Bican Messi Ronaldo peleGETTY

ميسي وكريستيانو رونالدو .. أكذوبة الهداف التاريخي بين بيليه وبيكان!

كريستيانو رونالدو عادل رقم جوزيف بيكان ليصبح الأكثر تهديفًا في التاريخ!

لا، بيكان أحرز 805 هدفًا وليس 759 وبالتالي لا تزال الرحلة طويلة ولم يصبح صاروخ ماديرا الهداف التاريخي.

انتظر للخطة، سبارتا براج يؤكد أنّ بيكان سجل أكثر من ألف هدف وليس فقط 805، إنّه الأمر ذاته الذي ينطبق على ليونيل ميسي حينما حطم رقم بيليه كأكثر لاعب تسجيلًا للأهداف مع فريق واحد ليخرج لنا سانتوس البرازيلي ويؤكد أنّ الجوهرة السمراء أحرز أكثر من 1000 هدف.

الأمر ليس جديدًا، فحينما سجل ميسي 91 هدفًا في 2012 كأكثر لاعب إحرازًا للأهداف في عام ميلادي واحد، خرج علينا النجم الزامبي، تشيتالو، ليؤكد تسجيله 107 هدفًا في عام 1972 لكن الاتحاد الدولي لم يحتسبه.

أرقام حطمها ميسي ورونالدو في سجل الهدافين، ومع كل مرة يظهر من يؤكد أنّ هذا الأمر غير حقيقي وهذه الأرقام ليست دقيقة. فهل حقًا هذه أكذوبة من أكاذيب اللعبة؟

نحو تفسير الأرقام

Messi Pele and RonaldoGoal/Getty

حينما صنع ميسي أول أهدافه في الموسم الحالي أصبح أول لاعب في التاريخ يصنع 300 هدف، وبما أنّ سجله التهديفي تجاوز 700 هدف، فأضحى أول لاعب يساهم في أكثر من 1000 هدف.

ورغم أنّ ما صنعه ميسي حقيقي ويمكن حتى مشاهدة مقاطع للفيديو لجميع الأهداف التي صنعها منذ ظهوره مع الفريق الأول في 2004 حتى الآن، لكن اعتباره الأكثر في التاريخ أمر غير دقيق.

لأنه قبل السؤال عما قدمه ميسي يجب في البداية معرفة تاريخ الإحصائيات في كرة القدم، وهل كان احتساب الأهداف في السابق بسهولة ما يحدث في الوقت الحالي؟

صعوبة احتساب العديد من الأهداف سواء بالتسجيل أو الصناعة جعل هناك تضاربًا كبيرًا في الأرقام، فربما حقًا أحرز بيكان أكثر من 800 هدف أو ربما حتى 1000 لكن لا يوجد أي دليل دامغ على ذلك أو ذاك، لأنّه ببساطة هناك العديد من المباريات غير المسجلة، فما بالك بالأهداف.

لعبة الأرقام صعبة للغاية، وربما يبدو الآن الأمر أسهل ويمكن تقييم كل لاعب رقميًا بداية بعدد الكرات التي لمسها حتى نسبة الأهداف المتوقعة، لكن في الماضي كان الأمر شبه مستحيل، بل حتى لا يمكن إيجاد أرقام كاملة تلخص مسيرة لاعبين اعتزلوا منذ 10 سنوات أو أقل مثل الظاهرة رونالدو أو زين الدين زيدان، فما بالك بمن لعب في سنوات ما قبل البث التلفزيوني.

قبل انطلاق السوبر الإسباني .. هل يرتدي ريال مدريد حذاء برشلونة؟

المقارنات الظالمة

Messi PeleGetty Images / Goal

ميسي أم مارادونا؟ بيليه أم كريستيانو رونالدو؟ هذه المقارنات بدت ظالمة لأنها تتحدث عن جيلين مختلفين وظروف رياضية متباعدة، لكن الأهم هل الأرقام تُعامل بالمثل؟

حينما ذكر سانتوس أنّ بيليه سجل أكثر من ميسي، أكدوا أنّ عدد الأهداف الرسمية هو ذاته ما حطمه البرغوث، لكن هناك العديد من المباريات الودية التي سجل فيها، وبالتالي أحرز أكثر من 1000 هدفًا.

ربما يسخر البعض من فكرة احتساب الأهداف في المباريات الودية – هم بالفعل يسخرون – ولكن هذا أيضًا اجتزاء واقعة من مدلولها، فالمباريات الودية في الماضي لم تكن بنفس أهمية الوقت الحالي.

هناك العديد من المباريات التي جاءت لتسويق اللعبة وبالتالي أمام فرق قوية وبتشكيل كامل وبندية كبيرة، وبالتالي لم يتم معاملتها مثل معاملة المباريات الودية التحضيرية في السنوات الأخيرة.

بطولات كثيرة – منها دوري أبطال أوروبا – بدأت بشكل ودي ودون تنظيم حقيقي خاضع لاتحاد محدد قبل أن تصبح فيما بعد تابعة لاتحاد قاري أو دولي وتتحول لبطولة رسمية.

لاعبون كثر خاضوا هذه المباريات الودية بنفس الندية لأنّ الفصل بين الودي والرسمي لم يكن واضحًا مع مهد كرة القدم.

كل هذا مجرد عامل واحد فقط من عوامل أخرى مثل اختلاف التطور التكنولوجي ونوعية الكرة المستخدمة وكذلك الأحذية وأرضية الملعب وجدول المباريات المنظم وغيرها من الأمور التي تجعل حتى المقارنة الرقمية غير عادلة.

ربما يكون ميسي الأكثر تهديفًا مع فريق واحد، وربما رونالدو هو الأكثر على الإطلاق، وربما في الحقيقة سجل بيليه وبيكان أكثر من ذلك، لكننا لن نعرف أبدًا ولن نصل لحقيقة مطلقة.

الأكيد أنّ ميسي حقق إنجازًا تاريخيًا لا يمكن إغفاله، وأهداف رونالدو الكثيرة تخلده في التاريخ دون شك، وسواء كان الأكثر أو الأقل، فما نراه من الثنائي في مسيرة امتدت نحو 16 عامًا أو أكثر أمر إعجازي قد لا يتكرر في المستقبل.

إعلان