تحقيق جول - أزمة الأهلي مع بيراميدز وكيفية عودة الحلم الإفريقي مع كارتيرون

---

محمد جبر - زهيرة عادل

---

حلم عاشه جماهير الأهلي بعد فوز محمود الخطيب برئاسة النادي وأفاقوا منه على واقع لم يتماشى مع التوقعات ومستقبل غير مطمئن من أجل استعادة حلم الأميرة الإفريقية.

ذهب حسام البدري ليتولى مكانه باتريس كارتيرون المهمة بعد فترة من انعدام التوازن داخل القلعة الحمراء بسبب خلافات مع تركي آل شيخ الذي كان رئيسًا شرفياً للنادي قبل أن تبدأ الحرب بينه وبين مجلس الإدارة.

رئيس هيئة الرياضة السعودية اشترى نادي الأسيوطي ليحوله لبيراميدز ويبدأ في التعاقد مع أقوى الأسماء المتاحة من أجل المنافسة على لقب الدوري مع تدعيمات أخرى لنادي الزمالك المنافس الأول للنادي الأهلي.

الخطيب خرج عن صمته لأول مرة منذ أشهر، وظهر أمس الخميس، لإلقاء بيان عبر قناة الأهلي التليفزيونية، في محاولة لتهدئة الجمهور والرد على التجاوزات التي طالته هو مجلسه في الفترة الأخيرة من قبل تركي آل شيخ، وأيضا لتوجيه رسائل خاصة للاعبين والجمهور، حيث قال: "الكل يتسائل أين نحن من الإساءات التي نتعرض لها كمجلس إدارة، لكن هذه هي طريقة الأهلي، نرد في الوقت المناسب بالرد المناسب، وليس في أي وقت قد يضر بمصلحة الأهلي".

"مسئولياتنا ليس تجاه الأهلي فقط، بل الأهم هي مصلحة مصر، كنا نلتزم بضبط النفس خلال الفترة الماضية، حفاظا على العلاقات بين جماهير الوطن العربي".

جول GOAL بحث في الأزمة السابقة وما ينتظر المارد الأحمر ومجلس إدارته في المرحلة المقبلة وهل سيستطيع التغلب على ما ينتظره من عقبات؟

---

الصفقات والتدعيمات

---

.

بعد موسم  لم يحقق فيه الأهلي إلا الدوري، حيث خسر دوري أبطال إفريقيا، على يد الوداد المغربي، وخرج من الكأس على يد الأسيوطي، الذي أصبح حديثًا "براميدز"، كان لازمًا على الإدارة أن تستقدم بعض الصفقات القوية، لتحقيق بطولة إفريقيا الغائبة منذ سنوات.

من الواضح معاناة الأهلي من مشاكل دفاعية كثيرة بسبب تقدم محمد نجيب في العمر والإصابات المتكررة لرامي ربيعة وتذبذب مستوى سعد سمير وهو ما دفع إدارة الأهلي للتحرك. 

الأهلي تعاقد مع ساليف كوليبالي، من نادي مازيمبي، وذلك كانت بعد طلب من كارتيرون، المدير الفني للأحمر، حيث كان مدربًا للاعب المالي إلى جانب أحمد علاء مدافع الداخلية لمدة ست سنوات.

كانت هناك انتقادات عديدة من جانب الجماهير والإعلام، لأن المدافع، لديه 30 عامًا، وفضل البعض التعاقد مع مدافع مصري وأصغر سنًا.

وحول هذا قال سمير كمونة، نجم نادي الأهلي السابق: "الأهلي يحتاج حاليا لمدافع فقط، لاعب دولي ويمتلك الخبرة، وأرجح أن يكون لاعب من شمال أفريقيا، هذه فقط الصفقة التي يحتاجها الفريق، الأهلي به لاعبين جيدين وخطوط متناسقة، والمسئولون أكدوا من قبل عدم حاجة الفريق لصفقات كثيرة".

