الأهلي ضد الشرطة | أخيرًا تخلى ماتياس يايسله عن عناده .. وأحرج النصر أمام جماهيره رغم "آفة الراقي"!

تعادل أمام الخلود (1-1) ثم هزيمة في ديربي جدة أمام الاتحاد (1-0)، ضمن الجولتين الثامنة والتاسعة من دوري روشن السعودي على الترتيب .. هكذا قضى الأهلي العشرة أيام التي سبقت استضافة لقاء الشرطة.

وما زاد من عدم تفاؤل البعض قبل لقاء الليلة هو أن الفريق العراقي هذا هو من خطف نقطة التعادل من فم النصر السعودي بقيادة مدربه السابق لويس كاسترو، في الجولة الأولى من البطولة الآسيوية.

لكن "الأهلي الآسيوي غير" مقولة تتردد وتتأكد كلما مرت الجولات .. السبب؟

ربما منحنا الجزائري رياض محرز؛ جناح الراقي، سببًا خلال مؤتمره الصحفي بالأمس، وقتما قال: "لا أعلم كيف أشرح ذلك، ولكن في بطولة آسيا ربما البداية الجيدة منحتنا الاستمرارية، في الدوري بعض المباريات كنا نستحق الفوز ولكن نخسر، هذا الأمر ربما يفقدنا الثقة".

وعقب انتصار الليلة، أصبح النصر الفريق السعودي الوحيد الذي تعثر أمام الشرطة في النسخة الحالية، فقد هزمه الهلال في الجولة الثانية بخماسية نظيفة.

أسوأ صفة قد تكون في مدرب هي "المكابرة" .. الجميع يوجهه صوب اتجاه معين هو الصحيح، وهذا واضح جليًا للجميع، وهو يكابر ويرفض التراجع.

لكن لحسن حظ الأهلي أن مدربه الألماني ماتياس يايسله لم يتصف بتلك الصفة السيئة أمام الشرطة الليلة..

كثيرون بل الجميع تقريبًا صاح في يايسله مؤكدًا عدم أحقية المهاجم الإنجليزي إيفان توني؛ الوافد الجديد بالميركاتو الصيفي الماضي، بالمشاركة أساسيًا كمهاجم صريح على حساب المهاجم المحلي فراس البريكان، الذي يدفع به في مركز الجناح الأيسر.

المدرب الألماني برر ذلك القرار في أكثر من مناسبة، مدافعًا عن توني بأن تواضع مستواه راجع لعدم تأقلمه بعد مع الأجواء السعودية، أما مركز البريكان الجديد "جناح" فأشار إلى اضطراره له في ظل الاستغناء عن الجناح آلان سانت ماكسيمين في الصيف الماضي دون التعاقد مع بديل.

لكن الراقي كان يدفع ثمن ذلك القرار في غالبية المباراة، حتى استعاد يايسله "لياقته" كمدرب، وأتى بالحل أخيرًا..

أمام الشرطة، أجلس مدرب الأهلي إيفان توني على مقاعد البدلاء - قبل أن ينزل في الدقيقة 69 -، ودفع بالبريكان كمهاجم صريح، والبرازيلي روبرتو فيرمينو كجناح أيسر، وهنا اختلف الشكل الهجومي للأهلي كليًا؛ فسجل الثنائي الأهداف الثلاثة الأولى "بوبي هدفين"، وصنع كل منهما للآخر فرصًا.

روبرتو فيرمينو أمام الشرطة | اتحد مع فراس البريكان للرقص على أحزان إيفان توني .. وأضاع فرصة "الهاتريك"!

رغم الإشادة بالجانب الهجومي للأهلي أمام الشرطة في وجود فيرمينو والبريكان، ورغم تسجيل خماسية في مرمى حارس الفريق العراقي أحمد باسل إلا أن الجانب الهجومي عابه "كثرة إهدار الفرص"، وتلك آفة الراقي بشكل عام في الموسم الجاري.

رقميًا .. أتيحت لكتيبة يايسله عشر فرص محققة أمام الشرطة، لكنها لم تسجل إلا 50% منها فقط.

نعم! تحقق الفوز، لكن نسبة 50% لا تعد نجاحًا، لا بد من معالجة كثرة إهدار الفرص، وإيجاد حلًا كي يصل مهاجمو الراقي لنقطة "استغلال أنصاف الفرص"، حتى لا يتعقد الموقف في بعض المباريات، خاصةً عند مواجهة الفرق التي تتكتل دفاعيًا بصورة أكبر.

رغم اعترافنا بأنه يحسب ليايسله إيجاد حل في الجانب الهجومي وشجاعة إجلاس إيفان توني على مقاعد البدلاء إلا أن تلك النقطة مع الفوز بخماسية لا تعنيان التغافل عن "ضعف" الألماني كمدرب.

حقيقةً الانتصار أمام الشرطة تحقق لسببين: الأول ضعف المنافس في كافة خطوطه، فليس هو ذاك الفريق الذي تعادل أمام النصر السعودي (1-1) في الجولة الأولى، إنما هو نفسه ذلك الذي هُزم أمام الهلال السعودي (5-0) في الجولة الثانية.

أما السبب الثاني فهو مجهود اللاعبين الفردي في المقام الأول؛ فراس البريكان الذي يريد أن يثبت أحقيته في اللعب على حساب إيفان توني كمهاجم الصريح، وروبرتو فيرمينو الذي يريد استعادة مكانه في التشكيل الأساسي، كذلك الجناح الجزائري رياض محرز الذي سجل هدفين على أمل استعادة بريقه والخلاص من كم الانتقادات التي يتعرض لها، وغيرهم من اللاعبين الذين يريدون مواصلة الانتصارات الآسيوية.

وإن كان السبب الأول هو الأوقع؛ فالشرطة ليس مقياسًا نهائيًا على استفاقة منتظرة من الأهلي على المستوى المحلي، كما لا يمكن التراجع عن تهديد يايسله بالإقالة من ورائه!