ساعات قليلة تفصلنا عن ختام واحد من أطول وأغرب مواسم كرة القدم بنهائي دوري أبطال أوروبا الذي يقام بين بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان.
المواجهة التي تقام مساء الأحد ستطلق صافرة النهاية لأطول موسم على الإطلاق في كرة القدم بعد عام عامل على بدايته.
ولتستمر غرابة الموسم أعلنت مجلة "فرانس فوتبول" قبل أسابيع عن إلغاء جائزة الكرة الذهبية لأول مرة منذ انطلاقها بسبب الظروف الحالية.
لكن ماذا لو لم يتم إلغاء الجائزة؟ ومن يستحقها أكثر من غيره في ظل التألق الكبير للثنائي روبرت ليفاندوفسكي ونيمار دا سيلفا؟
روبرت ليفاندوفسكي .. أعظم مواسمه رقميًا
النجم البولندي يمر بأفضل موسم له على المستوى الفردي في مسيرته منذ أن بدأ لعب كرة القدم بعدما حطم كل تلك الأرقام القياسية.
ليفاندوفسكي على المستوى الجماعي أيضًا في طريقه لإنجاز هو الأول من نوعه بالنسبة له كان قد شاهد بايرن ميونخ يحققه أمام أعينه قبل سبع سنوات عندما نال البافاري لقب دوري أبطال أوروبا لآخر مرة وأتم الثلاثية التاريخية الأولى له.
أرقام ليفاندوفسكي لا تقارن مع أي لاعب آخر في الموسم الجاري، اللاعب خاض 46 مباراة مع بايرن ميونخ حتى الآن، بواقع 4045 دقيقة.

سجل البولندي 55 هدفًا منهم سبعة من ركلات جزاء وهي نسبة مئوية لم تتجاوز الـ 13% من إجمالي أهدافه في كل البطولات، وبواقع هدف كل 74 دقيقة.
ومع كل تلك الفرص التي أتيحت له للتسجيل أهدر ليفاندوفسكي 41 فرصة خطيرة من أصل 87 أتيحت له، أي حوالي 47٪ مقابل تسجيله لـ 53%.
وعلى مستوى مساعدة زملائه صنع البولندي تسعة أهداف في كل البطولات، بإجمالي 63 فرصة خطيرة نجح فيها بوضع زملائه أمام مرمى الخصوم في مواقف سهلة نسبيًا للتسجيل.
نيمار .. لا مقارنة مع ليفاندوفسكي
المقارنة الرقمية بين نيمار وليفاندوفسكي لن تكون في صالح البرازيلي أبدًا في ظل غيابه لفترات طويلة هذا الموسم بسبب الإصابة.
نيمار شارك في 26 مباراة فقط أي أكثر من نصف عدد المباريات التي لعبها ليفاندوفسكي بقليل، وسجل النجم البرازيلي 19 هدفًا فقط.
نجم ومدرب باريس السابق: نيمار في مستوى الكرة الذهبية
خمسة أهداف من تلك الـ 19 جاء من ركلات جزاء وكل ذلك حدث في 2295 دقيقة لعبهم مع الفريق الباريسي في كل البطولات، ليكون معدل التسجيل الخاص به هو مرة كل 121 دقيقة.
أما عن الفرص المحققة فأهدر نيمار 19 فرصة أمام مرمى الخصوم من أصل 32 كانت متاحة أمامه، وسجل 13 فقط، وهو معدل أسوأ بشكل واضح من ليفاندوفسكي بواقع خسارة حوالي 60% من الفرصة الكبيرة التي أتيحت له.
الجانب الوحيد الذي تفوق فيه نيمار بوضوح بالرغم من عدد الدقائق الأقل هو الصناعة، حيث صنع البرازيلي 11 هدفًا لزملائه من أصل 67 فرصة كبيرة وضعهم فيها.
لماذا يستحق ليفاندوفسكي الكرة الذهبية؟
بعيدًا عن الأرقام التي تشير بجدارة لاستحقاق ليفاندوفسكي للكرة الذهبية، فهناك عدة أسباب أخرى تمنع نيمار من الحصول عليها في وجود البولندي في الساحة.
ليفاندوفسكي يبلغ من العمر الـ 32 وفرص تكرار مثل ذلك الموسم ستكون أقل دون شكل في السنوات المقبلة، لذلك قد تكون تلك هي فرصته الأخيرة للفوز بها، كما كان الحال لمودريتش قبل عامين.
(C)Getty Imagesبالإضافة لذلك فنيمار تغيب عن 15 مباراة خلال الموسم، وبواقع 120 يومًا، أي ما تجاوز ثلث العام بسبب الإصابات المتكررة له.
ولا أعتقد أن أحدنا يتذكر آخر لاعب تغيب لتلك الفترة أو لهذا العدد من المباريات عن فريقه ثم تم تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم.
نيمار ليس حتى الأفضل في باريس سان جيرمان ليكون الأفضل في العالم عن العام الماضي، فكيليان مبابي كان موسمه أفضل على كافة المستويات سواء الفنية أو البدنية، فكيف للبرازيلي التغلب على ليفاندوفسكي الذي هو أفضل هذا العام من الثنائي سويًا؟
وربما لا يكون إلغاء الكرة الذهبية نهاية المطاف بالنسبة لليفاندوفسكي، فلا يزال أمامه فرصه للظفر بجائزة الأفضل التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم.




