جاء وصول جيان بييرو جاسبيريني لتدريب أتالانتا في 2016 كحدث عادي، فريق يعين مدرب من أجل الحفاظ على مكانه بالدرجة الأولى، ولكن ما حدث كان أكثر من ذلك بكثير.
قام مدرب جنوى السابق بثورة في بيرجامو، حول أتالانتا من منافس على الهبوط لفريق ضامن لمركزه بالمربع الذهبي، وأحد أفضل سفراء إيطاليا بدوري أبطال أوروبا في آخر موسمين.
كتيبة أتالانتا التي لم يتكلف بنائها أكثر من 50 مليوناً كل موسم تقريباً منذ وصول جاسبيريني خرجت من حيز اللاعبين الجيدين والحديث عن قوة المجموعة وتحول أفرادها لنجوم في أمم أوروبا الحالية.
تسعة لاعبين من الفريق شاركوا بالبطولة وتألقوا وكانو نجوماً مع فرقهم، بداية من ثنائي إيطاليا الذي سيلعب النهائي ماتيو بيسينا ورافائيل تولوي، الأول أحد الاكتشافات باليورو، والثاني الذي لعب دوره بنجاح في وصول الأتزوري للنهائي.
اقرأ أيضاً .. ماتيو بيسينا .. دعايا مجانية للإباحية وندم آخر لميلان!
بزغ كذلك الطرفين روبن جوسينس مع ألمانيا وعرفه العالم عن حق، وكذلك بديله يواكيم ميله الذي بزغ نجمه في رحلة صعود الدنمارك لنصف النهائي، وأثبتا مدى قدرة جاسبيريني على تطوير أجنحته وتحويلهم لنجوم.
Getty/Goalثنائي خط وسط أتالانتا الذي لعب مع بعضه البعض كثيراً مارتين دي رون وريمو فرويلر كانا أساسيين مع هولندا وسويسرا، وكذلك أليكسي ميرانتشوك مع روسيا، وروسلان مالينوفسكي في أوكرانيا.
حتى كوبا أمريكا نالت نصيبها من تألق رجال جاسبيريني، فوجدت الأرجنتين أخيراً ضالتها في قلب الدفاع بكريستيان روميرو الذي أعاد جاسبيريني اكتشافه بعد عدم إيمان يوفنتوس بخدماته، بينما شكل الثنائي دوفان زاباتا ولويس مورييل خط الهجوم للمنتخب الكولومبي في رحلته لنصف نهائي البطولة.
اقرأ أيضاً .. راقص مرفوض في دورتموند وشرطي فاشل.. رحلة كفاح جوسينس!
ويعود الفضل في تألق أتالانتا الكبير باليورو ليس فقط لجاسبيريني وعمله الجبار على تطوير لاعبيه، ولكن للمنظومة الناجحة للفريق برئاسة عائلة بيركاسي التي أعطت المدير الفني كامل الصلاحيات للعمل في مشروع طويل الأمد، ووفرت الاستقرار والبيئة المناسبة للنمو.
شخصان بالتحديد في هيكل الفريق يلفتان الأنظار، الأول المدير الرياضي جيوفاني سارتوري صاحب العين الخبيرة في التعاقدات، والذي يعرف متى وكيف يبيع نجومه ويعوضهم بمن هو أفضل، والثاني المعد البدني الدنماركي ينس بانجسبو الذي تحول لأسطورة في إيطاليا بسبب التطور الهائل البدني للاعبي الفريق منذ وصوله في 2018، لدرجة وصلت بأن اتهمه البعض بتزويدهم بالمنشطات!
Gettyتألق لاعبي النيراتزوري الصغير في اليورو مكسب إضافي لجاسبيريني وإدارة أتالانتا سيساهم في المزيد من الأرباح، سواء خارج الملعب حال قرر الاستثمار وبيعهم، أو داخله باكتسابهم للمزيد من الخبرات قد تسهم في زيادة حظوظ الفريق، ولما لا جعله مرشحاً لتحقيق لقب الموسم المقبل بعد أن تحول لمرشح بالفعل في المواسم الماضي.
إذا كان أحد الفريقين إيطاليا أو إنجلترا سيكون هو الفائز بلقب يورو 2020 الأحد المقبل في "ويمبلي"، فيمكن اعتبار أن أتالانتا وجاسبيريني هما الرابحان الحقيقيان للبطولة، ومثال ناجح على كيفية إنشاء مشروع رياضي ناجح يتحدى كل الظروف والصعاب.