Rodrigo Mora - sergio conceicao GOAL ONLYGOAL GFX

معضلة فنية والأمل في يد كونسيساو .. معاناة "رودريجو مورا" في بورتو تعيد أمل الاتحاد في ضم الجوهرة البرتغالية

خلال الصيف الماضي، حاول الاتحاد التعاقد مع جوهرة بورتو البرتغالي، اللاعب الشاب رودريجو مورا صاحب الـ18 عامًا فقط، والذي قدم موسمًا رائعًا مع فريقه بالموسم الماضي، ولكن لم يتم الاتفاق بين الطرفين، ليستمر اللاعب مع فريقه، ولكن يبدو أن القدر سيلعب دوره ويفتح الباب مجددًا أمام العميد.

الاتحاد وضع استراتيجية واضحة، وهي التركيز على تدعيم الفريق بمجموعة من اللاعبين الشباب، من أجل بناء جيل جديد قادر على قيادة النمور لتحقيق البطولات على مدار السنوات القادمة، ولذلك استهدف مورا من بورتو.

ولكن الوضع تغير خلال الموسم الحالي، الذي جعل رودريجو يواجه الكثير من الصعوبات في المشاركة مع فريقه عكس الموسم الماضي، ولذلك فأصبحت مسألة رحيله أسهل مما سبق.

  • Inter Miami CF v FC Porto: Group A - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    معضلة تغيير مركزه أفقدته مكانته مع بورتو

    خلال الموسم الماضي، لعب رودريجو مورا مع بورتو في 40 مباراة بجميع البطولات، سجل فيها 12 هدفًا وصنع 4 آخرين لزملائه، ليُساهم في تسجيل 16 هدفًا في 2391 دقيقة لعب.

    ولكن الموسم الحالي، تغير الوضع كثيرًا تحت قيادة المدرب الإيطالي فرانشيسكو فاريولي، الذي همش دور رودريجو، إذ لعب حتى الآن 16 مباراة فقط بواقع 593 دقيقة، بمعدل 37 دقيقة في المباراة الواحدة!

    فاريولي كشف عن موقف مورا في تصريحات نقلتها صحيفة "فوت ميركاتو" قائلًا: "بالنظر إلى أدائه الموسم الماضي، فإن مركز اللاعب خلف المهاجم هو الأنسب له، وفي خطة 4-3-3 تتغير أدواره قليلًا خاصة دون الكرة".

    وأضاف: "هذا جانب يحتاج إلى تطويره مثل بقية اللاعبين، نحن في مرحلة تعلم، وبفضل جودته وفهمه للعبة، سيجد مكانه، يمكن استخدامه كجناح أو في مركز آخر، لكن لن أفصح عنه الآن".

    ولكن الغريب في الأمر، أن رودريجو مورا تحت قيادة فاريولي، لم يُشارك سوى في مركزي صانع الألعاب، أو المهاجم الوهمي، عكس الموسم الماضي الذي شهد تنوعًا في مشاركاته في مراكز أخرى، مثل الجناحين الأيمن والأيسر، وأيضًا خط الوسط "بوكس تو بوكس".

  • إعلان
  • Rodrigo Mora FC PortoGetty

    الاتحاد ومركز صناعة اللعب

    كان من ضمن خطط الاتحاد خلال صيف 2025 هو تدعيم مركز صناعة اللعب، في ظل الحملة التي كانت ضد الجزائري حسام عوار، والتي طالبت فيها عدد لا بأس به من جماهير العميد من إدارة ناديها التخلص منه بأي طريقة.

    ولذلك وجه الاتحاد أنظاره إلى الموهبة البرتغالية الصاعدة بقوة مورا لضمه من بورتو، ولكن النادي البرتغالي رفض العرض المقدم، وتمسك بالحصول على الشرط الجزائي كاملًا وهو 70 مليون يورو، لتنهار المفاوضات بعدها.

    ولكن مسؤولي العميد لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام فشل تلك الصفقة، حيث وجهوا أنظارهم إلى التعاقد مع النجم المالي الشاب محمدو دومبيا لاعب وسط رويال أنتويرب البلجيكي، الذي قدم الإضافة لاحقًا للنمور.

    ومع قدوم المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو لقيادة النمور، بدأ مؤخرًا في منح الفرصة لدومبيا للمشاركة مع الفريق بدلًا من عوار، ليقدم مستوى أكثر من رائع، لتزداد المطالب الاتحادية بحصوله على المزيد من الفرص والمشاركة بدلًا من الجزائري حسام.

