شهدت جائزة الكرة الذهبية تغيرات جديدة أعلنتها صحيفة " فرانس فوتبول" لتحدث جدلًا واسعًا حول مدى استحقاق بعض اللاعبين في السابق للجائزة.
حيث أن الكرة الذهبية هي أحد أهم الجوائز الفردية التي دومًا ما يسعى لاعبي الصف الأول لحسمها، وإلا ما كان تحدث كريستيانو رونالدو من قبل عن رغبته في الحصول على أكبر عدد ممكن منها.
وبحسب ما أعلنته الصحيفة الفرنسية، فهناك معايير جديدة لاختيار الفائز بالكرة الذهبية، وأولها أن التقييم سيحدث على الموسم الكروي بدلًا من السنة التقويمية، بما يعني أن بطولات الصيف التي يشارك فيها اللاعبون مع منتخباتهم لن تكون في الحسبان.
بينما تم تقليص عدد الصحفيين المصوتين في الجائزة إلى 100 صحفي فقط، يتم اختيارهم على أساس أول 100 دولة في التصنيف.
وهو الأمر الذي يجعلنا نطرح التساؤل عن السنين الماضية، فماذا لو كانت تلك هي المعايير الثابتة منذ وجود الجائزة؟ هل كان ليظل ترتيب اللاعبين الحاصلين على الكرة الذهبية كما هو؟
استياء فرنسي وفرحة برتغالية وأحقية أرجنتينية
في عام 2013 حصل كريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية بعد موسم جيد قدمه اللاعب، وفي نفس هذا الوقت كان فرانك ريبيري جناح بايرن ميونخ يلمع بشدة في الملاعب الأوروبية، أما البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي فكان يقدم واحد من أفضل مواسمه الفردية من حيث الأرقام.
Goalوكان "فيفا" قد أثار جدلًا واسعًا بعدما قرر تمديد فترة التصويت إلى ما بعد انتهاء مباريات الملحق الأوروبي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014، وهي الفترة التي شهدت تألق رونالدو بشكل لافت، حيث سجل هاتريك في مباراة منتخب بلاده أمام السويد ليصعد بالبرتغال إلى البطولة.
وهو الأمر الذي استنكره فرانك ريبيري وقتها، وأعرب عن غضبه من خلال وصف ما حدث ب "وصمة عار"، لكن قرر اللاعب حضور حفل الفيفا حيث أوضح أنه لا يشعر بقلق، وفي النهاية حسمت الجائزة لصالح رونالدو.
والغريب في تلك الفترة أن المنافسة كان مسلطة حول البرتغالي والفرنسي، وكان المعيار لاختيار البطل وقتها غير واضح، حيث أن ريبيري كان مدعم بحيازته لدوري الأبطال، فيما أن الدون كان يستند على صعود بمنتخب بلاده بعد أداء استثنائي قدمه في الملحق الأوروبي، وكان ميسي منتظرًا من بعيد أن يتم تقييم موسمه بشكل عادل.
وفي النهاية انتصر رونالدو من خلال فترة صغيرة قدمها لمع فيها البرتغالي، وهو ما طرح العديد من الأسئلة حول المعايير الموجودة من قبل صحيفة فرانس فوتبول لاختيار الفائز.
صلاح كان يستحقها
Getty Imagesفي موسم 17-18 شارك الدولي المصري محمد صلاح في 52 مباراة مع فريق ليفربول، سجل من خلالهم 44 هدفًا وصنع 16، وقدم الجناح السريع موسمًا يعد هو الأبرز في مسيرته حتى الآن.
ترشيح صلاح للكرة الذهبية كان منطقيًا للغاية، فكان هذا أول موسم للمصري في الملاعب الإنجليزية الذي صار يسجل ويصنع بمعدلات مرتفعة، حتى أنه تجاوز رقم كريستيانو رونالدو التاريخي بكونه أكثر لاعب سجل أهدافًا في موسم واحد في بطولة الدوري الإنجليزي بإحرازه 32 هدفًا.
أما عن مودريتش فقدم موسمًا مميزًا مع ريال مدريد، لا يرتقي لكونه استثنائي، لكن ما زاد من أسهم الكرواتي هو مشاركته الفعالة مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم روسيا 2018، حيث استطاع متوسط ميدان ريال مدريد قيادة كرواتيا إلى مباراة النهائي.
حسمت الكرة الذهبية لصالح مودريتش وسط استعجاب من الكثير من المحللين، فكان يفتقد الأمر للمنطق، حيث أن صلاح قدم موسمًا خرافيًا، أمام فترة مميزة قضاها الكرواتي في كأس العالم، فكيف تكون الغلبة لحساب فترة على موسم كامل؟
من يستحقها الآن؟
Getty Imagesبوجود المعايير الجديدة بات الأمر أكثر حماسيًا، فالعدل الآن هو العنصر الأساسي لكي تحصل على الجائزة، حيث أن تقييم موسم كامل بخلاف ما يحدث خارجه سيشجع اللاعبين على أداء أفضل مستوى لهم في مباريات الدوري المحلي ودوري الأبطال.
وبالنظر إلى القائمة الموجود حاليًا بين اللاعبين المميزين، سنجد تفوق واضح يقف في صف الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، كما أن محمد صلاح قد قدم انطلاقة مميزة هذا الموسم، يمكنه البناء عليها، كما أن ليفاندوفسكي يظل كعادته في آخر السنوات أحد أبرز الأسماء الموجودة.
والمهم في الفترة القادمة ليس اسم الفائز بالجائزة، بل هو الشعور الحقيقي بالاستحقاق الذي بات موجودًا بشكل أكبر الآن، فكم هي المواسم المميزة التي لم ينظر إليها لبعض اللاعبين، لحساب فترات استثنائية حسمت الكرة الذهبية لآخرون.
اقرأ أيضًا..
صلاح يقترب ومحرز بعيد .. قائمة هدافين إفريقيا في دوري أبطال أوروبا
ريال مدريد وباريس | عبقرية بنزيما وكوارث ثلاثية ميسي ونيمار ومبابي
ليلة محبطة في "برنابيو" .. ميسي "الشبح" لم يقدم شيئًا ضد ريال مدريد
