يوم واحد يفصلنا على انطلاق بطولة السوبر الإسباني في نسختها الثانية من حلتها الجديدة بنظام الدورة الرباعية.
برشلونة وصيف الدوري الموسم الماضي يواجه ريال سوسييداد أحد طرفي نهائي كأس الملك، ثم بعد يوم آخر يلعب بطل الليجا ريال مدريد أمام الطرف الآخر في النهائي أتلتيك بيلباو.
كل فريق يسعى للفوز باللقب وبالأخص ريال مدريد وبرشلونة، فالنادي الملكي يحاول إزالة الشكوك حول إمكانيات الفريق بعد التراجع الأخير، والبلوجرانا يحاول إثبات أنّ المباريات الأخيرة ليست طفرة لكن نقطة انطلاق، وفرصة لتحقيق أول لقب منذ التتويج بالدوري في مايو 2019.
ما يحدث في الفترة الحالية يعيد الذكريات لسيناريو يناير 2020 والنسخة الأولى من البطولة الرباعية في كأس السوبر، ولكن ريال مدريد بدّل أدواره مع برشلونة، فهل تسير الأحداث بنفس الطريقة؟
أزمة فالفيردي وزيدان
Getty Imagesفي موسم 2019-2020 ظهر الفريق في البدايات مع إرنستو فالفيردي بشكل سيئ وبمستويات أقل من المعتاد، صحيح كان متصدرًا للدوري الإسباني لكن الأداء متذبذب، فتارة يفوز الفريق بأداء جيد ويتفوق على إنتر ذهابًا وإيابًا في دوري أبطال أوروبا، وتارة يقدم مستويات باهتة ويتراجع أمام فرق في المتناول وقريبة من الهبوط مثل إسبانيول.
إرنستو فالفيردي كان تحت مقصلة الإقالة في أغلب فترات الموسم، وجاءت الطامة الكبرى بالوداع من نصف نهائي كأس الملك أمام أتلتيكو مدريد وانتهاء الأمر بوصول اللقب إلى الغريم ريال مدريد.
لو نقلنا الجبهة على ريال مدريد في الوقت الحالي نجد الأمر متشابهًا نوعًا ما، فريق يقدم مستويات متذبذبة في موسم 2020-2021 ويسقط أمام قادش وألافيس على أرضه ثم ينتصر أمام إشبيلية خارج ملعبه وبعدها في الديربي، كما تفوق على إنتر ذهابًا وإيابًا وتصدر مجموعته في الأبطال رغم سوء الأداء.
زين الدين زيدان بدوره يعيش تحت مقصلة الإقالة في فترات طويلة، وكلما تحين النهاية يحقق الفريق انتصارًا أو اثنين ويمنح لنفسه فرصة للبقاء.
برشلونة قبل انطلاق السوبر الإسباني كان يعيش حالة من التراجع على مستوى الأداء والنتائج بينما ريال مدريد بدأ في الانتفاض وتقديم الأفضل، والعام الحالي الأمر منعكس.
موعد انطلاق بطولة السوبر الإسباني 2021 والقنوات الناقلة
الرغبة والرغبة المضادة
Gettyفي سوبر 2020، كانت رغبة ريال مدريد هي الفوز بأول لقب منذ التتويج بكأس العالم للأندية مع سانتياجو سولاري في ديسمبر 2018، وتجاوز أحزان الموسم الصفري 2018-2019 بحصد لقب يثبت أن النادي الملكي لن يموت.
ريال مدريد لعب البطولة بهذه الرغبة ووفقًا لتلك الإرادة وبالتالي استطاع أن يحقق اللقب رغم الصعوبات ورغم الأزمات وينطلق بعدها ليفوز بالدوري الإسباني مع انتهاء الموسم.
برشلونة في 2021 يمتلك رغبة كبيرة أيضًا لتحقيق السوبر الإسباني وأصبحت للبطولة قيمة مختلفة بسبب ما جرى العام الماضي من الخروج دون ألقاب للمرة الأولى منذ 2014.
مع مدرب هو من أساطير النادي لاعبًا – مثل زيدان بالنسبة لريال مدريد – والذي ساهم في جلب دوري أبطال أوروبا 1992 – مثلما فعل زيدان في 2002 للملكي – أصبحت الرغبة هنا والرغبة هناك كبيرة للتتويج باللقب وفرصة للانطلاق للأمام.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة ومؤثرة في موسم ريال مدريد وبرشلونة، فالأول يحتاج للقب وإخماد صحوة الغريم، والثاني يقاتل لإثبات نفسه وكيانه وقدرته على العودة لمنصات التتويج.
