Massimiliano Allegri Juventus coachGetty Images

تكتيك الكبار (٣) - أليجري يحاول طرد شبح النحس من قاعة السيدة العجوز

الأمر ذاته يحكم نفسه، وكأن شبح النحس في النهائيات لن يغادر قاعة السيدة العجوز إلا بالتعاقدات، ولنتفق أيضًا أن يوفنتوس الآن لا يُهمه العواطف، ماركيزيو لن يُفيد؟ ستغادر!

هيجوايين غادر، بونوتشي سجل هدفًا مع ميلان وإحتفل ضد يوفي؟

لا يهم، الأهم المجموعة التي ستحصد دوري الأبطال، وإن ذكرنا الأبطال فأحسن حديث عن رونالدو الذي جاء لليوفي لحصد البطولة، ولطرد شبح النحس من قاعة السيدة العجوز.

ولكن إن تكلمنا عن العنصر الأهم في ذلك العمل والمشروع فبالتأكيد سنذكر مستر أليجري، ولنوفي الرجل حقه سنذكر السلسال من البداية في حلقتنا اليوم عن أليجري، بدأ أليجري أول مواسمه بخطة 3-5-2، الخطة التي كانت تحتاج للتغيير لإخراج كل ما عند اللاعبين، تداخل المراكز وعدم توظيف اللاعبين بطريقة صحيحة مثل مانذوكيتش، ديبالا، بيانيتش وماركيزيو وغيره أجبروه على التغيير، وتلك النقطة هي النقطة الأكثر واقعية حدوثًا للمدربين في البداية.

أليجري كان يريد المنافسة بشكل كبير، بالطبع عدم وجود الدكة يعود للإنحدار المادي في إيطاليا في تلك الفترة بشكل واضح، أي لا ترى المدرب الذي يدفع 250 مليون لشراء دكه مناسبة وهذا بالطبع لا يُحاسَب عليه المدرب، بعد مغادرة كونتي الذي كان يشكو من التعاقدات ونقصان معدل الصرف أتقن أليجري أنه كي تنافس يجب أن تملك فريقًا أساسيًا وفريقًا إحتياطًا ليس أقل جودة، أو حتى ليس أقل بفارق واضح، كلوب عانى في مواسمه الأولى مع الليفر من ذلك لكنه الآن أتقن تلك النقطة،  في الموسم التالى تم بيع أرتورو فيدال وكارلوس تيفيز وكينجسلى كومان، ليس ذلك فقط، بل وانتهاء عقد أندريا بيرلو وفيرناندو ليورنتى، لكن تعاقد بعدها اليوفي مع موهبة باليرمو باولو ديبالا وسيموني زازا من ساسولو وماريو مانذوكتش من أتليتكو مدريد كعنصر خبرة، وكوادرادو من تشيلسي على سبيل الإعارة وماركو ليمينا بأموال لا تُذكَر من مارسيليا، والتعاقد مع سامي خضيرة من ريال مدريد في صفقة إنتقال حر، ولاعب الوسط البرازيلي هيرنانيز من إنتر ميلان.

في الموسم التالي فقد ما يُقارَب نصف هؤلاء اللاعبين الذي تعاقد معهم، ما بين موراتا وهيرنانيز وسيمونى زازا وإيفرا، والصفقة الأغلى في التاريخ حينها بوجبا لصالح مانشستر يونايتد، والعنصر الأهم في وسط الملعب بعد فقدان كل من بيرلو وفيدال.

هنا تظهر المشكلة، فارق الجودة والدكة كما ذكرت يظهر جليًا، أليجري خسر مرتين من ريال مدريد بفارق الجودة، أيضًا أمام بايرن ميونيخ وكان سببًا من أسباب عدم الفوز هو الجودة، المشكلة حتى باتت واضحة في دور المجموعات وفي الدوري أمام فرق عادية، لا تخسر فقط، بل لا تتحكم في الرتم من الأساس بسبب عامل الضعف.

لم يصرف الكثير، هو مدرب مؤمن بعقليته الفنية والتكتيكية، وإن تكلمنا عن التكتيك، فخطته 3-5-2 تُفيد في شيئين.. الأول إن كنت تريد الغلق الدفاعي التام ضد فريق مندفع هجومياً وغير منظم في عملية بدأ الهجمة والخطوط ليس مُنظَمة وهنا تكون قادر على قفل العمق بـ 3 لاعبين، وفي الحالة الهجومية للخصم يسقط طرفا الثلث الأوسط كظهيران دفاعيان ليضُما مع ثلاثي القلب الدفاعي، وفي حالة الإستخلاص يصعد ظهيرا القلب مرة أخرى كأطراف ويُسانِد اللاعب الـ Roaming Playmaker (صانع اللعب الحر) الذي يقوم به ديبالا كثيراً مع مهاجمين مثل مانذوكيتش وهيجوايين أو مع الأطراف، ويكون مانذوكيتش أكثر مساندة لأليكس ساندرو على اليسار..