  • Al Ittihad v Al Shabab: Saudi King's CupGetty Images Sport

    هل يفضّل الاتحاد مورا على دومبيا وعوار؟

    ما قدمه حسام عوار منذ بداية الموسم، جعل الكثيرين من جمهور الاتحاد يشعر بالذنب، بعدما طالبوا برحيله، خاصة وأنه تألق بشكل لافت للنظر.

    شارك عوار منذ بداية الموسم حتى الآن في 14 مباراة مع الاتحاد في كل البطولات، سجل فيها 4 أهداف وصنع واحدة، وقدم الإضافة الهجومية المطلوبة منه، بغض النظر عن هبوط مستوى الفريق ككل.

    وعلى الجانب الآخر، النجم المالي محمدو دومبيا الذي بدأ مؤخرًا في الانسجام بشكل كبير مع طريقة كونسيساو وزملائه في الاتحاد، تزايدت أسهمه بشكل كبير لخطف هذا المركز من حسام عوار، بعد الذي قدمه خاصة في آخر المباريات.

    وخلال الموسم الحالي، لعب دومبيا مع الاتحاد 10 مباريات، بواقع 617 دقيقة، بمعدل 62 دقيقة في المباراة تقريبًا، سجل هدف وصنع هدفين، ولكنه قدم مستوى مذهل نال إعجاب جماهير الاتحاد التي مازالت تُطالب باستمراره في التشكيل الأساسي.

    الأمر وصل إلى هجوم جمهور الاتحاد على كونسيساو بسبب استبدال دومبيا في مباراة الشباب الأخيرة، ليفسر ذلك قائلًا: "دومبيا كان يتلقى العلاج بين شوطي المباراة، وطلب استبداله، وإن إصابته كانت خطيرة في العضلة الضامة".

    وفي ظل تواجد الثنائي حسام عوار ودومبيا، فإن تعاقد الاتحاد مع مورا لن يُفيد الفريق كثيرًا، إلا إذا تم توظيفه في مركز آخر يحتاجه الفريق، مثل الجناح الأيسر، في ظل تراجع مستوى بيرجفاين الملحوظ بدنيًا وفنيًا.

  • هل يتحرك الاتحاد لضم مورا؟

    تبدّلت الصورة تمامًا مع انطلاقة الموسم الحالي، إذ جاء وصول المدرب الإيطالي فرانشيسكو فاريولي ليقلب توازنات غرفة الملابس ويُعيد رسم الخريطة الفنية داخل بورتو. 

    أسلوب المدرب الجديد، القائم على الانضباط التكتيكي والضغط العالي وتقييد حرية الأجنحة وصناع اللعب، لم يمنح مورا المساحة التي تألق فيها الموسم الماضي، وهو ما انعكس مباشرة على وضعه داخل الفريق.

    فبعد أن كان لاعبًا لا يُمس في تشكيلة بورتو، وجد مورا نفسه يدخل مرحلة غير مألوفة، خسر فيها مركزه الأساسي للمرة الأولى منذ صعوده المفاجئ، 

    تراجع الأرقام والاعتماد عليه بشكل متقطع أظهر مورا كلاعب يحتاج إلى إعادة بناء بدني وتكتيكي حتى يتماشى مع أسلوب المدرب الجديد. 

    كما بدا واضحًا أن اللاعب يعاني من قيود لم يعرفها سابقًا، سواء في التمركز أو في كيفية التحرك بين الخطوط أو حتى في حجم مسؤوليته الدفاعية، وهو أمر لم يكن جزءًا من هويته الفنية قبل قدوم فاريولي.

    كل ذلك جعل اللاعب يعيش حالة من عدم الراحة، خصوصًا بعد أن اعتاد في الموسم السابق على دور محوري وحرية شبه مطلقة في صناعة الهجمات. 

    وهنا تدرك إدارة الاتحاد أن الفرصة أصبحت أنضج من أي وقت مضى للتحرك من جديد، فإن مورا فقد مقعده الأساسي في التشكيلة، ولم يعد عنصرًا محوريًا كما كان.

    وعلى الجانب الآخر، يبرز عامل مهم يصب في مصلحة الاتحاد، وهو وجود المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، أحد الأسماء التاريخية في بورتو، والذي قد يكون متابعًا له ويعرف إمكانياته جيدًا.

    كونسيساو قد يعرف اللاعب، ويقدّر موهبته، وقد يكون الرجل القادر على إعادة إطلاق أفضل نسخة منه إذا انتقل إلى الدوري السعودي، مستفيدًا من خبرته الكبيرة في العمل مع المواهب البرتغالية.