ozil(C)Getty Images

مسعود أوزيل في آرسنال .. متخاذل أم تم التجني عليه؟

انتهت أخيرًا قصة مسعود أوزيل وآرسنال، بانتقال صانع الألعاب الألماني إلى فنربخشه التركي، فريق طفولته، في صفقة انتقال حر خلال شهر يناير الجاري.

فترة طويلة من المناوشات، بدأت بعد رحيل أرسين فينجر وقدوم الإسباني أوناي إيمري، وصولًا بمواطنه ميكيل أرتيتا الذي كتب كلمة النهاية في مسيرة اللاعب مع المدفعجية.

اتهامات بالتخاذل والكسل بعد التجديد بمقابل ضخم وراتب تصل قيمته إلى 350 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا، واستبعاد كامل له من قائمة الفريق في العديد من المباريات، لتتعقد الأمور على اللاعب ويصبح الطريق الوحيد هو الرحيل.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

والآن بعد نهاية الأزمة ومغادرة أوزيل لملعب الإمارات، هل كان يستحق هذه المعاملة أم تم التجني عليه؟

أشياء لا يمكن إنكارها

Mesut Ozil, Alexis Sanchez, Arsene Wenger, Arsenal, 17/18Getty Images

لاشك أن لحظة توقيع آرسنال مع أوزيل في 2 سبتمبر 2013، كانت من أهم اللحظات في تاريخ النادي الإنجليزي، ليس لمجرد ضمه بـ47 مليون يورو من ريال مدريد ولكن للعديد من الأسباب.

السبب الأهم كان دخول آرسنال في مرحلة جديدة بعد فترة من التقشف توقف خلالها النادي عن استقطاب النجوم، وتم وضع السقف الشهير بعدم ضم أي لاعب تزيد قيمته عن 15 مليون جنيه استرليني.

المدفعجية وقتها عانوا لسنوات طويلة من جفاف في البطولات، حيث لم يصعد الفريق لمنصات التتويج منذ 2005 عندما فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي.

أوزيل ساهم في نهاية هذا الجفاف تمامًا، حيث فاز في الموسم الأول له بكأس الاتحاد، وشارك بشكل فعال في لقبين آخرين في 2015 و2017 وحصل على لقب آخر في 2020 دون وجود مساهمة تذكر.

وجود الألماني فتح الباب كذلك لقدوم المزيد من النجوم، مثل أليكسيس سانشيز وبيتر تشيك وجرانيت جاكا وألكسندر لاكازيت، بعد سنوات من عجز النادي عن استقطاب العناصر المميزة بسبب قلة النجوم بالفريق.

فترة الازدهار

2016-11-09-arsenal-mesut-ozilGetty Images

إدارة آرسنال ارتكبت جريمة في حق النادي عندما عجزت عن التعاقد مع مهاجم كبير في موسم 2015/2016 عندما كان الفريق على أتم الاستعداد للفوز بالدوري.

الفريق تعاقد وقتها مع التشيكي العملاق بيتر تشيك، وكان يتمتع بصلابة دفاعية بعد سنوات من المعاناة، ووسط مميز بقيادة سانتي كازورلا وأوزيل، حيث كانت المشكلة في الهجوم بوجود أليكسيس سانشيز وأوليفييه جيرو وثيو والكوت.

جيرو قرر خوض 13 مباراة متواصلة دون تسجيل أي أهداف في الدوري الإنجليزي، ليصبح السبب الرئيسي في عدم تتويج الفريق بالدوري.

ولكن اللوم هنا يقع على إدارة آرسنال والمدرب أرسين فينجر، بعدما رفضوا التعاقد مع أي لاعب واكتفوا بضم تشيك في حراسة المرمى.

أوزيل وقتها كان يعيش أفضل فتراته، حيث صنع 19 هدفًا وسجل 6 أهداف وكان العنصر الأميز بالفريق مع سانشيز.