أو في الناحية الأخرى ضد فريق قوي دفاعيًا وهنا لا يضم الظهير للوراء كثيراً بل يقوم بالمساندة الهجومية، ويمكن أن يكون لاعب جناح صريح لضم الجناح الموجود في جهته للعمق للكثافة الهجومية.

تلك العملية تحديدًا أهمها سرعة الانتشار والتحولات، وهو الأمر الذي يحتاج لاعبين يتميزوا بالسرعة، ليس فقط حركيًا بالكرة بل بغيرها أيضًا، الكثافة الهجومية في عمق أي دفاع يؤدي لتشتيت المدافعين، خصوصًا إذا تحرك اللاعبون أيضًا بين الخطوط، المراقبة للمهاجمين تؤدي لتوسيع المساحة في مكانٍ ما في الملعب، المعادلة قد يصعب فهمها، لكن إن كانت المراقبة على إثنين من المهاجمين، لن تكون أبدًا كالمراقبة على خمس مهاجمين، وهذا الأمر الذي يؤدي للتشتيت الدفاعي أثناء الرقابة وظهور المساحات.

تلك النقطة تحديدًا توضح دور مانذوكيتش كـ “inverted wingr" أو كجناح عكسي، دخوله في العمق قد لا يفيد حركيًا بشكل كبير، لكن المراقبة حتمًا ستكون عليه وسيتم توسيع المساحة للمهاجم، بالمناسبة هذا سبب من أكبر أسباب إحتفاظ أليجري بمانذوكيتش في خطته.

في بداية الأمر ما أعاق أليجري أنه كان يلعب ببيانيتش كجناح مع ديبالا وهذه ليست مراكزهم الأساسية، خضيره يَضُم مع ثنائي الهجوم وهنا كان الأمر الذي يجب وضع حد له، غير أليجري الخطة إلى 4-2-3-1 وهنا يَكمُن الآتي..

- أدت الخطة إلى تغيير مركز مانذوكيتش من مهاجم بعد جلب هيجوايين من نابولي إلى جناح أيسر و أظهر دوره الممتاز في ذلك الأمر دفاعياً و هجومياً..

- أدت تلك الخطة إلى " Practical aerodynamics " أي الإنسيابية العملية من ديبالا في الملعب، فوجد نفسه مُكلَفًا بـ دور اللاعب الـ Roaming Playmaker كما ذكرت، أو في دور آخر يكون مُكلَف بالضم مع الجناح الأيمن أو يكون مهاجم ثاني مع هيجوايين على حسب وضعية المنافس مركزيًا..

- أدت الخطة إلى وجود بيانيتش كلاعب محور يُعطي الحرية لخضيره في المساندة الهجومية لمساندة ديبالا في إستغلال المساحات من العمق، وبيانيتش أصبح مسئول عن التحرك للخلف بين قلبي الدفاع لبدأ بناء الهجمة، أي لاعب مُكلَف بـ دور هجومي ولاعب مُكلَف بدور دفاعي، و هناك لا مركزية و تبادل أدوار بينهم في ذلك الأمر، حتى أنه قد يحدث العكس طيلة المباراة ولا يكون بيانيتش هو المتحرك الأول لبناء الهجمة..

- داني ألفيس أصبح يلعب كظهير في بعض المباريات وهنا يتم إكتساب بارزالي كقلب دفاع بديل مع روجاني و بن عطية، أو كوسط متحرر طرفيًا و يلعب بارزالي كظهير أيمن..

- كوادرادو أصبح جناح صريح وحر بعد أن كان مُحكَم بدور دفاعي أكثر من السابق، لكن الدور الدفاعي له مع أليجري حتى الآن موجودًا..

أيضاً ما يُميِز تِلك الخطة أنها سهلة في التغير خلال المباريات ومَرِنة، بعض المباريات يمكن أن تلعب فيها بـ 3-5-2 مع تغيير بعض مراكز اللاعبين، بعض المباريات تجد أن 4-4-2 Diamond هي الأنسب إن كنت تريد التوازن دفاعياً وهجومياً دون إيجاد الصعوبة في ذلك، والأكثر إستخداماً بالطبع خطة 4-2-3-1..

أليجري خلال المباريات أصبح مَرِن في الإستخدام، في الحالة الدفاعية قلب دفاع من الإثنين يُلزَم بالحماية الدفاعية وراء الآخر والذي يتقدم قليلاً في حالة بناء الهجمات من الخلف أو إستخدامه كعنصر مُمرِر تمريرات بينية للتخلص من الضغط الأمامي الذي يفعله معظم الخصوم، أيضاً يتقدم واحد منهم يملك القدرة باللعب بالرأس في الكرات الثابتة، الظهيران لهم الأدوار في أنهما عنصران مهاجمان من الطرف أو عنصران مُغطيان للمساحات خلف الجناح، وإذا زاد الظهير هجومياً فسينقسم دور الظهير الآخر والذي يكون دوره يميل للدفاع أكثر من الزيادة الهجومية إلى 3 أشياء..

1- تغطية المساحات خلف الجناح وهنا يأتي الأريحية لزيادة الظهيرين وليس للظهير الهجومي فقط لمساندة الأجنحة، مع لزوم وجود لاعب إرتكاز يُغطي منطقة الوسط الدفاعي أمام المدافعين، أو يزيد ظهير هجوميًا و يدخل الجناح الذي في جبهته للعمق وهنا لاعب من لاعبا الإرتكاز مُطالَب بـ التغطية وراءه..

