لم يكن عام 2020 عاديًا أبدًا بالنسبة لريال مدريد، فقد شهد العديد من الأحداث ما بين الإيجابية والسلبية، الأكيد أنها أثرت على تاريخ النادي الملكي كثيرًا، وستترك صداها بكل المقاييس على المستقبل في العاصمة الإسبانية.
في عام 2020 حقق ريال مدريد نجاحات واضحة، وربما تطور الميرينجي نوعًا ما عمّا كان عليه في العام السابق، مع عديد من الأحداث سواءً الجيدة أو السيئة لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
في هذا التقرير من جول، نستعرض معكم أبرز الأحداث في عام 2020 بالنسبة لريال مدريد..
Gettyلعب ريال مدريد 49 مباراة في 2020، انتصر في 32 وتعادل في 7 وخسر في 10، سجل 91 هدفًا منها 10 من ركلات جزاء، وتلقت شباكه 47 هدفًا منها 8 من ركلات جزاء.
على أرضه، لعب الريال 22 مباراة، فاز في 16 وخسر في 5 وتعادل في واحدة وسجل 44 هدفًا واستقبلت شباكه 21 هدفًا.
خارج الديار، لعب 25 مباراة انتصر في 15 وتعادل في 5 وخسر في مثلهم، سجل 44 هدفًا واستقبل 25 هدفًا.
تيبو كورتوا هو اللاعب الأكثر مشاركة في المباريات بـ46 مباراة، الهداف الأول للفريق هو كريم بنزيما برصيد 23 هدفًا.
بنزيما كان أكثر اللاعبين تسديدًا على المرمى بواقع 63 تسديدة، كما كان الأكثر صناعة للأهداف بصناعته 9 أهداف.
أخيرًا، فيرلاند ميندي صاحب أعلى نسبة مراوغات ناجحة بواقع 79 مراوغة، فيما كان كاسيميرو هو الأكثر حصولًا على البطاقة الصفراء بواقع 15 بطاقة.
البطولات التي حققها الريال: الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسبانية
Getty Imagesأخيرًا، أعاد زين الدين زيدان لقب الدوري الإسباني إلى خزائن ريال مدريد بعد موسمين هيّمن فيهما برشلونة على اللقب، إنجاز هام للغاية كان الأبرز والأكبر في 2020 للريال.
ووجبت هنا الإشارة إلى سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها الملكي بمجرد عودة كرة القدم من توقف كورونا، والتي ساهمت في حسم اللقب لهم باستغلال تعثرات البرسا المتتالية.
ولا يجب إغفال كيف أن كريم بنزيما كان أحد أهم عوامل هذا التتويج بأهدافه المؤثرة، فأحرز الفرنسي 21 هدفًا بالليجا، مع تألق خاص جدًا للقائد سيرخيو راموس، وأغلب لاعبي كتيبة زيدان.
Gettyكم كان عام 2020 قاسيًا على إيدين هازارد في ريال مدريد، فالجميع كان يتوقع انفجارًا للبلجيكي خلاله، لكن على النقيض، انطفأ صاحب الـ30 عامًا والسبب هو الإصابات.
في بداية العام تأكد غياب هازارد لنهاية الموسم بسبب الإصابة، ثم منح له فيروس كورونا فرصة العودة للحياة بعد توقف كرة القدم شهرين، فعاد وأكمل الموسم، لكنه قدم مستويات متوسطة لم تكن مؤثرة بالشكل المتوقع منه، ولا سيما أدائه المخيب جدًا أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا.
بعد ذلك داهمت الإصابات هازارد مرة أخرى مع بداية الموسم الجديد، ليغيب عن الملاعب لفترة، ثم يعود ويتوهج في مباراة ويسكا، فماذا يحدث؟ يداهمه هذه المرة فيروس كورونا، ثم يعود فيُصاب مرة أخرى ويبتعد حتى نهاية السنة.
