اختيار طريقة اللعب وأزمة ميسي وجريزمان .. ملامح فلسفة كومان في برشلونة

من الواضح أنّ خطة اللعب لبرشلونة تحت قيادة كومان سوف تكون 4-2-3-1 وأحيانًا 4-3-3 لكنّه يميل بشكل واضح للأسلوب الأول.

ففي أول مباراتين، اعتمد على خطة 4-2-3-1 في التشكيل الأساسي الذي باختلاف الأسماء، فسواء بيدري أو ترينكاو على اليسار، أو ديمبيلي وكوتينيو على اليمين، إلا أنّ الشكل لم يتغير.

لكن حينما قرر إشراك اللاعبين الشباب في الشوط الثاني، تغيرت الطريقة إلى 4-3-3 وأصبح برايثوايت المهاجم الصريح وكونراد الجناح الأيسر وإما ترينكاو أو ديمبيلي في الجهة اليمنى.

لا تزال أزمة تداخل المراكز بين ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان قائمة، فتشعر أن ميسي يلعب مهاجم وهمي وجريزمان صانع ألعاب أو العكس.

بالنظر إلى تحركات الثنائي تجد تداخل واضح بينما لا يوجد مهاجم قادر على استقبال الكرة وتشتيت الدفاع كما يفعل لويس سواريز.

أزمة ميسي وجريزمان بدأت مع إرنستو فالفيردي واستمرت مع كيكي سيتيين حتى أنّ الأخير صرّح أنّه لا يوجد تشكيل يستوعب الثنائي، ومع كومان لا يبدو أنّ المشكلة انتهت.

لم يجد كومان أي حل لأزمة غياب مهاجم صريح مثل لويس سواريز، ولكنّه لم يعتمد على أنسو فاتي في أي مباراة بسبب الإصابة والوحيد الذي لعب مهاجم صريح هو برايثوايت.

ورغم اجتهاد الدنماركي إلا أنّه ليس المهاجم الأفضل الذي يمكن الاعتماد عليه في التشكيل الأساسي بصورة مستمرة.

ومع تعقيدات الصفقات خلال الوقت الحالي، فإنّ برشلونة سوف يعاني كثيرًا من غياب سواريز وطالما لم يتم التعاقد مع لاعب مثل لاوتارو مارتينيز أو إرلينج هالاند وغيرهم فإن هذه المشكلة سوف تستمر لفترة طويلة.

حصل بيدري وترينكاو على فرصة وظهروا بصورة جيدة في المباريات الودية ولكن المفاجأة كان الأمريكي كونراد الذي لعب في مركز الجناح الأيسر.

ولأن برشلونة يعاني كثيرًا في الفترة الأخيرة من عدم وجود لاعبين في مركز الجناح، فإنّ وجود كونراد سوف يكون حلًا إضافيًا رغم صغر سنه، وقد تكون فرصة لكومان لمنح فاتي مركز المهاجم الصريح.

حصول أراخو على فرصة في مركز قلب الدفاع وظهور بشكل جيد للغاية في الوديات قد يساعد كومان لتقوية الخط الخلفي للفرق مع تعقيدات ضم مدافع في سوق الانتقالات.

رغم أنّ أراخو كان أفضل العناصر في الفترة التحضيرية إلا أنّه ليس الحل للمشاكل الدفاعية خاصة على الأطراف.

أظهرة برشلونة ليست في أفضل الأحوال على الإطلاق والفريق يعاني بشكل كبير سواء من جوردي ألبا أو سيرجي روبيرتو وبالتالي الأزمات لا تزال قائمة.

برشلونة يعاني أيضًا في الارتداد الدفاعي بسبب بطء الوسط، حتى فرينكي دي يونج لم يكن في أفضل أحواله بجوار سيرجيو بوسكيتس، وبالتالي استقبل هدفًا في كل مباراة رغم ضعف مستوى المنافس.

مشاكل برشلونة الدفاعية لا تختلف عن الموسم الماضي وهي أول مهمة تشغل بال كومان للخروج بموسم أفضل.

كومان يعتمد خطته والصورة الجديدة لتشكيل برشلونة

رغم أنّ سيرجيو بوسكيتس كان أحد المهددين بالرحيل عن برشلونة في الصيف، إلا أنّ كومان أظهر اهتمامًا كبيرًا بخدماته لدرجة إشراكه أساسيًا في المباراتين.

ظهر أنّ كومان لا يرى بديلًا لبوسكيتس، وحتى في خطة 4-2-3-1 تواجد دي يونج مرة بجوار الكتالوني وقبلها لعب كارليس آلينيا بجواره، وفي كل الأحوال لم يضعه على دكة البدلاء.

ربما لأن بيانيتش لم يلعب بعد، إذ تشير التقارير إلى أنّ البوسني ودي يونج هما محاور لعب كومان في الموسم الجديد.

الأمر يتعلق بالوافد الجديد ترينكاو أو العائد فيليبي كوتينيو.

فالبرتغالي يمتلك العديد من المميزات لكن كلها تجعله أقرب إلى ميسي أو جريزمان، وبرشلونة في أزمة أصلا في وضع ميسي وجريزمان في تشكيل واحد.

ترينكاو لاعب يفضل التواجد في الجهة اليسرى ويدخل إلى العمق وبالتالي يتداخل مع ميسي، لذلك فمن الصعب توظيفه والحصول على أفضل ما لديه في المباريات الهامة خلال الموسم.

أما كوتينيو، فلعب في مركز الجناح لكن مردوده الدفاعي والبدني وقدراته في الضغط لم تكن الأفضل، مما يعني أنّه بحاجة إلى مزيد من الحرية لن يحصل عليها في ظل وجود ميسي.

بيدري هو الآخر إما أن يلعب في مركز الجناح أو ثالث وسط، وقد يتداخل ذلك مع ديمبيلي وترينكاو أو آلينيا وبوتش.

اهتم كومان كثيرًا بتطور الفريق فيما يتعلق بالشق البدني وتحدث حتى عقب مباراة جيرونا عن تحسن أداء اللاعبين سواء في التدريبات أو المباريات.

بالطبع من الصعب الحكم على مستوى الفريق البدني من مباراتين فقط، خاصة وأنّ الأغلبية لم يلعبوا 90 دقيقة ولكن هناك مقدمات جيدة، فحتى ميسي كان يضغط كثيرًا ويعود للدفاع بشكل واضح.

ربما مع الوقت سوف نرى تطور الفريق بدنيًا، ولكن لن يحدث ذلك سوى بخفض متوسط الأعمار وإشراك الشباب بصورة أكبر لأنّه حتى لو تحسن الشكل البدني فالسن له أحكامه.