2- أو إعطاء أوامر دفاعية للأجنحة وليس للمحاور في الوسط وهنا يكون ظهيرًا واحدًا هو من يقوم بالأدوار الهجومية والظهير الآخر يقوم بالدور الدفاعي الرئيسي..

3- سقوط طرفا الملعب كظهيرين دفاعيين وذلك الأمر شرحته مُسبَقاً خلال الحلقة..

نقاط الأفضلية لليوفي على غيره؛

بالإضافة إلى مميزات خطة 4-2-3-1، يقولون إن أردت البطولات فإذهب إلى الدفاع، وإن أردت الفوز في المباريات فإذهب إلى الهجوم، لكن أولاً، ما هو الهجوم وما هو الدفاع؟

الهجوم هو أن تخلق فرص أكثر من خصمك وتسجل أكثر منه، أما الدفاع فهو عدم ترك المنافس يُبادِر بالخطورة على مرماك، هذا من المتعارف فقط، لكن الضغط نقطة من نقاط الدفاع والهجوم على حدٍ سواء، وتعود لحالة اليوفي إما يدافع فيقطع الكرة أو يهاجم فيريد المرتدة، يوفنتوس من إيجابياته أنه يُجيد كافة طرق الدفاع بوجود ثلاثي النار (بونوتشي، كيلليني، بارزالي أو كالدارا حاليًا)، فيُجيد الدفاع بالضغط الأمامي في حالة فقد الكرة سواء من الأطراف عن طريق الظهير والجناح أثناء بداية الهجمة للخصم، أو من خلال المجموعة الضاغطة كـ كُل..

مواصلة الحلم؛

أليجري أتقن تمامًا أنه كلما يزداد الطموح يزداد عامل الشراء، وبالفعل

- أيضاً في المرتدات تظهر قوة يوفنتوس هجومياً بوجود لاعب مثل  يُجيد التحرك في المساحات و حتى إعطاء الأريحية لـ ظهير مثل ساندرو أن يزيد هجومياً بـ الإضافة لـ دور ديبالا و بيانيتش في إستغلال المساحات من العمق و هنا تظهر عملية "Reversal offensive diversity " أي التنوع الهجومي المرتد..

- وجود وسط متميز يُجيد التحرك من خلال الأروقة المتاحة و يعرف كيفية التخلص من الضغط الذي يفعله الخصم، وجود بيانيتش مع خضيره يُعطي الحرية لـ خضيره هجومياً في عمليات المساندة و وجود بيانيتش كـ عنصر مُغطي للمساحات و هذا أيضاً شرحته خلال الحلقة..

نقاط ضعف اليوفي التي لا تظهر بشكل مهم سطحيًا فقط، لكنها كانت أهم عوامل عدم مواصلة النجاح والتي تم حلها؛

كنت تجد ليمينا فقط ومويس كين الصغير في الهجوم لأن كوادرادو أساسي مع أليجري وألفيس ظهير، ماريكيزو فقط هو البديل في الوسط مع رينكون و بجاكا اللاعبان العاديان، وفي الدفاع بجانب أن الأساسيين كبار السن في الأساس عدا أليكس ساندرو إلا أنه يوجد بن عطية وروجاني وكالدارا..

تم حل تلك المشكلة مع أليجري بشراء دوجلاس كوستا وبيرنارديسكي والكبير كريستيانو رونالدو الذي أيضًا سيكون وجهة مادية كبيرة للفريق الذي عانى ماديًا سابقًا، كالدارا يعود بعد الإعارة كخيار مناسب لكن تم بيع روجاني لعدم بلوغ أعلى مراحل الصرف مع هيجوايين.

بالتحديد من موسمين أيضًا كانت العرضيات على القائم الأول والثاني وخصوصًا من ناحية كيلليني تُحدِث مشكلة كبيرة والتي ظهرت بشكل واضح في مباراة موناكو الإياب ومباراة النهائي ضد الريال في موسم الثالثة عشر لمدريد، لكن تم حلها من أليجري وتطوير مدافع يملك 34 عامًا!

أيضًا اليوفي كان بطيئًا في عمليات تحضير الهجمة من الخلف، ويؤدي ذلك إلى قطع الكرة بسهولة من الخصم إذا كان يعتمد على الدفاع من منطقة هجومه أي الضغط المتواصل وعدم ترك الكرة، لكن تم حل تلك المشكلة بالتوظيف الصحيح أثناء بناء الهجمة وتسريع الرتم وتقارب المساحات أثناء الخروج بالكرة، مع سرعة التحول والإنتشار.

أليجري عليه الآن أن يفوز بالثلاثية، أمر واضح للجميع، حتى أن إرتفاع معدل أعمار اللاعبين برغم خدمة المجموعة يوضح طموح الإدارة في الفوز بدوري الأبطال ذلك الموسم، الأهم هذا الموسم يا أليجري! إنتهى المقال.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0