وأتفق  الناقد الرياضي فتحي سند قائلًا "الأهلي يحتاج مدافع، قد تم التعاقد مع كوليبالي، لكن الأهلي يحتاج في الدفاع، في أربع مراكز خط الظهر، محمد هاني قد يكون بديل لأحمد فتحي، الذي يجب أن يتم إراحته، لكن يحتاج إلى بديل، في القلب الأهلي يحتاج لمدافع إلى جانب كوليبالي، في الناحية اليسرى صبري رحيل قد لا يكون المناسب، وعلى معلول، لا أثق في الحفاظ على مستواه، خط الوسط الأهلي لديه لاعبين كثيرون، في الهجوم يمكن أن يشترى مهاجم بدلًا من أزارو، إذا رحل، وإذا لم يشترى صلاح محسن قادر على سد هذه المهاجم".

وأكمل سند حديثه حول الانتقالات وقال "الزمالك مهيمن بشكل أكبر في سوق الانتقالات، الأهلي حينما احتاج لمدافع أتجه إلى الخارج، السوق المحلي الزمالك يمتلك هيمنة، في السوق المحلي يحتاج لمدافع ومهاجم".

إلى جانب يوسف الجبالي، الذي تم التعاقد معه من نادي الشمس، هذه الصفقة، لم يهتم بها الكثيرين، واختلف مع ذلك وعلق على ذلك ربيع ياسين، مدرب منتخب مصر للشباب السابق، قائلًا "الأهلي لا يحتاج لإبرام صفقات، لديه مجموعة متميزة".

ولا ننسى أنه منذ رحيل عبد الله السعيد، لم يعد في الأهلي من يشغل مركزه، وحتى الآن لم يتم تغيير الخطة أو التعاقد مع لاعب في مركزه، قد يعطي المدرب الفرنسي الفرصة إلى أحمد حمدي أو العائد من الإعارة ناصر ماهر، وقال طه إسماعيل "لو تمت تغيير طريقة اللعب، يجب أن يكون هناك صانع ألعاب مثل ناصر ماهر وأحمد حمدي، والذي كان يلعب جيدًا في ماترن يول وجاريدو، إلى جانب صالح جمعة الذي يمتلك ملكة الاستحواذ على الكرة وما زال في قائمة الأهلي

الأهلي يستعد لتاونشيب البوتسواني بـ10 لاعبين

وقال سمير كمونة: "وجود عبد الله السعيد كان أفضل للأهلي من الناحية الفنية وإن كان وجوده سيسبب أزمة للجماهير ومجلس الإدارة لتوقيعه للزمالك، الإدارة اتخذت قرارها وفقا لمبادئ الأهلي التي اعتاد عليها الجميع، هذا حال كرة القدم، لا بد من وجود جيل جديد، نجوم كثيرون اعتزالوا وظهر غيرهم، الإحلال والتجديد مطلوب، خاصة وأن قرار".

الأهلي المصري يخبر ثنائي الفريق بالرحيل".

اتحاد الكرة قرر تقليص القائمة إلى 25 لاعبًا بدايةً من الموسم المقبل وهو ما يعني قلة في الاختيارات بل والحاجة للتخلي عن بعض اللاعبين أيضًأ.

ويقول الناقد الرياضي علاء عزت عن ذلك: "القائمة 25 لاعبًا، فهو لا يحتاج إلى صفقات، بل بالعكس الأهلي لديه تخمة في القائمة، ويحتاج إلى التجديد إلى اللاعبين المعارين، عاد إليه ناصر ماهر ومؤمن زكريا وأحمد الشيخ، إلى جانب التعاقد في الموسم الماضي مع صلاح محسن وبقاء وليد أزارو، تعاقد مع كوليبالي ومحمد أشرف، الاهلي هو الأقل احتياجًا للصفقات بين الأندية المصرية".

كما قال طه إسماعيل، المدير الفني للأهلي السابق والمحلل الرياضي: "موضوع الصفقات خاص بالإدارة، مؤكدًا قائمة الـ 25 لاعبًا مشكلة كبيرة، ولاننسى أن الأهلي لديه لاعبين معاريين، وشباب ففريق 1997، به عدد من النجوم، مثل أحمد حمدي وأكرم توفيق وناصرماهر وبيكهام وصلاح محسن تحت السن.

