أثار نبأ تعاقد نانت مع ريمون دومينيك جدلًا كبيرًا بين جماهير النادي الفرنسي العملاق، والذي يعيش حالة سيئة جدًا هذا الموسم تجعله يتواجد بالمرتبة السادسة عشر بفارق ثلاث نقاط فقط عن مراكز الهبوط بعد مرور 17 جولة من الليج آ.
تعود آخر تجربة احترافية عمل خلالها دومينيك إلى عام 2010، عندما أشرف على تدريب منتخب فرنسا في كأس العالم بجنوب إفريقيا، قبل أن تتم إقالته في أعقاب فضيحة الخروج من دور المجموعات.
انتقادات حادة تعرضت لها إدارة نانت من مشجعي النادي لجلب دومينيك، لكن ما هي قصة هذا المدرب المثير جدًا للجدل؟ فبين ليلة وضحاها كان وصيف العالم 2006، ولكنه لم يكن يومًا محبوبًا من الجماهير حتى وهو في أفضل فتراته، فما هو السبب؟
كين وإيركسن وصفقات محتملة لبوتشينيتو في باريس سان جيرمان
الأبراج!
تصريحات غريبة أدلى بها دومينيك طوال مسيرته، فمثلًا قال أنه لا يحب اختيار لاعبين من مواليد برج العقرب، وأيضًا لا يختار أكثر من اثنين من برج الأسد في تشكيلته، ما ترتب عليه استبعاد روبرت بيريس من المونديال (لكونه عقرب)، في مقابل إشراك دائم لهنري وجالاس فقط باعتبارهما من برج الأسد.
نتيجة لمثل هذه التصريحات اختل اهتمام الجماهير الفرنسية بالمنتخب فور تعيينه في 2004، بل وذهب الأمر إلى غضب لاعبين أساطير على شاكلة زين الدين زيدان وكلود ماكيليلي وإعلانهما الاعتزال دوليًا، إلا أنهم في النهاية تراجعا وخاضا مونديال ألمانيا.
بشكلٍ عام، السمعة المنتشرة عن دومينيك بالإعلام الفرنسي سيئة للغاية، ففي القرن الواحد والعشرين لا يوجد مدرب بأي حال من الأحوال يختار تشكيلته بناء على الأبراج، لا سيما وأن هذا الأمر أقرب إلى الخرافات منه إلى الواقع ولا علاقة له من قريب أو بعيد بكرة القدم.
علاقة سيئة جدًا باللاعبين
Gettyعند الحديث عن علاقة دومينيك باللاعبين فحدث ولا حرج، قد يكون من أسوأ المدربين من ناحية التعامل مع لاعبيه في العالم، أمر اتضح جليًا في مونديال 2010، عندما تشاجر مع عدد من اللاعبين في مقدمتهم نيكولاس أنيلكا مما قاد إلى إضراب عن التدريبات وفيما بعد إقالته بعد البطولة.
لم يكن مونديال جنوب إفريقيا الوحيد السيئ بالنسبة للمدرب الفرنسي، فمن قبلها قدّم المنتخب الفرنسي مردودًا كارثيًا في يورو 2008 رغم امتلاء قائمته بنجوم من طراز رفيع في مقدمتهم تييري هنري، إلى جانب تصفيات المونديال التي كانت ربما من الأسوأ في تاريخ الديوك.
الأمر ليس فنيًا فحسب، بل إن اللاعبين نفسهم لا يحبون الطريقة التي يتعامل بها المدرب معهم من مختلف النواحي، وكان هذا منذ أكثر من عشر سنوات، فما هو الوضع مع حال جيل السوشيال ميديا؟ مع جيل يتسم بالتمرد الدائم بطبعه عكس الأجيال القديمة، الأكيد أن النزاعات النارية ستشعل معسكر نانت.
انتهى فنيًا
Getty Imagesترى ما هو وضع مدرب ابتعد عن التدريب منذ 2010، وربما آخر مباراة جيدة قادها فنيًا كانت في 2006؟
الأزمة الأكبر أن هذه هي التجربة الأولى لدومينيك كمدرب لفريق لا لمنتخب منذ 1993، أي منذ 27 عامًا، عندما كان يعمل كمدرب لليون ثم ذهب لتدريب منتخب فرنسا للشباب ومنه للمنتخب الأول.
الواقع أن دومينيك فقد صلته بكرة القدم منذ مدة، وكرة قدم الأندية مختلفة كليًا عن المنتخبات، فيمكن القول بوضوح أنه فقد التواصل تمامًا مع الساحرة المستديرة منذ سنوات طويلة.
حتى في أفضل فتراته في 2006، كانت الجماهير الفرنسية لا تتردد عن ذم دومينيك واعتبار أنه مدرب فاشل، وأن أي إنجازات تحققت كانت في الأساس بسبب اللاعبين الكبار وفي مقدمتهم زيدان لا بسببه.
ذهب البعض للقول أن دومينيك تم عزله في غرف خلع الملابس بكأس العالم 2006، ومن كان يقود المنتخب فعليًا هو نجومه، فكانوا يطبقون أفكارهم لا أفكاره في أرض الملعب.
في النهاية، اختيار دومينيك لتدريب نانت في ظروف صعبة تلك يبدو غريبًا للغاية، فالرجل لا يمتلك سمعة جيدة ولا تجربة جيدة ولا حتى أفكار تكتيكية مبشرة ولا شخصية ملائمة للعمل في ظل العصر الحالي وربما حتى في الماضي!