عام سيئ للغاية عاشه هازارد يضعه حاليًا تحت ضغوطات كثيرة، فاللاعب الذي قدم بـ100 مليون يورو لم يتمكن من تسجيل سوى ثلاثة أهداف فقط على مدار عام ونصف، مع غياب في الأوقات الهامة دائمًا.
Gettyفي عام 2019، عانى ريال مدريد من فشل أوروبي ذريع تجسد في خروجه من دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 بعد ثلاثة مواسم متتالية كان بطلًا فيها للمسابقة، ومع عودة زيدان لكرسي القيادة الفنية للملكي، توسمت الجماهير فيه خيرًا أن يُعيد الريال إلى الهيمنة الأوروبية.
لكن للمرة الأولى فشل زيدان على الصعيد الأوروبي، فخرج من دور الـ16 على يد مانشستر سيتي، وربما الأمر المحزن حقًا أن سواءً في مباراة الذهاب أو الإياب، كان بطل الليجا في حالة سيئة ورديئة للغاية.
انطلقت النسخة الجديدة من دوري الأبطال، وواصل الريال أيضًا تقهقره الأوروبي بالخسارة من شاختار الأوكراني ذهابًا وإيابًا في دور المجموعات، وضمان التأهل إلى ثمن النهائي بصعوبة بالغة في الجولة الأخيرة.
الواقع أن الريال خيّب الآمال أوروبيًا بشدة سواءً على مستوى الألقاب أو حتى الأداء الأوروبي في 2020.
Gettyقصة زيدان وريال مدريد في عام 2020 حقًا غريبة، فتارة يصل الفرنسي إلى توهج غير مسبوق وتصنفه الجماهير بالأفضل في العالم، وتارة أخرى لا تتوقف الانتقادات له وتتراجع النتائج حتى تنشر الصحف أنباءً عن تفكير الإدارة في إقالته.
عندما حقق زيدان الدوري، نعت اللقب بأنه الأغلى في مسيرته، ما يوضح الضغوطات التي فُرضت عليه، وبعد الخروج الأوروبي بدأ التفكير في إقالته، ثم جُددت فيه الثقة، ومع مطلع الموسم تذبذب الريال فانتشرت أنباء الإقالة بل وطرحت الصحف اسم ماوريسيو بوتشيتينو لخلافته.
لم يتوقف زيزو عن إثارة الجدل، تحسنت النتائج ثم تراجعت ثانيةً، ولكن السمة المميزة حقًا للمدرب الفرنسي أنه أعلن للصحافة على الملأ أنه لن يستقيل أبدًا من منصبه وسيقاتل حتى اللحظة الأخيرة، إلى جانب عدم اكتراثه بأي شائعات تنطلق.
في النهاية، لا يزال زيدان يحظى بثقة مطلقة من غرف خلع ملابس الريال، والأمر نفسه من الإدارة على الأغلب وإن ظل وضع مستقبله غامضًا مع كل هزيمة.
Gettyيظل لوكا مودريتش وسيرخيو راموس من أهم عوامل أن يكون ريال مدريد الحالي من ضمن النخبة، فحقًا ما يساهمان به هجوميًا ودفاعيًا هو أمر استثنائي بكل المقاييس.
لقد أثبت هذا الثنائي في كل مناسبة أن "العمر مجرد رقم" فرغم تخطيهما حاجز الثلاثين، بل واقتراب الكرواتي من الأربعين عامًا، لكنهما يظهران وكأنهما من أبناء العشرين.
لكن تظل مسألة تجديد عقودهما مجهولة، فالإدارة ترفض قطعيًا التمديد لأكثر من عام، ربما أذعن مودريتش لهذه الرغبة، إلا أن راموس يظل معترضًا ويود عقدًا طويل الأمد.
الحقيقة أن الثنائي هام جدًا واستثنائي ونادرًا ما يتكرر، بيد أن السؤال يبقى مطروحًا، هل يُجدد عقدهما في النهاية أم يرحلان بنهاية العقد الحالي الصيف المقبل؟
Gettyرغم الانتقادات الكثيرة التي تلقاها تيبو كورتوا في أول مواسمه بسانتياجو برنابيو، إلا أنه في 2020 رد عليها بأفضل صورة ممكنة، بأداء جعله يُصنف من أفضل حراس المرمى في العالم وليس فقط في الدوري الإسباني.