بين حاجة جمهور الأهلي لتجديد دماء الفريق وبين ما يراه قدامى الفريق والنقاد حول الحاجة لمدافع واحد فقط أو ربما دخول المعترك الإفريقي بدون أي صفقات، أيام قليلة تفصلنا عن مباراة مصيرية للأهلي أمام تاونشيب في دوري أبطال إفريقيا.

---

الحلم الإفريقي

---

.

خمس سنوات ابتعد فيها الأهلي عن الفوز بدوري أبطال إفريقيا ليبدأ دور المجموعات من النسخة الحالية بنقطة وحيدة من مباراتين وتتقلص الآمال بشأن الحلم الإفريقي.

الأهلي الأكثر حصولًا على البطولة الإفريقية، برصيد 8 ألقاب، لكن كان أخر لقب كان في 2013، أي من 5 سنوات، إذا سألت أيًا من جماهير الأهلي، عن حلمه، لن يقول الفوز بالدوري بل التتويج بدوري الأبطال.

في البطولة الماضية، الأهلي كان قريبًا من الحصول على البطولة، لكن خسر من الوداد في النهائي بنتيجة 2-1، بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، والأمر الذي كان محبطًا جدًا للجماهير.

وليد سيلمان يُدافع عن سعد سمير ويكشف حقيقة رحيله عن الأهلي

الخطيب وجه، في بيانه التليفزيوني، رسالة خاصة للاعبين قبل مواجهة تاون شيب البوتسواني في الجولة الثالثة: "رسالتي لكم، أمامكم مهمة صعبة، لكنكم تستطيعوا تحقيقها، سعيا لإسعاد المصريين، هذا قدركم وقدر الأهلي".

كذلك لم ينسى بيبو أن يخاطب الجماهير: "على الجمهور أن يترك كل شيء خلفه خلال مواجهة تاون شيب، فقط يشجع الفريق دون الإساءة لأحد، الجمهور يفتقد الأهلي والأهلي يفتقد جمهوره، وتحديدا يوم الثلاثاء أكثر من أي يوم مضى، الأهلي يحتاج جمهوره، جمهوره ده حماه".

المهمة تعقدت على المارد الأحمر، حيث يحتاج إلى الفوز في المباريات القادمة، لضمان الصعود برفقة الترجي الاقرب للتأهل، وقال ربيع ياسين "الأهلي قادر على العودة لمساره الصحيح في البطولة الأفريقية والخروج من عنق الزجاجة، القلعة الحمراء منظومة كبيرة، يمتلك مجلس إدارة جيد ومدرب ولاعبين جيدين وجمهور عظيم، يمكنوه من تخطي أي تحدي يوضع به".

هناك بارقة أمل في أن كارتيرون يمتلك خبرات عديدة حسب ما يرى علاء عزت الذي قال: "الأهلي لديه خبرات كبيرة وهو ما يعزز إنعاش الحلم إلى جانب وجود كارتيرون،  يوجد في الأهلي عدد من اللاعبين من حصلوا على البطولة أو وصلوا إلى نهائي الموسم الماضي، هناك دوافع كبيرة، والاهلي قادر على عودة من البعيد في البطولات مثل 2013".

الخطيب: المبادئ قبل البطولات وقبل الصفقات وقبل الدعم المادي

ووافقه سمير كمونة وقال: "كارتيرون مدرب جيد، تجاربه السابقة تؤهله لقيادة الأهلي سواء مع وادي دجلة أو مازيمبي الكونغولي، الذي قاده للتتويج بطلا لدوري أبطال أفريقيا، أتمنى أن يكون على قدر المسئولية ويتمكن من إعادة البطولة الأفريقية على وجه التحديد للأهلي".

وأضاف "الكرة وارد بها كل شيء، وإن كانت كثرة الإعارات في يناير أثرت على الفريق سواء مؤمن زكريا وصالح جمعة وغيرهم من اللاعبين المميزين، حتى وإن لم يكونوا أساسيين، فالفريق يتسلح بدكة بدلائه القوية، لكن تبقى الفرصة قائمة وإذا حقق الأهلي الفوز في كل مبارياته المقبلة بالتأكيد سيتأهل إلى دور الـ16".

