Euro finalsGetty

بكاء رونالدو وسدد يا إيدير .. لأن نهائيات اليورو لا تعرف المنطق

ليلة منتظرة على ملعب ويمبلي، بعد غد الأحد، ستجمع بين إنجلترا وإيطاليا في المباراة النهائية ليورو 2020.

البطولة تعتبر من ضمن الأمتع في تاريخ المسابقات المجمعة، بسبب الإثارة التي شهدتها العديد من المباريات في النسخة الحالية من اليورو.

وهو ما يضعنا أمام طبيعة نهائيات النسخ السابقة وبالتحديد في آخر 20 سنة، حيث كان الجنون والإثارة والأحداث غير المتوقعة من أهم عناوينها.

ولذلك نستعرض أهم هذه اللحظات المجنونة، بداية من هدف تريزيجه القاتل في شباك إيطاليًا، وصولًا لضربة إيدير القاضية في فرنسا..

  • Roger Lemerre | France | Euro 2000Getty

    كابوس الطليان

    ستدخل إيطاليا نهائي الأحد القادم على ملعب ويمبلي، وهي تتمنى عدم حدوث سيناريو عام 2000 لأنه من أكثر السيناريوهات قسوة في تاريخ كرة القدم.

    الفريق دخل بمجموعة من الأساطير في نهائي 2 يوليو 2000 بمدينة روتردام الهولندية، وهو على أتم الاستعداد للفوز على فرنسا بطلة العالم وقتها.

    الأمور بدأت تسير في الطريق الصحيح، بتسجيل ماركو ديلفيكيو الهدف الأول لإيطاليا بالدقيقة 55 من عمر اللقاء.

    نجوم إيطاليا على الدكة قرروا الاصطفاف معًا انتظارًا لصافرة النهاية من أجل الاحتفال، ليأتي سيلفان ويلتورد ليوجه صدمة لا يمكن نسيانها بتسجيل التعادل للديوك بالدقيقة 94.

    الفريقان احتكما إلى شوطين إضافيين، ليقوم ديفيد تريزيجيه بإطلاق رصاصة الرحمة في شباك فرانشيسكو تولدو ويمنح فرنسا الفوز بالهدف الذهبي.

  • إعلان
  • Cristiano Ronaldo at Euro 2004Getty

    بكاء رونالدو

    هل هذا السيناريو أكثر جنونًا؟ الحكم سيكون لك .. البرتغال تلعب على أرضها نهائي يورو 2004 بمجموعة من الأساطير أمام اليونان الحصان الذهبي للبطولة، من ينتصر؟

    الإجابة الطبيعية هي البرتغال بكل تأكيد، ومعها مجموعة من النجوم مثل لويس فيجو وديكو وكريستيانو رونالدو ببداية رحلته.

    اليونان وقتها كانت خصمًا لا يستهان به، حيث تأهلت في المركز الثاني بالمجموعة الأولى، وتخطت فرنسا في دور الثمانية ثم التشيك في نصف النهائي.

    البرتغال دخلت اللقاء بطابع ثأري، حيث خسرت في دور المجموعات من نفس الفريق 2/1، ولكن أنجيلوس خاريستياس سجل الهدف الصادم في الدقيقة 57 ليمنح بلاده الفوز الأغلى في تاريخها.

    اليونان حققت اللقب لتبقى معجزة عالقة في تاريخ اللعبة، وتستمر صورة بكاء الشاب رونالدو وقتها من أهم علامات هذه المسابقة.

  • Spain Germany Euro 2008Getty/Franck Fife

    عكس التوقعات

    الموقف بكل تأكيد وقتها كان أقل جنونًا لكنه لم يكن منطقيًا بسبب مسار الأحداث قبل المباراة النهائية بين إسبانيا وألمانيا في مدينة فيينا النمساوية، بنهائي يورو 2008.

    رغم امتلاك إسبانيا العديد من النجوم مثل سانتي كازورلا، تشافي، سيسك فابريجاس، دافيد فيا، فيرناندو توريس، كارليس بويول وإيكر كاسياس، إلا أنها لم تكن المرشحة.

    الترشحيات وقتها كانت تتجه نحو ألمانيا القوة الأكبر في العالم بتلك الفترة، بعد الطفرة التي حدثت لها في كأس العالم 2006 وواصلتها مع يواخيم لوف.

    الفوز جاء عكس كل التوقعات، لتحسم إسبانيا اللقب بهدف توريس بالدقيقة 33، وتبدأ بعدها رحلة السيطرة على الكرة العالمية، بتحقيق لقب كأس العالم 2010 ثم اليورو التالي أيضًا.

