Real Madrid Barcelona GFXPressbox/Getty

من برشلونة إلى ريال مدريد: مهما حققت من نجاحات لن تصل لأمجادي!

حينما يحقق ريال مدريد أي بطولة أو إنجاز يتم وضعه في إطار خلفه إطار وأمامه إطار والجميع ينظر ويبحلق ويؤكد أنّ هذا ما لم نسمع به من قبل.

ريال مدريد هو الأول في كل شيء، الأفضل في كل شيء، الأعظم في كل شيء، لا تقل هذا فريق مميز ولكن قل ريال مدريد، فجمهوره هو الأفضل وتاريخه هو الأنقى وقميصه بالطبع يلطخ بالدم لكن ليس بالعار أو الفضائح.

حينما يخسر الملكي الكلاسيكو ولو حتى بنتيجة ثقيلة يصبح الأمر مجرد مصادفة حتى لو تكررت لعدة مواسم، ولكن حينما يفوز ريال مدريد في لقاء بالدوري بفارق هدف في مباراة لم تؤثر على البطل النهائي تصبح ذكرى تدمير برشلونة في معقله ليلة تأبين رحيل يوهان كرويف!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

كل شيء معد لأجل أن يصبح ريال مدريد سوبر مان كرة القدم، لكن هذا الفريق الخارق ليس خارقًا كما يتصور البعض، بل حينما يسقط يكون سقوطه دمويًا مثيرًا.

السنوات الأخيرة تحديدًا أكدت أنّ ريال مدريد حينما يفشل في موسم يفشل فشلًا ذريعًا حتى لو عاد في الموسم التالي وحقق عددًا من الإنجازات، وربما هذا ما يجعل البعض يظن أنّه لا يسقط لأنه يعود سريعًا لكن لو نظرت مليًا لوجدت أنّ سقوطه أصلا لم يكن منطقيًا.

دعونا نؤكد شيئًا، أنّ برشلونة في أسوأ أحواله أفضل من ريال مدريد في أسوأ أحواله والعكس صحيح، لن تصدقني، أليس كذلك؟ اقرأ واحكم إذًا.

أنا ريال مدريد

قبل الحديث عن ريال مدريد فأود إبلاغك أنني على علم تام بأنّ صياحي طرب وأن قدراتي العقلية لن تستوعب فهم شخصية البطل والقدرة على تحويل العشوائية لألقاب، وأنني فقط "محروق" من كل من يرتدي القميص الأبيض.

ريال مدريد فريق ناجح، هذا أمر لا شك فيه، فهو في الأخير يحقق المطلوب من التنافس بحصد الألقاب، لكن أساس نجاحه رخو يجعل سقوطه أمر ممكن ووارد بل ومحتمل حتى بعد أفضل مواسمه على الإطلاق.

تابع مثلًا ريال مدريد في ٢٠١١-٢٠١٢ لترى فريقًا حقق الدوري الإسباني بأعظم طريقة ممكنة وبأعلى عدد من النقاط في وقتها بل وقدّم كرة قدم مذهلة وخرج بصورة درامية من دوري أبطال أوروبا.

ثم شاهد ذات الفريق في الموسم التالي لتجده يخسر الدوري بفارق ١٥ نقطة عن برشلونة ويودع من الأبطال بعد هزيمة في الذهاب برباعية ومحاولة لريمونتادا لم تتكمل ثم يخسر نهائي كأس الملك على أرضه أمام الجار أتلتيكو.

تابع موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ الرائع والتتويج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وخسارة الكأس على تفاصيل صغيرة، ثم تجده أمام برشلونة إرنستو فالفيردي يخسر اللقب مبكرًا ويودع الكأس في يناير ويحقق دوري أبطال أوروبا بصورة غريبة غير معتادة.

وبعد دفن الرأس في الرمال، جاء الموسم التالي ليصبح أسوأ مواسم لوس بلانكوس في الفترة الأخيرة بخسارة كل البطولات في أسبوع واحد في مارس، الدوري والكأس على يد برشلونة والأبطال أمام أياكس.

أفضل مواسم ريال مدريد في عدد البطولات كان موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ الذي حقق فيه الخماسية وفشل فقط في كأس ملك إسبانيا، قبلها كان أفضل مواسمه هو تحقيق ٤ بطولات وذلك في ٢٠١٣-٢٠١٤ بالفوز بالكأس والأبطال والسوبر الأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية.

هذا ريال مدريد، ولكن حينما تنظر لبرشلونة تجد الأمر مختلفًا.

برشلونة النظام يحكم

Barcelona trophies since 2003Goal

في برشلونة هناك الكثير من العيوب والمميزات ولكن الأكيد أنّ هناك نهج مفهوم ومفسر في السنوات الأخيرة.