فترة صعبة يعاني منها الأهلي بعد نهاية الموسم ثم مشاركة بعض اللاعبين في كأس العالم والعودة دون راحة للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا وهو ما سيؤثر بالطبع على قدراتهم البدنية خلال المباريات.

وعلق طه إسماعيل: "الأمر في يد كارتيرون واللاعبين، كل شيء وارد وممكن برغم الإرهاق وتلاحم المواسم، عودة الأهلي للمنافسة على أفريقيا مع كارتيرون لا يمكننا الحكم عليها، هو أولا يحتاج أي تطور الفريق وأمامه العديد من المسئوليات، الفرنسي طموحه الوصول للنهائي ثم التتويج باللقب مثل أي مدرب له طموح بالتأكيد".

الفرنسي باتريس كارتيرون

وقال ربيع ياسين "الأهلي قادر على العودة لمساره الصحيح في البطولة الأفريقية والخروج من عنق الزجاجة، القلعة الحمراء منظومة كبيرة، يمتلك مجلس إدارة جيد ومدرب ولاعبين جيدين وجمهور عظيم، يمكنوه من تخطي أي تحدي يوضع به".

وأما فتحي سند، فقال"الفترة الحالية صعبة جدًا، في الموسم الماضي، بعد الدوري اللاعبين كانوا مرهقين، ولم يستطع الحصول على الدوري، الأهلي قادر على الحصول على البطولة القادمة، الأهلي لديه مجموعة رائعة من اللاعبين".

حلم سيناريو 2013 يراود الجميع بعودة جديدة للنادي الأهلي ومخاوف من الاستفاقة على كابوس جديد بضياع دوري أبطال إفريقيا وكلا الاحتمالين في يد كارتيرون المدرب الجديد وكيفية قيادته للفريق في الفترة الصعبة.

---

المدرب الجديد

---

.

 أعلن الأهلي منذ أسابيع قليلة التعاقد مع  باتريك كارتيرون، ليتولي منصب المدير الفني عقب حسام البدري، الذي تمت إقالته بعد الإخفاق في الكأس والخروج على يد نادي الأسيوطي.

ما بين مؤيد لفكره وخبرته الكبيرة في الملاعب الإفريقية وبين معارض بسبب عدم الثقة في قدرته على لم شمل الفريق في هذه الفترة الصعبة، يبدأ كارتيرون أولى اختباراته مع الأهلي أمام تاونشيب في دوري أبطال إفريقيا.

قال طه إسماعيل عن كارتيرون: "لا أعرفه بشكل دقيق ولكن الإعلام يتحدث عنه بشكل جيد، تابعت له بعض المباريات مع وادي دجلة وكان جيدًا، المدير الفني اختيار مجلس الإدارة، وعندما يبدأ في مهامه رسميا ستظهر لمسته مع الفريق. لا فرق هل كان مصرياً أم أجنبياً".

ربيع ياسين قال عن كارتيرون: " مدرب لا خلاف عليه، بالتأكيد يناسب الأهلي، وننتظر نجاح تجربته مع الأهلي مثلما نجح في مصر من قبل مع دجلة".

المدرب  الفرنسي يعد الأول الذي يدرب الأهلي في تاريخه، وقد كان مدربًا لمازيمبي الكونغولي، كما كانت له تجربة في مصر حيث درب وادي دجلة.

---

بيراميدز استثمار أم انتقام؟

---

في تجربة جديدة كليا على الكرة المصرية، في ظاهرها إرادة لمحاكاة تجربة القطري ناصر الخليفي مالك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، والإماراتي منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن ربما في باطنها ما هو أكثر من ذلك..

