حظي النادي الأهلي المصري بواحد من أجياله الذهبية خلال الفترة من 2005 حتى 2013، ضم العديد من النجوم الكبار وتُوج بالعديد من الإنجازات المحلية والقارية حتى أنه فرض سيطرته التامة على القارة السمراء وتُوج بدوري أبطال إفريقيا 5 مرات وحل وصيفًا مرة واحدة، وقد وصل المباراة النهائية 4 سنوات متتالية.
منتخب مصر كان المستفيد الأكبر من ذلك الجيل، إذ حقق إنجازًا مذهلًا بالفوز بكأس أمم إفريقيا 3 مرات متتالية، 2006 و2008 و2010، بقيادة المدرب المخضرم حسن شحاتة، بعد سنوات من تحقيق نتائج مخيبة.
اقرأ أيضًا | تاليسكا بين الهلال والنصر .. "رمضان صبحي" الدوري السعودي!
قوام المنتخب المصري خلال تلك الفترة كان يعتمد بشكل كامل على نجوم النادي الأهلي أمثال عصام الحضري ووائل جمعة وعماد النحاس ومحمد عبد الوهاب وأحمد فتحي ومحمد بركات ومحمد شوقي ومحمد أبو تريكة وعماد متعب، بجانب بعض المحترفين في أوروبا مثل حسني عبد ربه وأحمد حسن وعبد الظاهر السقا وأحمد حسام ميدو، وعدد قليل من لاعبي الأندية المصرية الأخرى مثل إبراهيم سعيد وعبد الحليم علي، وقد نجح "المعلم" في خلق توليفة جميلة من الجميع لقيادة الفراعنة للإنجاز التاريخي في القارة السمراء.
gettyالأهلي لم يضم تلك المجموعة من النجوم مرة واحدة، بل على مدار فترات الانتقالات في النصف الثاني من العقد الأول من الألفية الجديدة، وقد رحل عنه البعض للاحتراف في أوروبا وانضم له البعض قادمًا من القارة العجوز، لكن المهم أن جُل لاعبي المنتخب المصري كانوا يلعبون معًا بالقميص الأحمر وهو ما ساهم في انسجامهم معًا داخل وخارج الملعب، فنيًا ونفسيًا وذهنيًا، مما ساعد المدرب حسن شحاتة كثيرًا.
الهلال السعودي يمتلك العديد من نجوم المنتخب الوطني، مثل محمد البريك وياسر الشهراني وسلمان الفرج ومحمد كنو وعلي البليهي وصالح الشهري وسالم الدوسري، ولكن النادي لم يكتف بهم وأضاف لهم خلال سوق الانتقالات الشتوي الأخير 3 جدد هم محمد العويس وسعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي، بجانب عبد الله الحمدان الذي كان قد ضمه في يناير 2021.
Hilal Twitter & Goal ARأصبح بذلك جُل قوام الأخضر من لاعبي الهلال، نحن نتحدث عن 7-9 لاعبين تقريبًا من التشكيل الأساسي، و2-3 من بدلاء الصف الأول، ومما يبدو أن الزعيم في طريقه لضم المزيد من النجوم المحليين خلال المواسم القادمة ليحافظ على مستوى الجودة العالي جدًا للاعبين السعوديين، والذي يُعد نقطة قوته الكبرى في السنوات الأخيرة.
الهلال يسير على خطى الأهلي لكن في قارة آسيا، إذ يُحقق مؤخرًا نتائج مبهرة محليًا وقاريًا، وقد نجح في الفوز بدوري أبطال آسيا مرتين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة وتُوج بالدوري السعودي آخر موسمين، ويبدو أن السنوات القادمة ستحمل المزيد من النجاح خاصة مع توفير الإدارة كل ما يلزم لذلك والتعاقد مع عدد من النجوم الأجانب القادرين على زيادة جودة اللاعبين المحليين، سواء بزيادة التنافسية داخل الفريق أو بالاستفادة من الاحتكاك بهم.
المنتخب السعودي قادر على الاستفادة من تلك الحالة بشكل كبير، خاصة بامتلاكه المدرب المخضرم هيرفي رينارد القادر على صناعة "الخلطة" الممتازة من أولئك اللاعبين مع نجوم الأندية السعودية الأخرى أمثال عبد الإله العمري ومهند الشنقيطي وخالد الغنام وسامي النجعي وفراس البريكان وفهد المولد وعبد الرحمن العبود.
وجود العديد من لاعبي المنتخب معًا في نادٍ واحد يُوفر الكثير من الوقت والجهد على المدرب، لأن انسجامهم معًا يكون في أفضل درجاته، سواء في الملعب أو غرفة الملابس وفندق الإقامة، خاصة إن نجح هؤلاء النجوم في استيعاب واحتواء اللاعبين القادمين من أندية أخرى كما فعل نجوم الأهلي مع زملائهم في منتخب مصر.
البعض أطلق بالفعل لقب "المنتخب الأزرق" على الأخضر السعودي لضمه العديد من نجوم الهلال، هنا يبقى السؤال .. هل ستكرر تجربة الأهلي ومنتخب مصر مع الهلال والمنتخب السعودي ونرى الأخضر يُتوج بالألقاب ويُحقق الإنجازات في السنوات القليلة القادمة؟
