Diego Maradona Tribute Boca JuniorsGetty Images

"الرب أعطاه موهبته" و"نحتفل به كالمسيح" .. أول أعياد مارادونا بعد وفاته!

عشر دقائق فقط مرت من مباراة راسينج كلوب التي خسرها ضد ديفينسا إي جوستيسيا يوم الجمعة، قبل أن تتوقف المواجهة لمدة دقيقة كاملة.

توقفت المباراة ولم يلعب أصحاب الأرض الركلة الركنية التي حصلوا عليها في انتظار الحدث الأهم في ذلك اليوم، وهو تحية دييجو أرماندو مارادونا.

"أوليه، أوليه، أوليه، أوليه، دييجو، دييجو"، هكذا وحدت جماهير الفريقين الهتاف في تلك اللحظة وكرروه مرات عديدة وبدأوا الاحتفالات بعيد ميلاد مارادونا الأول بعد وفاته.

يوم السبت الماضي كان يوافق عيد المولد الأول لدييجو أرماندو مارادونا بعد أن غادر عالمنا في نوفمبر الماضي متأثرًا بحالته الصحية السيئة.

توقف الدقيقة العاشرة كان حاضرًا في كل ملاعب الأرجنتين هذا الأسبوع، وتضمن دقيقة من التصفيق، وهتافات، وطائرات تحمل قميصه مع منتخب الأرجنتين، وحتى فيلم قصير تم عرضه على شاشة ملعب لا بومبونيرا، معقل حبه بوكا جونيورز وفي وجود نجلته الكبرى ديلما.

صدفة جميلة

من أفضل الصدف التي وقعت هذا الأسبوع كان مواجهة بوكا جونيورز عشق مارادونا الأول بفريق خيمناسيا الذي كان يدربه دييجو قبل وفاته، وفي نفس يوم عيد ميلاده.

وقبل أن يتوجه لتسديد ركلة جزاء قام اللاعب لويس رودريجيز بتقبيل قميصه الذي يحمل صورة دييجو على صدره، ليرد له جميل منحه مباراته الوحيدة بقميص الأرجنتين قبل 12 عامًا.

ولم يكن رودريجيز هو الوحيد الذي شعر بضرورة القيام بشيء ما من أجل دييجو، فالعديد من نجوم كرة القدم حول العالم قاموا بمبادرات في أسبوع عيد ميلاد مارادونا بعد أن أثر بشكل واضح في شخصيتهم بسحره ومهارته وبكونه فتى من الشارع قاد بلاده للمجد والقمة.

شعور عام بالامتنان

لم يغلب الحزن أو الندم على الأجواء العامة في الملاعب هذا الأسبوع ولكن في الأساس كان الشعور الأساسي بالامتنان لما قدمه مارادونا لكرة القدم خلال مسيرته بشكل عام وفي كأس العالم 1986 بشكل خاص.

كانت لحظة امتنان أيضًا لعودة الجماهير للملاعب عقب فترة طويلة من الابتعاد بسبب بجائحة كورونا التي لم تترك ملعبًا في العالم إلا وجعلته خاليًا.

الطبيعة العالمية لردود الأفعال تأتي بشكل واضح من كون مارادونا شخص كان منفتحًا على العالم، وعاش حياته بين العوام.  

كنيسة مارادونا

في روساريو على سبيل المثال وفي كنيسة مارادونا كان هناك تحضيرًا لحدث كبير واحتفال هو الأكبر في تاريخهم بعيد ميلاد دييجو.

"الكاثوليك يحتفلون بعيد مولد المسيح في الكريسماس يوم 25 ديسمبر من كل عام بالرغم من وفاته قبل 2000 عام، فكيف لا نحتفل بالكريسماس الأول لنا دون مارادونا"، كانت تلك كلمات مؤسس الكنيسة أليخاندرو فيرون لصحيفة "إنفوبي".

في العام الماضي تمت إقامة القداس عبر تطبيق "زوم"، لكن هذا العام أكد فيرون أن الاحتفال سيكون مفتوحًا لأي شخص، وسيتم تقديم المشويات للجميع.

الجميع يؤبن مارادونا

تلقى مارادونا كلمات التأبين من كل شخص ممكن أن يخطر على بالك، من معاصريه وزملائه السابقين وخصومه على حد سواء، ومن كافة الأندية على مستوى العالم.

حتى أن بعض اللاعبين الذين بدأوا مسيرتهم الكروية بعد أن أنهى هو مسيرته قالوا كلمات مؤثرة في حقه، ولا عجب في ذلك، فمن لم ينشأ منغمسًا في قصته الأسطورية.

أبرز كلمات التأبين جاءت من منافسه الأعظم في أيام مجده، البرازيلي بيليه، والذي قال: "لقد أعطاه الرب الموهبة، ومنحه العالم حبه".

حتى رؤساء الدول خرجوا وتحدثوا عن وفاته، مثل الرئيس الحالي للأرجنتين ألبرتو فيرنانديز وإيفو موراليس رئيس بوليفيا.

بشكل عام خرج عشرات إن لم يكن مئات الآلاف للملاعب والشوارع في جميع أنحاء الأرجنتين وفي وسائل التواصل الاجتماعي للاحتفال بذلك اليوم.

وقبل عام من الآن تقريبًا خرج ما يقارب المليون شخص في وسط بوينس آيرس من أجل توديع دييجو أرماندو مارادونا وحضور جنازته التاريخية. 

Diego Maradona Tribute GFX Boca JuniorsGetty Images

خلود من نوع خاص

بالرغم من اللحظات المريرة التي عاشها العالم بوفاة مارادونا إلا أن أسطورة الأرجنتين يعد خالدًا في قلوب الملايين في جميع أنحاء العالم.

بالنسبة للبعض قد تكون تلك الكلمات مبتذلة، لكن عبارة "دييجو: 1960 - إلى الأبد" تبدو مناسبة للغاية عند الحديث عن أحد عملاقة كرة القدم في التاريخ.

الاحتفال بعيد مولد مارادونا تزامن مع الإعلان عن المباراة التاريخية بين برشلونة وبوكا جونيورز في موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية بنهاية العام.

مباراة كان من الممكن أن يكون أحد طرفيها نابولي أو أرجنتينوس فريقه الأول، كان ذلك ليعجب مارادونا في مثواه الأخير للغاية لو كان يشعر بنا، لكن لاعتبارات جماهيرية كان الطرف الآخر هو برشلونة الذي لفظه من كامب نو بعد عامين فقط من انضمامه.

على أي حال في نفس الأسبوع وقع الرئيس الأرجنتيني مرسومًا يقضي بتحويل منزل طفولة مارادونا كمعلم وطني تاريخي للبلاد.

أن تأتي من أدنى درجات المجتمع وتهرب من الفقر وتصبح أحد أعظم نجوم كرة القدم في التاريخ إن لم تكن أعظمهم فهذا يعني الكثير.

هذا ما يعنيه مارادونا بالنسبة للأرجنتين، الكنز الوطني الذي تطلع له الجميع ولم يخذلهم، وداعًا مارادونا، ولتبقى ذكراك خالدة.

اقرأ أيضًا

 
إعلان