Mancini, ItalyGoal/Getty

مانشيني وفن تحويل التراب إلى ذهب.. كرة القدم مدينة لك!

فوز إيطاليا ببطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2020 بعد التغلب على إنجلترا هو إنجاز يستحق التوقف عنده للحظات بكل تأكيد.

ذلك النوع من الإنجازات والذي حققه المنتخب الإيطالي لا يمكن نسبه غالبًا لفرد واحد ضمن منظومة كبيرة تتضمن اتحاد محلي ومجموعة كبيرة للغاية من اللاعبين والمعدين والمتابعين.

لكن لو كان يجب علينا أن نختار شخصًا واحدًا فقط بين كل هؤلاء لنعطيه فضل تحقيق إيطاليا لكأس الأمم الأوروبية يورو 2020 سيكون هو روبيرتو مانشيني المدير الفني للفريق.

أسباب نسب ذلك الإنجاز لمانشيني لا يمكن حصرها، لكن دعونا نحاول أن نتحدث عن أهمها من وجهة نظرنا.

تيكي تاكا إيطالية!

البداية كانت بتقديم إيطاليا لنسخة مغايرة تمامًا ومخالفة لكل ما قاله تاريخ كرة القدم في البلد الساحلي من قبل. 

إيطاليا للمرة الأولى في تاريخها ربما تلعب كرة قدم ممتعة، وتستحوذ عليها وتفرض شخصيتها وتكون هي الفعل لا رد الفعل.

المدير الفني الإيطالي قدم للمنتخب الإيطالي الحل للخروج من جلده القديم الذي كان بمثابة عائق طوال سنوات عن التتويج بالألقاب والصعود للمنصات.

وجه مغاير، والغاية تبرر الوسيلة

صحيح أن مواجهة نصف النهائي أمام إسبانيا شهدت ظهور إيطاليا بوجه مغاير ومختلف لذلك الذي ظهرت عليه في بقية البطولة، لكن في رأي البعض، فالغاية تبرر الوسيلة.

ItalyGoal

لا يمكن لفريق أن يحقق لقب مثل كأس الأمم الأوروبية لو لم يلعب كل مباراة بظروفها الخاصة وبالطريقة التي تسمح له بالفوز.

لو إلتفت مانشيني لما هو غير ذلك وأراد أن يلعب كرة قدم فقط من أجل المتعة، كنا ربما لنهنئ إسبانيا أو إنجلترا اليوم بلقب البطولة بدلًا من إيطاليا.

القلوب الطيبة والنوايا الحسنة 

بعيدًا عن الفنيات والأحاديث التي تخص طرق اللعب والتحسن والتراجع في الأداء خلال البطولة أمام مختلف المنافسين دعونا نتحدث عن جانب إنساني لا يتحدث عنه الكثير من الأشخاص، لكن دوره غالبًا ما يكون الأهم في مثل تلك البطولات.

البطولات المجمعة تمثل حالة خاصة بين اللاعبين والمديرين الفنيين، فهؤلاء يتجمعوا بشكل يومي لمدة شهر ونصف كالأسرة.

هناك في مواجهة ويلز قرر مانشيني أن يدفع بحارسه الاحتياطي سالفاتوري سيريجو بالرغم من تألق دوناروما.

سهرة صباحية وحسناء أمريكية.. القصة الحقيقة خلف إشراك مانشيني لسيريجو

هدف مانشيني الأول والأخير كان أن يمنح سيريجو فرصة اللعب في كأس الأمم الأوروبية ولو لدقيقة واحدة.

مثل تلك الأمور بالرغم من بساطتها إلا أنها تمنح اللاعبين الدوافع من أجل القتال لصالح فريقهم، وتعطيهم شعورًا إضافية بالإنتماء.

لماذا كرة القدم والعالم أجمع مدين لمانشيني؟!

تخيل عزيزي المتابع وحتى لو كنت مشجعًا لمنتخب إنجلترا أن الأسود الثلاثة حققوا الفوز اليوم في قلب ملعب ويمبلي.

قبل المباراة شاهدنا المشاهد الأسوأ والجانب الأفظع لكرة القدم من قبل جماهير منتخب إنجلترا، سواء برغبتهم في اقتحام الملعب أو بطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض ومع المنافسين.

ماذا لو كان المنتخب الإنجليزي قد حقق الفوز، ما هو نوع المشاهد التي كان من الممكن أن نشاهدها بعد المباراة.

هذا الحديث يأتيكم من قبل شخص لا يشجع الكرة الإيطالي ولا الإنجليزية، لكن أخف الضررين كان في فوز منتخب إيطاليا بالبطولة بكل تأكيد.

إعلان