يستمر الصداع الدائر في مانشستر يونايتد هذا الموسم، وسط حالة من الفوضى داخل أركان الشياطين الحمر داخل وخارج الملعب.
مهمة أولي جونار سولشاير انتهت، ليأتي الألماني رالف رانجنيك من أجل بث الأمان والاطمئنان داخل النادي ولو بشكل مؤقت.
رانجنيك فشل في هذه المهمة بكل ما يمتلكه من خبرة، بل استمرت الفوضى ووصلت إلى أنباء حول توتر العلاقة مع كريستيانو رونالدو.
البرتغالي غاب عن الشياطين الحمر في ديربي مانشستر الأخير ضد سيتي، وما توفر من معلومات أن الغياب جاء بسبب الإصابة.
البعض الآخر ذهب إلى أن الغياب كان دبلوماسيًا بسبب هبوط مستوى صاحب الـ37 سنة، وهو ما يصعب نفيه وفقًا للمعطيات الحالية.
معاملة غير مقبولة
Getty Imagesرونالدو كان على وشك الانتقال إلى الغريم التقليدي سيتي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لكنه قرر العودة إلى بيته القديم في اللحظات الأخيرة.
ربما لم يتخذ البرتغالي القرار الصحيح، برفض المشروع الأكثر استقرارًا، والذهاب لمشروع آخر تحيط به الكثير من الشكوك.
المهاجم المخضرم يبدو أنه يحظى بالتقدير الذي يستحقه من الجمهور فقط، وليس من خلال الإدارة أو الأطقم التدريبية.
Gettyسبق أن جلس على دكة البدلاء في عهد سولشاير ولم يحصل على شارة القيادة، وليس هو المسدد الأول لركلات الجزاء رغم اعتباره أحد أفضل المسددين في العالم، والآن هناك أنباء حول قيام رانجنيك باستبعاده ضد سيتي.
والأمر وصل الآن إلى تحميل رونالدو كل ما يحدث من فوضى داخل النادي، وأن صفقته أفسدت المنظومة التي كونها سولشاير، ليفقد اللاعب بريقه وتظهر عليه علامات عدم الراحة.
Gettyجاري نيفيل أسطورة يونايتد قال في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس":"ربما نرى بعض اللمحات منهما، ولكن لا شك أن رونالدو وميسي يقتربان من نهاية مسيرتهما الكروية".
وأضاف:"هما يتلاشان من المستويات التي كانا عليها من قبل، ليسا من أفضل اللاعبين في العالم خلال الوقت الحالي".
وهو ما يضعنا أمام حقيقة أن سوق الانتقالات القادم، سيكون فرصة ذهبية للبرتغالي لإنقاذ مسيرته، وإعادة نفسه ضمن أفضل اللاعبين في العالم بالرحيل عن أولد ترافورد.
ماذا عن الأداء؟
Getty Imagesمن الواضح أن إدارة يونايتد أخطأت في اختيارها لرانجنيك من البداية، لأنه لم يتم اختباره على أعلى المستويات قبل قدومه إلى الشياطين الحمر.
الألماني المخضرم يواصل فشله في ترك بصمته على الفريق سواء من الناحية الفردية أو الجماعية لو نظرنا إلى المنظومة الحالية.
هاري ماجواير يظهر بأسوأ مستوياته ونفس الأمر لرافاييل فاران، حتى برونو لم يعد بنفس التوهج ورونالدو يعيش مرحلته الأسوأ في مسيرته.
كوارث دفاعية مستمرة وشكل هجومي غير معروف وواضح يعتمد بشكل أكبر على الاجتهادات الفردية لبعض اللاعبين.
النتائج متخبطة بتعادلات مع بيرنلي وساوثامبتون وواتفورد، وخسارة قاسية من مانشستر سيتي بنتيجة 4/1، ليصبح التواجد ضمن الأربعة الكبار على المحك.
الفريق يحتل المركز الخامس بجدول الدوري الإنجليزي بـ47 نقطة، بفارق نقطة عن آرسنال الرابع الذي يمتلك 3 مباريات إضافية، كما يتواجد الشياطين الحمر في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، ولكن مهمته ليست سهلة ضد أتلتيكو مدريد رغم التعادل 1/1 على أرض الفريق الإسباني.
ويقبل رانجنيك على مرحلة غاية في الصعوبة، باللعب ضد توتنهام، أتلتيكو مدريد، وليستر سيتي في فترة قصيرة، وهي المواجهات القادرة على إنهاء طموحاته بشكل كامل هذا الموسم محليًا وأوروبيًا.
مستقبل مجهول
Getty Imagesفي الوقت الحالي انتشرت العديد من التقارير حول اجتماع إدارة الشياطين الحمر، بخصوص اختيار المدرب الجديد بعد نهاية فترة رانجنيك المؤقتة.
الأنباء الحالية تشير إلى احتمالية قدوم إريك تن هاج، ماوريسيو بوتشيتينو أو رالف هازنهاتل، وهي الخيارات التي قد تحمل بعض الجدل.
يمتلك بوتشيتينو الخبرة الكافية في الدوري الإنجليزي، لكن تجربته الحالية مع باريس سان جيرمان، وضعت العديد من علامات الاستفهام حول قدرته على إدارة الكبار.
رانجنيك سبق أن تحدث عن العشوائية في اختيار الصفقات وعدم التركيز على بناء المشروع في يونايتد، وهو بالمناسبة الأمر الذي يشتكي منه بوتشيتينو ويبرر به فشله في باريس، فهل تتغير السياسة في أولد ترافورد من أجل الأرجنتيني؟
وقد يكون الهولندي تن هاج هو الاسم الأكثر بريقًا في أعين الجمهور حاليًا بسبب كل ما يفعله مع أياكس، ولكن هل يمكنه تكرار نفس الشيء على مستوى أعلى في الدوري الإنجليزي؟
ويبقى هازنهاتل هو الخيار الأضعف والأقل جاذبية، مع اقتراب الإعلان عن المدرب القادم خلال بضعة أسابيع، نحو مستقبل معالمه مجهولة ومقلقة لجماهير الشياطين الحمر بسبب سنوات من التخبط وسوء التنظيم.
اقرأ أيضًا ..