Euros money

هل ستنقلب موازين القوى في مصر بعد تدخل المال الخليجي؟


بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر


اهتزت الأرض تحت أقدام رؤساء الأندية المصرية والأشخاص المعنيين بالكرة في المحروسة، بالتحذيرات المُخيفة التي يبعثها نادي الأسيوطي سابقًا / الأهرام حاليًا، متمثلة في الصفقات التي نقول عنها في مصر "من العيار الثقيل"، بصوت وصورة وزير الرياضة السعودي تركي آل الشيخ، في حواره الشهير مع الإعلامي أحمد شوبير.


مكايدة أم استثمار؟

الموضوع يُستكمل بالأسفل

تركي آل شيخ - محمود الخطيب

ما حدث خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، بداية من إعلان تعيين حسام البدري رئيسًا لنادي الأهرام بمسماه الحديث، مرورًا بدخول العميد أحمد حسن في المشروع كمتحدث رسمي وله دور في فريق الكرة، بالإضافة لهادي خشبة في منصب مدير الكرة، ثم سلسلة الصفقات التي سنتطرق للحديث عنها، تعكس مدى جدية المستثمر في قلب موازين الكرة في مصر، وكأنه (المستثمر)، لم ينس كلمة رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب، في حفل عائلة النادي العريق.

 بيبو  قال بالنص "لا هو ولا غيره يقدر يدير الأهلي"، تلك كانت اللحظة المفصلية، أو كما نترجمها من الصحف العالمية المختصة بالشأن الكروي "منعرج طريق"، في علاقة إدارة الأهلي برئيسه الشرفي، الذي قال بنفسه عبر كل صفحاته الشخصية في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أنه أنفق ما يزيد عن ربع مليار جنيه على النادي في غضون أربعة لخمسة أشهر، منهم حفنة ملايين في حملة دعاية بيبو الانتخابية ضد محمود طاهر على الرئاسة، لتتحول علاقة الحب لما يُشبه العداء، بوصول النزاع بينهما لساحات القضاء، قبل أن يتطور الأمر، باستحواذ المال السعودي على نادي الأسيوطي، ليكون من الناحية الظاهرية واحد من مئات بل آلاف من مشاريع المملكة في أرض الكنانة، وليس لتغيير خريطة القوى في مصر، لتكون أبلغ رسالة على بيبو.


تذكروا جيدًا


حسام البدري - تركي آل شيخ

التاريخ لن ينسى، أن نادي الأهرام بُعث للحياة من رحم صدام الخطيب وتركي آل الشيخ، وهذا في حد ذاته، سيؤثر كثيرًا على العلاقة بين الناديين في المستقبل، خصوصًا إذا حقق المشروع هدفه بنسبة 100%، بالكاد سينضم نادي الأهرام لقائمة ألد أعداء الأهلاوية، في مقدمتهم أبناء القناة دراويش الإسماعيلي والمصري البورسعيدي، وقبلهم بطبيعة الحال الزمالك، ومعروف في مصر أن هذا الثلاثي، مصالحه دائمًا مشتركة ضد كبيرهم، الذي احتكر بمفرده بطولة الدوري أكثر من ضعف عدد المرات التي فازت بها كل أندية الدوري مجتمعة، بما فيهم الزمالك، والمُثير حقًا، أن النادي المُمول من السعودية، سيُدار بعقول أهلاوية خالصة


رابع الأعداء


Al Ahly fansGetty

الآن يُمكن القول، بأن التحالف لن يكون ثلاثي من الآن فصاعد، ويظهر ذلك بوضوح في موافقة الاسماعيلي على بيع محمد فتحي للأهرام واقتراب المصري من بيعه مهاجمه أحمد جمعة لنفس النادي، حتى الزمالك، يٌقال أنه سيستغنى عن علي جبر وطارق حامد، هذا في الوقت، الذي رفضت فيه إدارة الأهلي للاستماع للعرض الخيالي المُقدم لحارسه محمد الشناوي، الذي وصل لقرابة الـ90 مليون جنيه، في إعارة ولمدة موسمين!! ملايين خيالية تفوق تجربة باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي في فرنسا وإنجلترا، بُحكم القواعد والقيود المالية التي تُجبر السيتي وباريس على الحد من الإنفاق، لتفادي خرق قانون اليويفا للعب النظيف، أما في مصر، فالمستثمر الأجنبي، لن يجد قيود، بل العكس، كلما أنفق كلما رُفع على الأعناق، والملايين التي أُنفقت والأخرى المُنتظر ضخها بشكل جنوني في الأيام القليلة القادمة، يُنذر بتغير وشيك في خريطة الكرة المصرية، على الأقل في حالة فشل المشروع بعدم تحقيق 50% من أهدافه، سيُنهي الموسم ضمن الأربعة الأوائل، إن لم يكن أفضل من ذلك، بمزاحمة المتصدر لآخر رمق.


من ضحية الأهرام؟


Ismaily

على مر العصور، ظل النادي الأهلي الأكثر تتويجًا، لدرجة أن هناك عقود كاملة كتبها الأهلي باسمه منفردًا، تاركًا لخصومه درع الدوري مرتين أو ثلاثة على أقصى تقدير كل 10 أو 15 سنة، والمُثير للريبة، أن الفجوة اتسعت أكتر من أي وقت مضى، بداية من منتصف التسعينات حتى وقتنا هذا، باستثناء السنوات الخوالي مع التوأم حسام وإبراهيم حسن، إذن متفقين أن لغة الأرقام تقول أن الأهلي سيكون أقوى وأشرس منافس لمشروع الأهرام، ويليه الزمالك فقط، أما الإسماعيلي وبقية الأندية الجماهيرية التي تُعد على أصابع اليد الواحدة، ومعها أندية الشركات، ستكتفي بإحداث مفاجأة من حين لآخر، مع الاستمتاع هذه المرة، بوجه جديد مُحّصن بكل الصلاحيات "الرسمية" اللازمة للتجرؤ على الأهلي والزمالك، للمرة الأولى منذ فترة ما قبل نكسة 1967 وعودة الحياة في أكتوبر 1973، آنذاك فازت أندية مثل الترسانة، الأولمبي والمحلة باللقب، وتبعهم المقاولون العرب في الثمانيات.

بعيدًا عن المسافات البعيدة بين القوة الشرائية بين إدارة الأهرام وبقية الأندية بدون استثناء، والذي في الغالب سيُسفر عن "انفجار" تضخم أسعار اللاعبين، فالمشروع بُرمته صحي للكرة المصرية، التي كانت تحتاج لمشروع طموح وجرئ منذ دخول عصر التكنولوجيا حياتنا، بالكاد لا جديد لا يُذكر ولا قديم يُعاد، إما الأهلي في الغالب أو الزمالك البطل، ومن بعيد يظهر الوميض الأصفر (الإسماعيلي) كلما تذكر أنه من كبار القوم، مرة كل 10 أو 20 سنة، وفي وجود الأهرام، أشك في عودة المدرسة البرازيلية الجميلة في الكرة المصرية، حتى المركز الثاني أو الثالث، لن يجده بسهولة في قادم المواعيد، إلا إذا حدثت معجزة إلهية، بدخول باريس مصر لعبة الاستثمار الأجنبي أو بالأحرى الخليجي المتوقع إذا نجح المشروع السعودي، أما غير ذلك، فسيكون الإسماعيلي المتضرر الأكبر من رياح ثورة التغيير التي تُطبخ على نار هادئة.

لكم الكلمة.

إعلان