Embed OnlySocial

المواسم الأولى كانت مميزة للألماني ولكن المشكلة كانت في عدم وجود عناصر كافية لقيادة الفريق لتحقيق البطولات وخاصة في خط الهجوم.

صاحب الـ32 سنة، صنع 77 هدفًا من 2021 وحتى 2013، الرقم الذي لا يبدو ضخمًا للاعب بقدراته وحجمه.

ولكن اللاعب الذي يصنع الفرص ليس مسؤوًلا عن تسجيلها، لذلك لو نظرنا لعدد الفرص التي صنعها أوزيل سنجدها تصل إلى 737 وهذا ما يعكس قيمته وموهبته التي أهدرت في أفضل حالاتها.

عندما تضع أي لاعب كصانع ألعاب خلف سيرخيو أجويرو أو لويس سواريز فهناك نتيجة يمكنك توقعها، وعندما تضعه خلف جيرو فالنتيجة معروفة أيضًا.

بداية السقوط

Mesut Ozil, Unai Emery, ArsenalGetty

رغم المستويات المبهرة التي كان يقدمها أوزيل في العديد من الفترات مع آرسنال، إلا أنه تخاذل في بعض الأوقات عن مساعدة الفريق، وظهرت عليه حالة من الانهزامية لذلك يجب توجيه اللوم له أيضًا على ما وصل له.

فينجر أثبت طوال مسيرته أنه كان قادرًا على حماية لاعبيه، حتى عندما كان يتخلى عنهم، الأمر كان يحدث في هدوء تام، ولذلك اختلفت الأمور بعد رحيله.

أسلوب أوزيل كصانع ألعاب كلاسيكي لم يقنع إيمري، لذلك استبعده من الفريق وقام بتهميشه بشكل كامل، وسط إصرار من إدارة النادي على التخلص منه بسبب راتبه الضخم.

الألماني حصل على بعض الفرص ولكنه لم يبذل الجهد الكافي لاستغلالها، لتتاح له فرصة جديدة مع أرتيتا الذي أظهر ثقة واضحة به في المباريات الأولى، ووقتها كانت الأمور تحت سيطرته ويمكنه التحكم فيها.

غياب آرسنال عن دوري أبطال أوروبا بشكل مستمر، وضع الكثير من الضغوط على النادي الإنجليزي، وجعله يفكر جديًا في تقليص الرواتب وأوزيل كان العنصر الأبرز الذي يحصل على راتب كبير دون مقابل مناسب في الملعب.

اقرأ أيضًا .. لعنة ريال مدريد؟ بعد أوزيل .. فنربخشه يطلب هازارد

مورينيو يفتح النار على أوزيل بعد تصريحاته ضد توتنهام

وقتها يظهر هنا اللغز، عندما حدثت أزمته مع الصين ورفضه لتخفيض راتبه خلال أزمة كورونا، لتصبح الأمور غامضة تمامًا، رغم تأكيدات أرتيتا أن السبب كان مستواه في الملعب.

ولنفترض أن مستوى أوزيل كان بهذا السوء، ولا يتناسب مع أسلوب الكرة الحديثة بالضغط والمساندة الدفاعية، هل جو ويلوك أفضل منه؟ ونفس الأمر لويليان وغيرهم.

الفريق عانى لفترة طويلة بسبب عدم وجود صانع ألعاب، وأرتيتا لم يفكر حتى في تجربة حظه مع أوزيل، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول الأسباب الرياضية، لتصبح المشاكل المالية هي الأكثر قابلية للتصديق مع أزمة الصين.

وهو ما يعني أن المشكلة لم تكن داخل الملعب، ووقتها من الصعب الحكم وتوجيه اللوم على اللاعب، هل كان يجب عليه إظهار المزيد من المرونة في موقفه مع النادي؟ ربما، ولكن الطريقة التي تمت معاملته بها لا تمت للاحترافية بأي صلة، لذلك رحيله كان الخيار الأفضل للجميع، لأن الأطراف المعنية لم تبذل كل ما عليها لإنهاء القصة بشكل أفضل.

إعلان