Croatia 2018 World Cup Head Coach Zlatko Dalic and his assistant Drazen LadicGetty

كأس العالم | هل حان وقت تكرار الإنجاز لكرواتيا؟


هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

وضع المنتخب الكرواتي نفسه ضمن أبرز الفرق التي ظهرت في كأس العالم الحالي بعد العروض القوية التي قدمها الفريق في دور المجموعات بتصدره المجموعة الرابعة بالعلامة الكاملة، وعلى حساب الأرجنتين بالذات بعد التفوق عليها بثلاثية نظيفة.

تألق المنتخب الكرواتي أعاد طرح السؤال: هل يكون هذ الجيل هو الذي يفك العقدة وينجح في تحقيق إنجاز جديد للكرة الكرواتية يجعلها تتخلص من نغمة "تكرار معجزة 1998"؟

قدمت كرواتيا حتى الآن فريقا مميزا على عدة أصعدة، فعلى الصعيد الفني الفريق بدا متماسكا تكتيكيا بفضل ما يملكه من ترسانة من النجوم، وإن كان خط الوسط المدجج بهؤلاء هو نقطة القوة الأبرز في التشكيلة الحالية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

واتفقت معي الصحفية ييلينا تشوبيل من النسخة الكرواتية لموقع "جول": "الجيل الحالي يتفوق على جيل 98 بما يملك من محترفين في أكبر الأندية، نملك كوفا ومودريتش في مدريد، بروزو وبيريزيتش في إنتر، راكيتيتش في برشلونة، لوفرين عاش موسم رائع مع ليفربول، كما أن فرشالكو، مانزوكيتش، ريبيتش، بادليي وغيرهم لعبوا دور مهم مع فرقهم الموسم الفائت".

تألق بارز للثنائي إيفان راكيتيتش في دور هجومي عن المعتاد مع برشلونة ،ومارسيلو بروزوفيتش في مركزه كلاعب إرتكاز كما في إنتر، مع وجود القائد لوكا مودريتش صمام أمان  أعطى الفريق سيطرة مطلقة على وسط الملعب أمام الخصوم.

Ivan-Rakitic-Kroatien-Getty Images

وتقول ييلينا: "لا أعرف صراحة ما السر وراء تألق راكيتيتش، لم يقدم مستويات مميزة مع المنتخب، ولكن لقاء الأرجنتين كان الأفضل له، أما بروزو فمر بنهاية موسم رائعة مع إنتر وداليتش أعطاه نفس المركز أمام الأرجنتين كما يلعب هناك، وهو يبدو مرتاحا في هذا الدور، لقد أصبح لاعب آخر منذ ولادة إبنته، أصبح رجلا آخر بمعنى أصح".

وإذا كان اللاعبون يمثلون نقطة قوة أساسية للمنتخب الكرواتي، فالعامل الذي اختلف هذه البطولة هو المدير الفني زلاتكو داليتش، فنفس المجموعة من اللاعبين كانت حاضرة في أمم أوروبا الماضية تحت قيادة أنتي كاشيتش، ووقتها الفريق أيضا قدم دور مجموعات مميز ولكن خرج في الدور الثاني أمام البرتغال في الأوقات الإضافية.

Croatia 2018 World Cup Head Coach Zlatko Dalic and his assistant Drazen LadicGetty

أضفى داليتش على المنتخب الكرواتي شخصية لم يتمتع بها من قبل، فتحول من مجموعة من اللاعبين أصحاب الإمكانيات لفريق يملك هوية ويؤمن بقدراته، كما أضفى التزام كبير على معسكر الفريق حتى لا تتكرر مواقف مشابهة لما حدث من شجار في المونديال الماضي، وطرده لنيكولا كالينيتش، مهاجم الفريق، بداعي التمارض أكبر دليل.

مدرب كرواتيا: ميسي لن يحصد الكرة الذهبية وأتمنى فوز مودريتش بها

وترى ييلينا أيضا أن داليتش هو العنصر الأهم في النسخة الحالية لكرواتيا: "مستوى اللاعبين الممتاز يرجع للمدير الفني، يتحدث معهم ويسألهم عن الأنسب لهم والدور الذي يفضلونه وما الذي يروه الأفضل للفريق، رأينا كيف وظف بروزو كما يلعب في إنتر لأنه يفضل هذا المركز ويجيد فيه كمثال".

وأتبعت: "نملك مدير فني وحد الفريق، نلعب كواحد والجميع يعطي أفضل ما عنده في أرض الملعب، وحتى طرد كالينيتش وحد المجموعة أكثر، في الماضي اللاعبون لم يعطوا المنتخب كل ما عندهم مثل مع الأندية، ولطالما تحدثت الجماهير عن هذا، الآن الأمر مختلف".

ويقف المنتخب الكرواتي قبل لقاء الدنمارك مساء الأحد على أعتاب إنجاز طال غيابه، ألا وهو عبور الدور الثاني لبطولة كبرى للمرة الأولى منذ 1998، الأمر الذي إذا حدث قد يفك العقدة للكروات ويجعلهم يذهبون بعيدا في البطولة مع الترشيحات التي تضعهم كأبرز

المرشحين للعب دور الحصان الأسود بعد الأداء المميز في المجموعات.

كأس العالم | من يكون الحصان الأسود لبطولة روسيا 2018؟

وتشير ييلينا أن الأداء وحده لا يكفي كرواتيا أمام الدنمارك: "يجب أن أشير لنقطة أننا نحتاج للحظ في هذه المرة، في آخر مناسبتين افتقدنا للحظ أمام البرتغال في 2016 وتركيا ب2008، حان الوقت لبعض من الحظ لأن ربما هذا هو ما نفقتده أكثر من النتيجة المميزة".

وتضيف: "قبل كأس العالم لم أكن متفائلة بسبب الأجواء السلبية التي دائما ما تحيط بالكرة هنا، ولكن الآن أؤمن بقدرتا على الذهاب بعيدا إلا لو تأثر الفريق بحالة النشوة التي يعيشونها الآن".

وتحدث إيفيكا أوليتش، لاعب الفريق السابق والمدرب المساعد الحالي، عن أهمية الفوز في حواره مع "بيلد": "نحن دولة صغيرة مقارنة بألمانيا مثلا، نملك ملعب واحد كبير، ولا يوجد اهتمام حكومي بالانفاق على الرياضة، ولكن نحن محاربون بطبعنا ونعمل بقوة لأن الرياضة تحمسنا وتنسينا أحزاننا".

ويبقى السؤال هل يقود داليتش فريقه لكسر عقدة الدور الثاني في البطولات الكبرى والذهاب بعيد في مونديال روسيا لتكرار إنجاز سوكر ورفاقه في 98 أو حتى تحقيق الأفضل؟ الإجابة ستكون بعد ساعات قليلة أمام الدنمارك.

إعلان