نادي بيراميدز، الذي تم الإعلان رسميا عنه في 28 من يونيو الماضي رسميا، بعدما قام أحد المستثمرين السعوديين بشراء فريق الكرة بنادي الأسيوطي سبورت السابق من مالكه محمود الأسيوطي مقابل 5 مليون دولار أي ما يعادل 90 مليون جنيه مصري تقريبا، وتغيير اسمه إلى بيراميدز مع تسريح كافة لاعبيه باستثناء لاعب وحيد هو مهند لاشين، الذي كان يتصارع قطبي الكرة المصرية؛ الأهلي والزمالك، على شرائه.

خلال أيام أبرم النادي الجديد العديد من الصفقات القوية، يأتي على رأسها الرباعي البرازيلي ماركوس دا سيلفا "كينو"، الصفقة الأغلى في تاريخ الكرة المصرية، حيث قُدرت قيمتها بـ8.5 مليون يورو، ولوكاس ريبامار وآرتور كايكي وكارلوس إدواردو، بالإضافة إلى السوري عمر الميداني، و11  صفقة من الدور المصري، كان آخرها ثنائي الزمالك علي جبر وأحمد توفيق والمهدي سليمان حارس مرمى سموحة السكندري.

ميزانية كبيرة رصدها ملاك بيراميدز سعيا لإنهاء هيمنة الأهلي والزمالك على الكرة المصرية خلال أربع سنوات فقط، على حد قول أحمد حسن المتحدث الرسمي باسم النادي.

حتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن المستثمر السعودي، الذي قام بشراء النادي، للاستثمار في الكرة المصرية، لكن وفقا لتصريحات محمود الأسيوطي؛ مالك النادي السابق، فإن راكان الحارثي؛ مالك شركة صلة السعودية، هو من عرض شراء النادي، لكن ربما لا يخفى على الكثيرين أن الصفقة يتخفى ورائها تركي آل شيخ؛ الرئيس الشرفي السابق للأهلي المصري ورئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، ومن هنا نعود إلى الأهداف الخفية من وراء التجربة..

بالتأكيد تجربة ستكون لها نتائجها  الإيجابية، لكن المخاوف كثيرة منها، عامة من جانب كافة الأندية بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل مبالغ فيه، والذين لن يتمكن الكثيرن منهم من مضاهاته، وخاصة من جانب الأهلي، الذي يخشى أن تكون عودة آل شيخ للكرة المصرية بعد  فشل تجربته كرئيسا شرفيا لناديهم، وللانتقام من مجلس الخطيب، الذي تجاهل الرد على كافة البيانات التي أصدرها رئيسه الشرفي السابق ضده، حتى أنه رفض مبادرة الصلح وعودته لدعم النادي مرة أخرى،  وتسائل الكثيرون عن اختياره لمصر بالتحديد للاستثمار بها على الرغم من أن الدوري المصري لا يقام دون حضور جماهيري، أي أن أنديته تفتقد لمصدر مهم للإيرادات، في المقابل كان بإمكانه الاستثمار في الكرة السعودية "الثرية".

الرئيس الشرفي السابق للقلعة الحمراء اعتذر عن عدم الاستكمال في المنصب الشرفي الذي منحه إياه محمود الخطيب؛ رئيس النادي، له عقب فوزه في الانتخابات بديسمبر الماضي بعدما حال الخلاف في وجهات النظر دون تكلل التجربة بالنجاح.

بيبو اكتفى بالرد على كل التجاوزات في حقه بقوله في البيان التليفزيوني: "الأهلي مبادئه تأتي قبل بطولاته وصفقاته وأي شيء، كبرياء الأهلي أهم من كل ذلك، لذلك أقولها نرحب بكل مستثمر سيحتفظ بتقاليدنا، لكن هناك من لم يفهم ذلك حتى الآن، نريد أن نعيش شعار الأهلي فوق الجميع، من يحب مصلحة الأهلي يبديها على كل شيء، احتملت كثيرا شخصيا لكن الأهلي فوق محمود الخطيب، هذا أسلوب اتخاذ قرار، الرد في الوقت المناسب وفي التوقيت المناسب".

واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه مجلس الخطيب، الذي حاوطته المشكلات والانتقادات ربما من اليوم الأول له على مقعد الرئاسة، هل ستؤثر التجربة بشكل كبير على إبرام الأهلي صفقات جديدة؟ وهل عاد تركي آل شيخ لينتقم ويحقق نجاحات فشل في تحقيقها مع المارد الأحمر أم أنه الهدف فقط الاستثمار والنهوض بالكرة المصرية؟

23.5 مليون دولار وأكثر من 250 مليون جنيه مصري، هذا ما تكلفته خزينة المستثمر السعودي حتى الآن في 16 صفقة تم إبرامها حتى الآن، بواقع أربعة برازيليين ولاعب سوري و11 لاعبا مصريا،  لتدخل الكرة المصرية في مسار جديد كليا عليها ويبدأ سوق الانتقالات بها في أخذ منحنى آخر يفوق كافة الانتقادات التي طالت مجلس الخطيب بعد التعاقد مع صلاح محسن من إنبي بـ40 مليون جنيه مصري.

الأهلي حتى الآن لم يبرم سوى صفقتين فقط خلال الميركاتو الصيفي الجاري، المدافع أحمد علاء قادما من الداخلية، والمدافع المالي ساليف كوليبالي قادما من مازيمبي الكونغولي، وبشكل عام ملف الصفقات منذ يناير الماضي، كان أول الملفات التي نال عليها مجلس الخطيب العديد من الانتقادات، بعد الفشل في التعاقد مع قلب دفاع يعوض كثرة إصابة اللاعبين ورحيل أحمد حجازي إلى وست بروميتش ألبيون الإنجليزي، ليضطر أيمن أشرف ظهير أيسر الفريق، للعب في مركز قلب الدفاع طوال الموسم الماضي، بالإضافة إلى عدم إبرام صفقات قوية بالنظر لما تعاقد معه الغريم التقليدي للأهلي، الزمالك، وإن كانت صفقات الأبيض القوية حتى لم يكتب لمعظها النجاح.

الناقد الرياضي فتحي سند انتقد بشكل كبير الارتفاع غير المسبوق في الأسعار، مؤكدا أنها ستؤثر على الأهلي: "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، الأهلي يدفع ثمن الارتفاع المذهل في أسعار اللاعبين، حينما نرى أن نادي مثل بيراميدز يشتري لاعبين الأحمر غير قادر على ضمهم، المسألة أصبحت فتونة في سوق الانتقالات المصري، اتحاد الكرة والأهلي والزمالك فقدوا توازنهم وجميعهم مسئولون عن بورصة اللاعبين".

سند وجه اللوم أيضا على اتحاد الكرة وهاجم اللاعبين الذين ظهروا بصورة مخزية مع منتخب مصر خلال كأس العالم روسيا 2018 ومع ذلك يطلبون مبالغ لا تلائم ما يقدمونه: "اللاعبون الفاشلون العائدون من كأس العالم بعد الأداء المخيب يتعالون على أنديتهم، والأسعار أصبحت جنونية، اتحاد الكرة صامت والأهلي والزمالك "هيتكلوا"، الآن لدينا أزمة كبيرة في الدوري المصري، الدوري بدون جمهور ومنتخب فاشل والأسعار ترتفع بهذه الطريقة، اتحاد الكرة مسئول عن هذه الفوضى الموجودة، لأنه يغمض عينيه عن أشياء".

أما الناقد الرياضي علاء عزت فله وجهة نظر مختلفة عما سبق ويرى أن تجربة بيراميدز في صالح الكرة المصرية: "بالتأكيد خريطة المنافسة على الصفقات ستتغير، المال يفرق في العالم بأكمله وليس في مصر فقط، حينما جاء تشيلسي بالأموال، تراجع مانشستر يونايتد وأرسنال، وفي فرنسا كان ليون مسيطر، لكن باريس سان جيرمان بأموال ناصر الخليفي سيطر الآن على الدوري الفرنسي، ويحاول الحصول على دوري الأبطال، هذا التغيير لصالح الكرة المصرية، أتمنى أن يكون بيراميدز المنافس الحقيقي الذي سيجعل الأهلي أكثر قدرة على المنافسة وأكثر تركيزًا".

