السعودية وليفربول والهابطون.. الرابحون والخاسرون من عودة الدوري الإنجليزي

على مدار الأسابيع الماضية وخلال مناقشات آلية عودة الدوري، كانت الأندية التي تقبع في القاع هي أكثر الرافضين للعودة بكل السبل، وبالطبع لم يكن ذلك فقط خوفًا على الصحة العامة، بل رغبةً منهم في إنهاء الموسم وعدم احتساب نتائجه وبالتبعية استمرارهم في البريميرليج الموسم المقبل.

واتفورد كان أكثر المحتجين على العودة، وهذا مبرر لوجوده في المرتبة 17 بنفس رصيد المرتبة 18 المؤدية للهبوط ولكنه يتفوق بفارق الأهداف على بورنموث.

بشكل عام يمكن القول أن نوريتش سيتي القريب جدًا من الهبوط، ومعه أستون فيلا وواتفورد وبورنموث ووست هام وبرايتون هم أكثر المتضررين من استئناف البريميرليج، 3 منهم سيسقطون إلى الدرجة الأولى الممتازة ومعها خسائر مادية ورياضية كبيرة.

إلغاء الموسم كان ليعني إلغاء الصعود إلى البريميرليج من الدرجة الأولى، ما يعني دحض حلم مارسيلو بيلسا بمشروعه المميز مع ليدز يونايتد على مدار آخر سنتين.

لكن الآن تجدد آمال بيلسا الذي يتصدر ترتيب التشامبيونشيب مع ليدز يونايتد لإعادة هذا النادي التاريخي للدوري الممتاز من جديد.

أصبح وجود ليستر سيتي في المربع الذهبي ومشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل محل شكوك الآن، منحنى الفريق كان في انخفاض قبل توقف النشاط، ويتوقع ألا يتحسن كثيرًا في وقتٍ استعادت فيه أغلب الأندية نجومها وباتت مكتملة العدد، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على كتيبة برندان رودجرز.

يقبع الثعالب في المركز الثالث برصيد 53 نقطة وبفارق 5 نقاط عن صاحب المركز الرابع، تشيلسي، ومع جدول صعب لليستر، الحلم الأوروبي في خطر محدق حقًا.

ننتقل الآن إلى أكثر الرابحين، وهنا يجب تسليط الضوء على ناديين عملاقين لم يكونا في أفضل صورهما قبل التوقف، مانشستر يونايتد وآرسنال.

مع عودة المسابقات واستعاداتهما للمصابين، يمكن القول أن الشياطين الحمر والجانرز قد انتعشت آمالهما في اللحاق بمراكز مؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

3 نقاط فقط تفصل كتيبة أولي جونار سولشاير عن المركز الرابع، و8 تفصل آرسنال، المهمة في متناول اليونايتد أكثر، ولكن أيضًا مع تبقي 9 مباريات سيقاتل أرتيتا ورفاقه للاقتراب والعودة للبطولة الأهم في العالم.

أكثر الأندية الإنجليزية تضررًا من كورونا كان واتفورد، فستة أفراد بداخل النادي تعرضوا لإصابة بالفيروس، كما أعلن القائد تيروي ديني أنه قلق من العودة خوفًا من أن ينقل المرض لابنه الرضيع الذي يُعاني من مشاكل في الصدر.

الأجواء العامة في واتفورد غير مطمئنة رغم التحسن قبل التوقف والخروج من مراكز الهبوط مؤقتًا، مع عودة الدوري، قد يكونوا من أكثر المتضررين نظرًا لحالة اللاعبين النفسية والبدنية والخوف المسيطر، ما يجعلهم أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى التشامبيونشيب.

القصة الكاملة.. متى يعود الدوري الإنجليزي؟

لقد كان مورينيو من أكثر المحظوظين بتوقف النشاط وأزمة كورونا، توتنهام كان يعاني الأمرين وأصيب كل النجوم تقريبًا ما ترتب عليه تراجع ترتيب السبيرز ليصبحوا في المركز الثامن برصيد 41 نقطة بفارق 7 نقاط عن المركز الرابع.

الآن يستعد السبيشال وان هاري كين وهيونج مين سون وستيفان بيرجوين والبقية، فرصة مواتية لمورينيو للقتال بطريقته المفضلة للاقتراب من المركز الرابع أو على الأقل ضمان مركز مؤهل للدوري الأوروبي.

لو انتهى الموسم في موعده وبإصابات توتنهام لتراجع ترتيب الفريق بصورة لا تتصور، لكن الآن، المو حقًا محظوظ، لا تزال فرصة أوروبا موجودة.

لا يخفى على أحد أن مانشستر سيتي كان يتمنى أن يتم إلغاء الموسم ولا يتم تحديد من هو البطل، ما كان سيكفل لهم الحفاظ على لقبهم كأسياد إنجلترا لموسمين متتاليين رفقة مدربهم التاريخي بيب جوارديولا.

كما كان السيتي ليكون الفريق الوحيد في إنجلترا الذي حقق لقبًا هذا الموسم بعد فوزه بكأس كاراباو على حساب أستون فيلا، لكن الآن، خطوات قليلة تفصل ليفربول عن إنهاء هيمنة السيتزنز على الدوري الإنجليزي.

تجددت آمال محمد صلاح في تحقيق لقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثالث على التوالي بعودة البريميرليج للحياة، حيث يفصله فقط 3 أهداف عن المتصدر جيمي فاردي.

ليس صلاح وحده، بل كذلك الثنائي سيرخيو أجويرو وبيير أوباميانج.

على الأرجح لن يُكمل نجولو كانتي الموسم مع ناديه تشيلسي خشية إصابته بفيروس كورونا مما يُهدد حياته بسبب وجود أمراض في القلب إليه، ما يُعد ضربة قاسية لكتيبة فرانك لامبارد، فالدولي الفرنسي هو أحد أهم وأبرز اللاعبين في النادي اللندني ولا يمكن تعويضه.

في الوقت نفسه فهودسون أودوي أيضًا ومشاركته عند العودة لا تزال محل شك، ليخسر لامبارد ثنائي هام في كتيبته يجعله من أكثر المتضررين لعودة البطولة الإنجليزية.

قد يكون صندوق الاستثمار السعودي هو أكثر الرابحين من عودة البريميرليج، فبعد شراء نيوكاسل، كان النادي ليحقق خسائر اقتصادية لو تم إلغاء الموسم ستُصعب كثيرًا من مهمة إعداد الترميم الموعودة.

لكن الآن، الموسم سيستأنف، لا خسائر اقتصادية، سيتسنى للمالك الجديد الحصول على الأرباح، بل قد يحقق ستيف بروس مفاجأة ويقود المكابيس لاحتلال مركز أوروبي، فالفارق مع صاحب المركز السابع 8 نقاط فقط.

صدمة كبيرة كانت لتحدث لو تم إلغاء الموسم وحُرم ليفربول من صدارته للدوري الإنجليزي وبالتبعية الحرمان من اللقب الغائب منذ 30 عامًا.

الآن باتت كتيبة يورجن كلوب في حاجة إلى 6 نقاط من 9 مباريات حتى تُعانق اللقب حتى ولو أن ذلك سيحدث من دون حضور جماهيري.