Marcelo Bielsa Leeds United 2021-22Getty Images

محاضر لا يصلح للتدريب أم ضحية الإصابات؟ تجربة بييلسا مع ليدز في الميزان!

رحل مارسيلو بييلسا عن ليدز يونايتد بعد ثلاث سنوات ونصف من المسؤولية، استطاع فيهم المدرب المخضرم أن يكسب احترام منافسيه ومعظم متابعي الدوري الإنجليزي.

يغادر الأرجنتيني بعد سلسلة من الأداء السيئ، حيث حصل على نقطة واحدة فقط من آخر 18 نقطة متاحة، ومع تواجد الفريق في المركز 16، بفارق نقطتين عن منطقة الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي خطر شديد بالهبوط.

ويحدث ذلك بعد الموسم الماضي، الذي أنهاه ليدز في المركز التاسع، بعيدًا بثلاث نقاط فقط عن المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.

فأكد بيان النادي يوم الأحد أن ليدز أقال بييلسا بعد أن "أثبت هذا الموسم أنه صعب"، حيث حقق خمس انتصارات فقط حتى الآن، فيبدو أن ما فعله الأرجنتيني في وقت سابق قد ذهب أدراج الرياح، ولكن يبقي السؤال بدون إجابة وهو كيف؟

ماذا فعل بييلسا في ليدز منذ البداية؟

قال رئيس مجلس إدارة ليدز أندريا رادريزاني: "كان هذا هو أصعب قرار اضطررت إلى اتخاذه خلال فترة ولايتي".

وتناول لاعبي الفريق ومشجعوه خبر رحيل المدرب الأرجنتيني بمشاعر جميلة تعكس الحزن المتواجد في داخلهم عن هذا القرار، لكنها تتقبل الوضع.

فماذا فعل بييلسا في ليدز حتى يصبح أمر رحيله صعب على عشاقه، على الرغم من تقهقر وضعية الفريق من كل النواحي مؤخرًا.

بييلسا غير ثقافة النادي، وحول الفريق من متوسط الجدول في دوري البطولة الإنجليزية، إلى متصدر الترتيب، وعاد بهم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

فلقد أنشأ إرثًا، حيث أشرف على تحسينات البنية التحتية الرئيسية للنادي، وتوحيد العلاقة بين المشجعين واللاعبين، وإعطاء مسار واضح للاعبين الشباب للانتقال إلى الفريق الأول.

ولكن تلك المعلومات المسرودة اقتصرت الأمر على النجاح داخل الملعب، وهو ما يعتبر الأولوية القصوى لأي مدرب.

لكن مع بييلسا فكان هناك ما هو أكثر من ذلك، فيحب الأرجنتيني أن يسير في الشارع بعد المباريات إلى منزله كي يتحدث مع الجمهور وعن وجهة نظرهم في المباراة.

كما صنع الأرجنتيني علاقة قوية بينه وبين لاعبيه، فيبدو أن تلك الأمور العاطفية هي ما جعلت رحيل بييلسا صعب على قلوب مشجعي الفريق.

طفرة أحدثها بييلسا ولكن

Marcelo-Bielsa(C)Getty Images

تم تعيين المدرب البالغ من العمر 66 عامًا في يونيو 2018، وقاد النادي لأكثر من ثلاثة مواسم كاملة، منهيًا سلسلة من ثمانية مدربين في الثلاثة أعوام ونصف الماضية.

وامتدت فترته إلى 140 مباراة، وحقق 74 فوزًا وتعادل في 24 مباراة، وهزم في 42، ويمتلك بييلسا نسبة فوز بلغت ال 53 بالمئة، وهي ثاني أعلى نسبة في التاريخ بين مدربي ليدز بأكثر من خمس مباريات، بفارق ضئيل عن المدرب الأسطوري للفريق دون ريفي (53.24).

وعلى الرغم من الصعوبات البدنية للبطولة، فقد لعب فريقه كرة قدم حرة، هجومية، مسلية، وحصل على إشادات واسعة من المحايدين لأسلوب لعبهم الممتع والرائع، غالبًا بالاعتماد على اللاعبين الشباب ودمج العديد من لاعبي الأكاديمية في الفريق الأول.

حيث أن في موسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز، احتل فريقه المركز التاسع، حيث حصد 59 نقطة وسجل أهدافًا أكثر من أي فريق صاعد آخر لمدة 20 عامًا.

ومع ذلك، فقد عانى ليدز هذا الموسم، حيث أصيب لاعبون رئيسيون مثل الكابتن ليام كوبر بالإضافة إلى لاعبي إنجلترا الدوليين كالفين فيليبس وبامفورد، فيمكن القول إن ليدز خسر أفضل مدافع ولاعب خط وسط ومهاجم على التوالي.

ولم يفز ليدز منذ الانتصار 3-2 على وست هام في 16 يناير، واستقبلوا 20 هدفًا في آخر خمس مباريات، فالفريق يبدو منهكًا وغير قادر على منع الخصم من التسجيل.

بييلسا يعاني من أزمة بيب

Marcelo Bielsa Pep GuardiolaGetty Images

عند النظر إلى سجل إصابات ليدز نجد أن الفريق يعاني من كم هائل من المشاكل، ولكن هناك وجهة نظر مختلفة قد تدين بييلسا نفسه في الوضع الذي يوجد به الفريق الآن.

فالمدرب المخضرم معروف بتمريناته البدنية القوية، وشغفه الكبير بالأمور التكتيكية، وعكس تلك الأفكار والتدريبات على لاعبيه.

ومن الوارد أن يكون هناك تكاسل من بعض لاعبيه في أداء مهامهم، وفي الأغلب لا يلقى اللوم على اللاعبين في تلك المواقف، بل على المدرب.

فعند تذكر ما حدث مع مانشستر سيتي في موسم 19-20، نجد أن الفريق الإنجليزي آنذاك مر بموسم عصيب تغير فيه أداء لاعبيه بين الجيد والمقبول، وخسر بطولة الدوري لصالح ليفربول مبكرًا.

وعندها رجح البعض أن تدريبات جوارديولا وصرامته التكتيكية قد نفرت لاعبيه من عملها، وهذه الفرضية أكدها لاعب السيتي كيفين دي بروينه عندما انتقد تغيرات بيب الكثيرة التي يراها قد كلفتهم الخروج من دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي تلك الموسم.

فربما تكون المشكلة الحقيقية في بييلسا، وربما لا، وقد يكون الأمر بين هذا وذاك، لكن المؤكد الآن أن المدرب الأرجنتيني قد قام بعمل تجربة تاريخية، سيتذكرها الجميع.

اقرأ أيضًا ..

قيمة لا تعوض ونجم قليل المطالب .. صلاح أو ماني من يضحي به ليفربول؟

جستنية: تاليسكا لم يحتفل مع أبو بكر! قلوبهم شتى ... ورد نصراوي صاعق

فتح الباب أمام ريال مدريد .. رسالة غامضة من ليفاندوفسكي بشأن مستقبله

إعلان