تبقى ثقة أبناء القلعة الحمراء القدامى موجودة في قدرة ناديهم على الحفاظ على استقراره وثباته، وهذا ما أكد عليه سمير كمونة: "تجربة بيراميدز لن تؤثر على الأهلي، القضية عرض وطلب فمثلا أزارو تلقى عرضا مغريا للغاية من الصيني تخطى 8 مليون يورو ومع ذلك مجلس الإدارة رفض، الأهلي لن يتأثر، الأهلي يعرف جيدا خطواته ويعرف لاعبيه سواء بيراميدز أو غيره لن يفرط في لاعبيه بسهولة ويعرف كيف يتعامل مع مثل هذه المواقف.

"الأهلي سيسيطر على لاعبيه بالعقود التي تربط بينهم، بجانب أن لاعبي القلعة الحمراء يحبون النادي والرحيل عنه ليس سهل مهما كانت المغريات".

وهو ما اتفق عليه ربيع ياسين، حيث رد بقوة: "لم ولن يؤثر أحد على الأهلي، أقولها من الآن المارد الأحمر هو بطل الدوري والكأس وأفريقيا، ولن يؤثر أي فريق عليه، الأهلي مدرسة كبيرة جدا من التنظيم والاحترام والاستقرار والإداريات والفنيات".

تركي آل شيخ يوجه رسائل نارية للخطيب ومجلس الأهلي

الخلافات تطورت في يومين الماضيين بعدما ألمح محمد فضل؛ مدير التعاقدات بالأهلي، إلى أنه تراجع عن إتمام صفقة انتقال المغربي وليد أزارو إلى هيبي فورتشن الصيني، لدخول الصفقة في منطقة مظلمة وقد يكون النادي صيني محطة لانتقال اللاعب فيما بعد لبيراميدز سبورت، ليرد آل شيخ ردا قويا بتأكيده أن المجلس يبحث عن "شماعة" لفشله، ثم وصفه لهم بالعصابة، ليعلنوا إتخاذهم الإجراءات القانونية ضده، ويرد هو "أهنتم الكيان وأصبحتم عار".

فيما يرى علاء عزت أنه رغم كل ما يثار من أزمات وحديث عن مشكلات فهي في الإعلام فقط ويبقى بيت الأهلي من الداخل محافظا على ثباته: "الأهلي لا توجد به أزمات، لكن البعض يصدر له الأزمات، هناك البعض يريد أن يمارس ضغوطا على مجلس الإدارة دون أي مبررات، بيراميدز يتعاقد مع لاعبين بأسعار عالية، فيتم مقارنته بالأهلي وأنه خطفهم من المادر الأحمر، على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يكون الأهلي يريد أن يضم هؤلاء اللاعبين، الأحمر لديه ثمانية أو تسعة لاعبين تحت السن، جميعهم يشاركون كأساسيون، فلا توجد مشكلات على الإطلاق".

المناوشات والشد والجذب بين الطرفين، لم يتوقفوا  أبدا، كل يوم في جديد، في ظاهرة جديدة على مجلس إدارة الأهلي على مدار تاريخه، المتعارف عليه الاستقرار الإداري، لكن ربما قدم  مجلس الخطيب الاستقرار على طبق من ذهب إلى آل شيخ في اليوم الأول الذي منحه فيه الرئاسة الشرفية، حتى وإن كان محافظا على استقراره الداخلي فلم يعتد جمهور القلعة الحمراء عن كثرة الحديث عن ناديهم بصورة سلبية في وسائل الإعلام.

الأيام وحدها كفيلة للحكم على التجربة وبيان مدى تأثيرها على الأهلي ومجلس الخطيب، وإن كانت المؤشرات الأولية للحرب ليست في صالح المارد الأحمر إلا أن الأهلي مواقفه تتحدث عنه ويثبت في كل موقف صعب يتعرض له أنه فوق الجميع ويمرض ولا يموت ثم يعود مجددا لتعليم الجميع مبادئ الاستقرار والنجاح.