كورتوا تحول من نقطة ضعف في الموسم الأول إلى أهم نقاط القوة، وربما بدون إسهاماته لم يكن الريال ليحقق أبدًا لقب الدوري الإسباني، ولم يكن ليتواجد حتى الآن في صراع الصدارة بالموسم الجديد.
Gettyتبعات أزمة فيروس كورونا الاقتصادية وصلت إلى ريال مدريد، والبداية كانت من تخفيض رواتب اللاعبين والنهاية كانت بسوق انتقالات صيفي صفري بامتياز.
آثرت إدارة فلورنتينو بيريز ألا تقوم بأي تحركات وأن تُبقي على كل نجومها، مع إعادة فقط مارتن أوديجارد من إعارته، ثم خرجت الصحافة تتحدث عن أن النادي ليس بأفضل حالة مادية وإن كانت التصريحات الرسمية عكس ذلك.
الوضع المالي غامض للغاية في مدريد، فمن جهة تقارير تقول أن الأمور مستقرة وأن عدم التعاقد مع لاعبين هذا الصيف كان في الأساس لتوفير الأموال لصفقات ضخمة العام المقبل، ومن جهة أخرى يُقال أنه حتى في الميركاتو الصيفي 2021 لن تقوم إدارة بيريز بتحركات كبيرة.
باستثناء أول شهرين من عام 2020، ابتعد ريال مدريد عن ملعبه سانتياجو برنابيو، بعد قرار الإدارة بإجراء إصلاحات فيه.
صحيح أن الريال افتقد لجماهيره، لكن يمكن القول أن وجه ملعب ألفريدو دي ستيفانو كان رائعًا، فعليه بعد عودة النشاط فاز الريال بأغلب مبارياته إلى أن حقق لقب الدوري.
كان من المفترض أن يلعب الريال بداية موسم 2020-21 بسانتياجو برنابيو، لكن حتى الآن لم تنته الإصلاحات التي تهدف إلى جعل الملعب يستقبل حفلات دون تأثر أرضه بها بصورة تضر كرة القدم.
Gettyلم يستطع برشلونة خلال 2020 التغلب على ريال مدريد سواءً في العاصمة أو في كتالونيا، بل فاز الملكي بهدفين نظيفين في سانتياجو برنابيو الموسم الماضي، وكرر فوزه هذا الموسم ولكن بهدفين لهدف في كامب نو.
برشلونة في أسوأ أحواله على الإطلاق، بينما استغل هذا الأمر جيدًا الريال وهيمن على كرة القدم الإسبانية وشكل ربما عقدة للبرسا؟ لا أحد يجزم بذلك، ولكن على النادي الكتالوني الثأر في 2021.
(C)Getty Imagesتظل مستويات بعض لاعبي ريال مدريد لا محل لها من الإعراب، وفي مقدمتهم إيسكو، الذي ما بين أنه لا يتحصل على فرص المشاركة باستمرار، وبين أنه يشارك ولا يحدث فارقًا يذكر.
إلى جانب إيسكو، يوجد لوكا يوفيتش بحالة سيئة جدًا وقد يرحل في يناير، إلى جانب إيدير ميليتاو، كما يظل مستقبل مارسيلو مجهولًا، ولا تتوقف الانتقادات عن إيدين هازارد بكل التأكيد.
Gettyهداف ريال مدريد في الليجا الموسم الماضي برصيد 21 هدفًا، ونجم الريال الأول في الموسم الجديد، عام 2020 شهد ردًا من الفرنسي على كل الكارهين والحاقدين بدون نقاش.
لقد برهن بنزيما على قيمته الكبرى، والتي باتت تتضح بصورة مضاعفة بمجرد غيابه عن الملاعب، ليس فقط لقدرته على التسجيل، بل لما يوفره من فوائد لا توصف للفريق.
