مشروع جديد يلوح في الأفق بالدوري الإنجليزي، نيوكاسل يونايتد، والطفرة المنتظرة للفريق مع صندوق الاستثمار السعودي، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، الجميع يخشاه في إنجلترا لكن لماذا؟
بداية من الكبار وحتى الصغار، هناك حالة من التأهب والترقب، لما ستسفر عنه الأيام القادمة، سواء بإغلاق الصفقة، وبيع النادي مقابل 300 مليون جنيه استرليني بعد تنازل مالكه مايك أشلي، أم فشلها وبقاء الوضع كما هو عليه.
الأمر وصل لبعض التقارير الصحفية، التي أكدت وجود محاولات داخل أندية البريميرليج، لمحاولة إفشال هذه الصفقة بأي صورة ممكنة، وهناك العديد من الأسباب لذلك التي تهدد بعض الفرق في البطولة.
عملاق جديد ينافس على القمة
Getty Imagesمانشستر سيتي كان خارج الصورة تماماً قبل 2008، ينافس على المقاعد الدافئة بعيداً عن القمة تماماً، والتي كانت محصورة بين مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال وتشيلسي.
الشكل تغير تماماً بصورة تدريجية، ليصبح الفريق من عمالقة البريميرليج، ومنافس حقيقي على اللقب، بفضل ملاكه الجدد والأموال التي تم ضخها بالفريق.
الأمر ذاته متوقع حدوثه مع نيوكاسل، سيضيق الخناق تماماً على ليفربول ومانشستر سيتي، الثنائي الأقوى حالياً في البطولة، الماكبايز سيبذلون كل ما بوسعهم للحاق بهما.
نيوكاسل على الجانب الرياضي، لا يقترب من مكانة الريدز وسيتي، لكن النواحي المالية تمنحه أفضلية كبيرة لبناء مجموعة قادرة على المنافسة.
المشروع الجديد للفريق الإنجليزي، سيصبح بمثابة الصداع في رأس الجميع، وقد يتسبب في زيادة أسعار اللاعبين وأجورهم، بسبب استعداد نيوكاسل لوضع ميزانية ضخمة للانتقالات، مما يشعل المنافسة بشكل أكبر على الصفقات.
ليفربول ويورجن كلوب قد يكون المتضرر الأكبر، ربما أنفق على فيرجيل فان دايك وأليسون بيكر ونابي كيتا ومحمد صلاح وغيرهم، ولكن المؤشرات الأخيرة وعدم إنفاقه مبالغ طائلة الصيف الماضي، وامتناعه عن ضم تيمو فيرنر مهاجم لايبزيج بسبب 50 مليون جنيه استرليني، ليصبح نيوكاسل هو المنافس الوحيد وقتها لمانشستر سيتي ويونايتد على الانتدابات باهظة الثمن.
أسماء من نوعية فيليب كوتينيو وجاريث بيل وإدينسون كافاني وأرتورو فيدال، كلها تبث المخاوف من فريق كبير قادم قد لا يمكن إيقافه في المستقبل.
المنافسة بدأت من كوتينيو، حيث يعتبر نيوكاسل من أقوى المنافسين لتشيلسي وآرسنال على ضم البرازيلي من برشلونة، بل يعتبر هو الأقرب للظفر بخدماته نظراً لتكاليف اللاعب من قيمة انتقال وراتب مرتفع.
الستة الكبار

وجود نيوكاسل في الصورة بقوة، قد يطيح بأحد الستة الكبار من القائمة، ليخرج أحدهم من الصورة تماماً من المشاركة في البطولات الأوروبية، والمنافسة على دوري أبطال أوروبا.
أكبر المتضررين هنا ربما هو آرسنال، الذي لا يمتلك القوة المالية الكافية لمنافسة نيوكاسل، واعتماد مالكه ستان كرونكي على نظام الاكتفاء الذاتي في إدارة النادي، وكذلك ليستر سيتي الذي لا يعتمد على الإنفاق في الأساس.
توتنهام أيضاً ومدربه جوزيه مورينيو، سبيرز ومالكه دانييل ليفي، ليس من المعروف عنه إنفاق مبالغ كبيرة، وهو ما أعاق مسيرة المدرب السابق ماوريسيو بوتشيتينو.
مانشستر يونايتد وتشيلسي، ربما سيمتلكان الأموال لمنافسة نيوكاسل، الأول من أغنى أندية العالم، والثاني يتمتع بسيولة مالية من بيع بعض لاعبيه أبرزهم إيدين هازارد وعدم إنفاقه لمدة موسم كامل.
وعلى جانب آخر يستمر ليفربول ومانشستر سيتي، بعيداً عن الجميع، ليصبح هدف نيوكاسل الأول هو الاقتراب منهما بإزاحة أحد عناصر الستة الكبار.
خسارة النجوم
Getty Imagesصعود أندية مثل مانشستر سيتي وتشيلسي، عن طريق عرض رواتب مالية كبيرة ومبالغ ضخمة على الأندية، يجعل الأمور صعبة جداً لاحتفاظ بعض الفرق بنجومها.
كريستال بالاس يحارب منذ عامين للحفاظ على ويلفريد زاها، ربما يخضع ويخسر نجمه الأول مع أول محاولة مغرية من نيوكاسل، والأمر ذاته سينطبق على باقي فرق الوسط.
صديق بوجبا وطُلب منه الاعتزال مبكرًا .. أشياء قد لا تعرفها عن رياض محرز
ليفربول ينسحب من المفاوضات مع فيرنر
جاك جريليش من أستون فيلا، جيمس ماديسون نجم ليستر سيتي، ديكلان رايس لاعب وسط وست هام، ربما تخسرهم أنديتهم لصالح نيوكاسل في أقرب فرصة.
آرسنال كذلك ربما يخشى مما حدث معه بعد صعود مانشستر سيتي، بعد قيام الأخير باقتناص نجومه بضم أحدهم تلو الآخر، كولو توريه، إيمانويل أديبايور، سمير نصري وباكاري سانيا وجايل كليشي، سيناريو مرعب للمدفعجية لو تكرر من جديد.
بوتشيتينو وتجربة توتنهام
Getty Imagesالمدرب الأرجنتيني هو المرشح الأول لقيادة نيوكاسل، خلفاً للمدرب الحالي ستيف بروس، وتجربته في الدوري الإنجليزي تؤكد صعوبة الموقف على باقي الفرق بدون أدنى شك.
بوتشيتينو يتميز عن غيره بالبناء الذكي، ربما لا ينفق الكثير من الأموال، لكنه يعرف جيداً ما العناصر التي يحتاجها لبناء منظومته الناجحة مثلما فعل مع توتنهام، وصنع فريقاً وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا، واقترب من الحلم قبل خطف ليفربول البطولة في العام الماضي.
مدرب سبيرز المُقال تسبب في صداع كبير لجميع الأندية، وأزاح آرسنال من الأربعة الكبار، وتسبب في حرمانه من التأهل لدوري أبطال أوروبا أكثر من مرة، وتغلب في العديد من المناسبات على كبار البريميرليج.
تولي بوتشيتينو بالتحديد، يعطي الكثير من الثقل لمشروع نيوكاسل الجديد، ولو تحققت الصفقة واكتملت بهذه الصورة، ربما نرى دوري مختلف تماماً عما شاهدناه السنوات الماضية..
