وأرمينيا، على النحو التالي..

  • Republic of Ireland v Portugal - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    البرتغال بدون رونالدو "أفضل"؟

    رغم أن الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، لا يزال محافظًا على ماكينته التهديفية مع منتخب بلاده، إلا أن كتيبة روبرتو مارتينيز، لم تبدُ متأثرة بغياب قائدها التاريخي، والذي غاب عن مباراة اليوم للإيقاف، بعد تلقيه أول بطاقة حمراء في مسيرته الدولية، في مباراة أيرلندا.

    السؤال هو "هل منتخب البرتغال أفضل بدون رونالدو؟ أم أن اختبار أرمينيا كان سهلًا؟"، ففي وجود "الدون" أو غيابه، يظل المنتخب البرتغالي يملك مجموعة من الأسماء التي تعد الأفضل في مراكزها  على مستوى العالم.

    المنتخب البرتغالي حسم مواجهة أرمينيا مبكرًا، بفضل التألق الكبير في وسط الميدان، خاصة برونو فيرنانديش وجواو نيفيش وفيتينيا، فضلًا عن الضغط الكبير على حامل الكرة، وإيجاد الحلول باستمرار من العمق والأطراف.

    ولكن، يُمكن القول إن منتخب أرمينيا - بكل الاحترام - لا يُعد مقياسًا كبيرًا للحكم على البرتغال، في غياب رونالدو، خاصة وأن المباراة الأولى بين المنتخبين في التصفيات، قد شهدت  فوزًا كبيرًا أيضًا للبرتغاليين بنتيجة (5-0)، وسجل كريستيانو هدفين منها.

  • إعلان
  • Goncalo Ramos Portugal 2025Getty Images

    ما أشبه الليلة بالبارحة

    ولعلّ السؤال الأول قد قادني للحديث عن لقطة شهدها المنتخب البرتغالي في مباراة اليوم، تعيد إلى الأذهان ما حدث في كأس العالم 2022.

    فرناندو سانتوش، المدرب السابق للبرتغال، قرر إبقاء كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، في الأدوار الإقصائية من مونديال قطر، في لقطة كان أشبه ما تكون "ثورية" بأن يتواجد نجم بحجم الدون على الدكة.

    ماذا حدث؟ حقق منتخب البرتغال فوزًا كاسحًا على سويسرا في دور الـ16، بنتيجة (6-1)، ووقع جونسالو راموش على هاتريك في تلك المواجهة.

    بالعودة إلى مباراة اليوم، نجد "بديل رونالدو" عندما نال فرصة المشاركة أساسيًا، ساهم في النتيجة العريضة بالمواجهة، بعدما سجل هدفًا وصنع تمريرة حاسمة إلى برونو فيرنانديش.

    هنا مربط الفرس، لا خوف على المنتخب البرتغالي في غياب رونالدو، فرغم أن وجود "الدون" يضيف الكثير من الزخم لـ"برازيل أوروبا"، إلا أنه في غيابه، تجد منتخبًا يبدع في سلاح اللعب الجماعي، والتمريرات المتبادلة، فضلًا عن التحركات المثالية، سواء في الضغط الهجومي أو التراجع لمواجهة أي مرتدة.

  • غياب رونالدو = أكبر النتائج!

    رغم أن رونالدو خاض 226 مباراة دولية مع منتخب البرتغال، وكان أكثر لاعب مشاركة في تاريخ منتخبات الرجال، ورغم أن رحلته مع البحارة، شهدت انتصارات عريضة، إلا أن المنتخب في غيابه حقق أكبر انتصارات في تاريخه.

    مع رونالدو، حقق المنتخب البرتغالي أكثر من فوز بسباعية، سواءً ضد روسيا في تصفيات مونديال 2006، أو كوريا الشمالية في كأس العالم 2010، أو إستونيا في مباراة ودية في 2016، أو أندورا في ودية 2020، إلا أن المنتخب في غيابه حقق أكبر انتصار في تاريخه، سواءً باكتساح لوكسمبورج (9-0) في 2023، أو بالفوز على أرمينيا (9-1)، اليوم.

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIER-POR-ARMAFP

    فيليكس يصنع والقائم يعاند كانسيلو ونيفيش

    بالنظر إلى تلك المباراة، من زاوية "نجوم دوري روشن"، فإن روبرتو مارتينيز، مدرب البرتغال، قرر الدفع بظهير الهلال، جواو كانسيلو، أساسيًا، بينما شارك زميله روبن نيفيش، ومتوسط ميدان النصر، جواو فيليكس، كبدلاء في الشوط الثاني.

    كانسيلو كان انعكاسًا لسيطرة البرتغال (باستحواذ بلغ 76%)، حيث كان تواجده الأكبر في منطقة أرمينيا، للعب على العرضيات، والتوغل إلى العمق، حيث شارك في صنع الخطورة الهجومية، فيما كاد أن يشارك في المهرجان، بتسديدة من خارج المنطقة في الدقيقة 44، اصطدمت بالمدافع وارتطمت بالعارضة.

    وتمكن كانسيلو من إرسال تمريرة حاسمة إلى زملائه، كما أرسل 34 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغت 92%، فيما تمكن من استعادة الكرة مرة من المنافس، وكسب 6 مواجهات ثنائية من أصل ثمانية.

    وبالمثل، كاد ثنائي الهلال والنصر أن يشاركان في الحدث الكبير، بعدما وجه روبن نيفيش كرة رأسية في العارضة في الدقيقة 81، كما صنع جواو فيليكس تمريرة حاسمة إلى كونسيساو، ليسجل الهدف التاسع.

  • كلمة أخيرة..

    المنتخب البرتغالي لم تغب شمسه عن المونديال منذ عام 2002، وبوجود كريستيانو رونالدو، صار منتخبًا عالميًا يصعد على منصات التتويج لأول مرة، بعد فوزه بيورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية في 2019 و2025.

    ورغم التاريخ الكبير للدون، إلا أن المنتخب لا يعاني كثيرًا في غيابه، وإن كانت أرمينيا ليست مقياسًا، كما ذكرت مسبقًا، إلا أنه في عدم مشاركته، ظهرت الجماعية الكبيرة، والتحركات الرائعة في وسط الملعب، في مواجهة نفضت الغبار عن جوهرة برونو فيرنانديش وجواو نيفيش.

    رونالدو غاب، ولكن المنتخب البرتغالي اليوم أعطى رسالة إلى العالم، بأنه قادر على المنافسة في غياب قائده التاريخي، وإن تسبب طرده المباشر أمام أيرلندا، في غياب عن انطلاقة بلاده في المونديال.

    رسالة أيضًا إلى الدون، لقطة تصرفت بها بشكل صبياني أمام أيرلندا، حرمتك من المشاركة في فوز تاريخي أمام أرمينيا، كان من شأنه أن يزيد غلتك من الأهداف الدولية، ويزيدك زحفًا نحو تحقيق حلم الألف هدف.