هل سيصمد أمام الهلال؟ .. ماذا لو لم يُسدد النصر ديونه؟

لا صوت يعلو في النصر فوق صوت الصفقات الجديدة ودعم الفريق للموسم القادم، الجميع يُتابع ما الذي سيحدث في صفقة فواز القرني أو محمد العويس وعمر السومة أو باولينيو وغيرهم من النجوم ... المثير أن كل هذا قد يُصبح هباءً منثورًا حال فشل النادي في تسديد ديونه.

وزارة الرياضة السعودية حجبت شهادة الكفاءة المالية عن النصر لوجود ديون عليه بقيمة 136 مليون ريال سعودي، والنادي مُطالب بتسديد هذا المبلغ قبل الـ21 من أغسطس القادم وإلا سيُحرم من قيد اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية.

• اقرأ أيضًا |   كيف تخلق المشاكل وتُصبح مديونًا؟ النصر يُعطي مثالًا رائعًا

النصر تعاقد مع أندرسون تاليسكا وفينسنت أبو بكر لدعم هجومه، وقد تخلى عن براد جونز ومايكون بيريرا ونور الدين أمرابط، وقد رحل عنه كذلك يحيى الشهري بنهاية عقده.

الأغلب يُرجح تسديد النصر لديونه قبل الموعد المحدد، خاصة بواسطة الداعم الأكبر "الأمير خالد بن فهد"، لكن دعونا نقف للحظة ونتخيل حدوث السيناريو الآخر .. ماذا، ولأي أسباب، لو لم يُسدد النصر ديونه؟ ما الذي سيحدث للاعبيه الجدد وهل سيصمد في وجه الهلال الموسم المقبل؟

ماذا سيحدث للاعبي النصر الجدد لو لم يُسدد ديونه؟

النصر سبق وأن خاض تلك التجربة في يناير الماضي، حين تعاقد مع الأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف ولم يستطع قيده بسبب عدم حصوله على شهادة الكفاءة المالية، وقد أعاره إلى شباب الأهلي الإماراتي حتى نهاية الموسم.

هذا الحل يبدو الأقرب ليحدث مع ثنائي العالمي الجديد حال لم يحصل على شهادة الكفاءة المالية، إذ سيتم إعارة تاليسكا وأبو بكر لخارج السعودية على الأرجح، وتحديدًا لقطر أو الإمارات.

مشكلة هذا الحل أنه غالبًا سيُضيف المزيد من الأعباء المالية على النادي، لأن أي نادٍ سيستعير تاليسكا وأبو بكر لن يستطيع دفع راتبهما كاملًا، وبالتالي سيدفع جزءًا منه والباقي يُسدده النصر.

الحل الآخر هو التخلص من اللاعبين نهائيًا ببيع عقديهما، وهذا سيُساهم في تخفيف الأزمة المالية، خاصة أن النادي وقع معهما مجانًا لعدم ارتباطهما بأندية أخرى .. لكن هذا الحل سيتسبب في خسارة فنية كبيرة للفريق واهتزاز هائل لصورته وسمعته في سوق الانتقالات.

هل يستطيع النصر الصمود في وجه الهلال؟

الأمر المؤكد أن قائمة النصر لموسم 2020-2021 لم تكن ضعيفة أبدًا، بل كانت عامرة بالأسماء القوية سواء على الصعيد الأجنبي أو المحلي، وأن نتائج الفريق السيئة لم تكن نتيجة ضعف التشكيل بل لأسباب أخرى كثيرة منها أزمة كورونا والإصابات وعدم الاستقرار الإداري والفني وتغيير المدربين، بجانب عدد من القرارات السيئة في قضايا مهمة مثل ملف عبد الرزاق حمدالله.

لا نُنكر تراجع مستوى بعض اللاعبين وعلى رأسهم الهداف المغربي ومواطنه أمرابط والمدافع البرازيلي مايكون، لكن هذا طبيعي ويحدث لجميع الأندية في العالم، وعلينا ألا نتجاهل ظهور نجوم آخرين في الفريق أبرزهم المدافع عبد الإله العمري ولاعب الوسط علي الحسن.

بالنظر إلى قائمة النصر في الموسم الماضي، أعتقد أنها قادرة على مواجهة الهلال لو أحسن المدرب اختيار التشكيل وتوظيف اللاعبين ضمن قالب فني مناسب لهم وقادر على إخراج أفضل ما لديهم، بجانب بالتأكيد الحفاظ على الاستقرار الإداري واتزان غرفة الملابس والتعامل بحزم مع كل المشاكل والأزمات.

عدم تسديد الديون سيتطلب بالتأكيد تجديد عقد نور الدين أمرابط لموسم آخر، وربما الحفاظ على مايكون وبراد جونز، إذ سيُمثل وجودهم دعمًا للفريق ومدربه مانو مينيزيس في ظل عدم قيد لاعبين جدد.

كما سيتطلب بالتأكيد الاعتماد أكثر على اللاعبين الشباب المميزين جدًا، والذين تعاقد معهم النصر خلال الموسمين الماضيين وقال أنهم سيُمثلون نواة المنتخب السعودي مستقبلًا، والحديث عن أسماء مثل خالد الغنام وسامي النجعي وأيمن يحيى، وقد أظهر جلهم بالفعل بوادر تجعل الثقة بهم ليست مغامرة غير محسوبة العواقب أبدًا.