لن نعود بالتاريخ لفترة هيلينيو هيريرا ثم رينوس ميتشلز ثم يوهان كرويف، ولكن منذ فرانك ريكارد ثم بيب جوارديولا وبرشلونة فريق يرتكز على فلسفة وأسلوب واضح، حينما يخفق الأسلوب يخفق الفريق والعكس بالعكس.

ولأن برشلونة ينجح على أسس وفلسفة مفهومة، فقد حقق دوري أبطال أوروبا ٥ مرات في تاريخه كل مرة كان يحقق فيها الدوري الإسباني أيضًا، عكس ريال مدريد الذي لم يفعل ذلك سوى في ٣ مناسبات من أصل ١٣!

برشلونة في أفضل مواسمه فاز بكل البطولات في عام واحد، ٢٠٠٩، ليصبح الأول في ذلك والأوحد لمدة ١١ سنة قبل أن يكرر بايرن ميونخ هذا الإنجاز.

ثاني أفضل مواسم برشلونة حقق الخماسية في مرتين وذلك في ٢٠١٠-٢٠١١ والتي خسر فيها كأس الملك في النهائي، و٢٠١٤-٢٠١٥ والتي فشل فيها في تحقيق السوبر الإسباني، أي أنّه حتى اللقب الذي خسره لعب لأجله حتى النهاية.

أما أسوأ مواسم برشلونة فهو الموسم الحالي والماضي وربما في ٢٠١٩-٢٠٢٠ وكذلك ٢٠١٣-٢٠١٤.

برشلونة نافس حتى النهاية في ٢٠١٤ وخسر الكأس في النهائي والدوري في الجولة الأخيرة، وفي ٢٠٢٠ أبقى نار المنافسة محتدمة أيضًا حتى الجولة قبل الأخيرة، وفي الموسم الماضي عاد من بعيد لينافس أتلتيكو وريال مدريد قبل أن يسقط في الجولات الأخيرة وخرج بلقب هو كأس ملك إسبانيا.

الموسم الحالي متذبذب نعم، لكنّه حتى فاز على ريال مدريد في سانتياجو برنابيو برباعية نظيفة وقدّم العديد من الملاحم ولم يفشل موسمه سوى بحلول النصف الأخير من أبريل.

هذا بالطبع بعيدًا عن أنّ برشلونة نجح في تحقيق الثلاثية مرتين في ٢٠٠٨-٢٠٠٩ و٢٠١٤-٢٠١٥ بينما لم يفعلها ريال مدريد ولا مرة في تاريخه الطويل!

عوامل الفشل والنجاح

حينما سقط برشلونة كانت عوامل الفشل واضحة، فالنادي الكتالوني في ٢٠١٤ لم يكن يمتلك أي لاعبين في الدفاع لدرجة الدفاع ببوسكيتس وسونج أحيانًا

لشغل هذا المركز، هذا بجانب مدرب دخيل لا يعرف هوية النادي وإصابة ميسي الطويلة.

في ٢٠٢٠ عانى الفريق من مشاكل إدارية ومالية ضخمة لدرجة بيع العديد من اللاعبين في يناير ليمتلك برشلونة قائمة قصيرة، ومع جائحة كورونا أصبح الاستمرار في المنافسة صعبًا للغاية.

ومنذ حينها والمشاكل المالية والإدارية تقتلع جذور الفريق مما أجبره حتى على ترك ليونيل ميسي يرحل، ليصبح سقوطه متوقعًا وانهياره تمامًا أمر وارد، ومع ذلك استمر وقاتل.

أما ريال مدريد، فسقط في ٢٠١٩ بسبب خسارة كريستيانو رونالدو فقط ولم يدخل سوق الانتقالات لأسباب غير معروفة رغم أنّ وضعه المالي المعلن جيد، وفي ٢٠٢٠ ودّع مبكرًا من الأبطال رغم سوق انتقالات قوي وضخ الأموال.

ريال مدريد يسقط دون تفسير كما يكسب دون تفسير وذلك لأنّه فريق عشوائي بلا خطة وملامح ومشروع واضح المعالم، وربما هذا ما يجعله محبوبًا، فالكثير من عشاق اللعبة لا يحبون التعقيدات ويفضلون البساطة والأفكار السهلة.

ريال مدريد فريق عظيم، لكن أفضل مواسمه لن تصل لأفضل مواسم برشلونة وأسوأ مواسمه لن تكون مثل أسوأ مواسم برشلونة والسبب واضح، لأن وجود خطة دائمًا أفضل من العشوائية!

اقرأ أيضًا:

افرحي يا أم رونالدو .. ميسي يستحق الكرة الذهبية بعد عودة باريس للبطولات

هل اقتربت الصفقة؟ مبابي في مدريد والخليفي يلحق به!

إعلان