مصعب صلاح تابعوه على تويتر
أنهى المنتخب الأرجنتيني بطولة كوبا أمريكا في نسختها الـ 46 في المركز الثالث بعد الفوز على تشيلي بهدفين لهدف.
ورغم فشل التانجو في الوصول إلى النهائي بعد مرتين على التوالي، كما أنّ الغريم التقليدي، البرازيل، هو من حرمه من هذا الأمر بالفوز في نصف النهائي لكن التانجو الأكثر استفادة من البطولة.
الأرجنتين أصبحت بطلة رغم أنها في المركز الثالث والمكاسب التي تعود عليه بعد كوبا أمريكا أكبر بمراحل مما حدث في 2016 وربما تكون فرصة لصفحة جديدة وأمل حصد اللقب العام المقبل.
كيف استفادت الأرجنتين من كوبا أمريكا؟ وكيف نجح التانجو في أعين الجمهور رغم المركز الثالث؟
عودة الثقة

بعد خسارة نهائي كوبا أمريكا 2016 عانى المنتخب الأرجنتيني كثيرًا على الصعيد النفسي؛ ميسي قرر الاعتزال دوليًا ثم تراجع عن القرار وأصبح التانجو هشًا عما كان عليه.
الأرجنتين بعد أن كانت في صدارة تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم خسر مباريات سهلة وتعادل مع منافسين أقل منه في الإمكانيات وكاد أن يتهدد حلمه بالوصول لمونديال روسيا.
وبعد تدخل ميسي وتسجيله هاتريك أمام الإكوادور، وصل الأرجنتين للمونديال لكنّه ظهر بمستوى باهت ولم يحقق سوى انتصار يتيم على نيجيريا وخسارتين من كرواتيا وفرنسا وتعادل مع أيسلندا.
وحتى مع انطلاق كوبا أمريكا الحالية، ظهر التانجو بمستوى سيء أمام كولومبيا وتائه ضد باراجوي واستغل قلة خبرة قطر للفوز في الجولة الثالثة قبل تحسن مستواه أمام فنزويلا ثم البرازيل وتشيلي.
لا شك أنّ ما قدمه التانجو في المباريات الإقصائية في الكوبا والظهور بمستوى جيد واللعب بروح كبيرة قد يكون نواة لإعادة بناء الفريق والرجوع إلى المنافسة.
الظلم التحكيمي

لسنا هنا بصدد الحديث عن إن كان الأرجنتين تعرضت بالفعل لظلم تحكيمي من عدمه، ولكن ما حدث في مباراتي البرازيل وتشيلي جاء مكسبًا للتانجو.
عدم العودة لتقنية الفيديو ضد البرازيل ثم طرد ميسي أمام تشيلي وتصريحات البرغوث والتقارير الصحفية التي تؤكد وجود مشاكل تنظيمية في مباراة نصف النهائي كلها جعلت البيسيليستي يظهر في ثوب المظلوم.
بعد أنّ فقد الجمهور إيمانه بالفريق عقب كوبا أمريكا 2016 حتى أنّ الاتحاد الأرجنتيني دشّن حملة إعلانية للدفاع عن المنتخب، جاءت النسخة الحالية من البطولة لتجعل الجمهور يتعاطف بقوة مع التانجو.
كل أرجنتيني يرى أنّ بلاده لعبت بطولة كبيرة ويعتقدون أنّ الظلم جاء متعمدًا وخاصة بعد تصريحات ميسي التي اتهم فيها الاتحاد الأمريكي بالفساد.
الطموح يتجدد
Getty Imagesبعد ظهور أكثر من لاعب شاب بصورة جيدة مثل رودريجو دي بول وباريديس وكذلك إيجاد ليونيل سكالوني التوليفة المثالية تجددت الروح والطموح للتانجو.
البعض بدأ يتحدث عن المنتخب وقيمته وقدرته على تقديم مستويات جيدة في المستقبل والاعتماد على العناصر الشابة لبناء فريق يختلف عن النسخ الماضية.
نجاح باولو ديبالا في لقاء تشيلي يؤكد أنّه قادر على اللعب بجوار ميسي وليس كما قال خورخي سامباولي من قبل مما يبشر بإمكانية حصول اللاعب على دقائق أكثر.
هجوم التانجو في أمان بوجود لوتارو مارتينيز كما أنّ فويث وتاليافيكو اكتشافان في الخط الخلفي الذي يحتاج لبعض التطور الإضافي.
باختصار، السيناريو الذي عاشته الأرجنتين في البطولة جعلتها تخرج من حالة الشك التي عاشته في السنوات الماضية وقد تكون فرصة يمكن البناء عليها في السنوات المقبلة.