  • Italy-Spain Euro 2012Getty Images

    صعقة إيطالية

    إسبانيا كانت قد أحكمت السيطرة على العالم وقتها، بعد الفوز بمونديال جنوب إفريقيا عقب اقتناص لقب يورو 2008.

    ومع ذلك كانت إيطاليا من كبار المرشحين للفوز بالبطولة، بعد تخطي إنجلترا في ربع النهائي وألمانيا في الدور نصف النهائي.

    الفريقان لعبا في دور المجموعات في منافسات المجموعة الثالثة، وانتهت المباراة بينهما بالتعادل الإيجابي 1/1، لتأتي التوقعات نحو نهائي متوازن بين كل منهما.

    ولأن نهائيات اليورو لا تعترف بالمنطق، تعرضت إيطاليا لواحدة من أسوأ الهزائم في تاريخها، بالخسارة 4/0 بالملعب الأولمبي بمدينة كييف الأوكرانية.

    الرباعية جاءت عن طريق دافيد سيلفا، جوردي ألبا، فيرناندو توريس وخوان ماتا، وسط صعقة جديدة للفريق الإيطالي الذي يعتبر النحس عنوانه في نهائيات اليورو بالعصر الحديث.

  • Eder Cristiano Ronaldo Portugal Euro 2016Getty Images

    سدد يا إيدير

    الجنون استمر في نهائيات اليورو، والآن مع نهائي نسخة 2016 التي أقيمت بفرنسا، وكان الديوك هم المرشح الأول للفوز بها.

    البرتغال وقتها لم تكن مرشحة، بل صعدت كأفضل ثالث من المجموعة السادسة، التي لعبت فيها مع أيسلندا والمجر والنمسا.

    وعلى الجانب الآخر تأهلت فرنسا كمتصدر، وتخطت أيرلندا الشمالية وأيسلندا وألمانيا بمراحل خروج المغلوب نحو النهائي، بفضل مجموعة مميزة من النجوم وقتها.

    مشوار البرتغال لم يكن صعبًا في المراحل الإقصائية، حيث لعبت ضد كرواتيا وبولندا وويلز، وهو ما جعل البعض يعتقد أنها ستخسر فور اللعب أمام المرشح الأول.

    أنطوان جريزمان النجم المتألق بهذه البطولة، كان يستعد لقيادة بلاده نحو اللقب لزيادة حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، لكنها كانت مباراة مليئة ببعض الكوابيس.

    الكابوس الأول لم يكن لفرنسا، حيث تلقت البرتغال صدمة قوية بخروج كريستيانو رونالدو مصابًا في الدقيقة 25، لتزداد حظوظ الديوك.

    الكابوس الثاني كان فرنسيًا لأندري جينياك الذي سدد الكرة في القائم قبل لحظات من نهاية الوقت الأصلي، ليأتي الكابوس الثالث بهدف المغمور إيدير الذي منح البرتغال اللقب.

  • Ciro Immobile Italy Harry Kane England(C)Getty Images

    ماذا عن ويمبلي؟

    وصول أي من الفريقين إلى النهائي لم يكن مفاجأة، بسبب العناصر التي تمتلكها إنجلترا، وكذلك إيطاليا التي جعلت من نفسها مرشحًا منذ الوهلة الأولى ضد تركيا في الافتتاح.

    وصول إنجلترا إلى المباراة النهائية كان طبيعيًا، حيث تصدرت مجموعتها وفازت على ألمانيا وأوكرانيا والدنمارك.

    وعلى الجانب الآخر تصدرت إيطاليا بالعلامة الكاملة، وتفوقت على النمسا وبلجيكا وإسبانيا، حيث عبرت المواجهة الأخيرة بركلات الترجيح.

    فوز أي فريق على الآخر لا يعتبر جنونًا، ولكن هل نرى نتيجة ثقيلة مثلما حدث في 2012؟ أو تذوق إيطاليا مرارة اللحظات الأخيرة مرة أخرى تكرارًا لسيناريو 2000؟ هذا ما ستكشف عنه الليلة المنتظرة في ويمبلي..

    اقرأ أيضًا ..

    أتالانتا جاسبيريني .. الفائز الحقيقي في يورو 2020

    ما هو المنتخب الأكثر تحقيقًا للقب بطولة اليورو؟

    صعود إيطالي وصدارة إنجليزية.. ترتيب أفضل اللاعبين في يورو 2020