real madrid

فينيسيوس فاران ومسلسل الإصابات..أسباب موسم ريال مدريد "الصفري"

للمرة الأولى منذ موسم 2009-2021 (الذي سُمّي بموسم البناء) يخرج ريال مدريد بموسم خالٍ من الألقاب، هو ليس معتاداً على هذا النوع من الإخفاقات، يُمكن تقبّل خسارة بطولة أو 2 لكن الخروج بوفاض خالٍ بهذا الشكل هو أمر سيكون له تبعات كثيرة وحمل معه أسئلة كثيرة أيضاً، لكنه كان موسمًا إستثنائياً أيضاً من ناحية الإصابات والظروف الغريبة التي أحاطت بالميرينجي، جعلت حتى أكثر المعارضين للفريق يتعاطفون مع فكرة أنه "كافح على اللقب حتى الجولة الأخيرة".

وفيما يلي أبرز عوامل الموسم الصفري لريال مدريد. 

الإصابات المتكررة 

ليست مجرّد إصابات التي ألمّت بالفريق، بل شعرنا وكأنها لعنة أو حتى "مؤامرة" لمن يحب نظرية المؤامرات من قبل الفريق الطبي، إذ تخطى عدد الإصابات الـ50 إصابة طوال الموسم معظمها عضلية متكررة أبعدت تقريباً كل الفريق الأول في فترات الموسم بكل مراحله. 

أما أبرز وجوه الفشل الطبي فكان في التعامل مع النجم إيدين هازارد الذي كان من المفترض أن نرى توهّجه وإنطلاقته الحقيقية هذا الموسم لكن الأمر لم يحصل. 

بنزيما وحده لا يكفي

لم تكن نيّة ريال مدريد الإعتماد فقط على كريم بنزيما تهديفياً، بل كان لهازارد دوراً كبيراً لولا كل ما تم ذكره من حيثيات طبية، إضافة إلى التعزيز الهجومي المتمثّل بلوكا يوفيتش الذي كان يُمثّل أحد الحلول -على الورق- لأزمة تهديفية كبيرة ،أو ثغرة تهديفية بالأحرى حفرها رحيل كريستيانو رونالدو، لكن هذا الأخير لم يتأقلم مع أسلوب الفريق ولم يفهم تحديداً المطلوب منه من قبل زيدان، إضافة للإصابات أيضاً العديدة التي ألمّت به، ما أدّى إلى إعادته مُعاراً إلى نادي آينتراخت فرانكفورت من أجل إكتساب وقت لعب أكبر وعدم فقدان حساسية المباريات، على أن يستعيده الميرينجي نهاية الموسم. 

أخبار ريال مدريد: بيريز يعرض على بنزيما التجديد لثلاثة مواسم واجتماع مع وكيل لاوتارو مارتينيز

كوارث دفاعية وأخطاء فردية كلّفت الكثير 

أول مباراة تتبادر إلى أذهاننا وبإمكاننا أن نحتذي بها للإشارة إلى السوء الدفاعي لريال مدريد هي مباراتهم أمام فالنسيا التي إنتهت برباعية كان منها 3 ركلات جزاء للخفافيش وجميعها من أخطاء فردية إن كان من مارسيلو أو رافاييل فاران الذي عاش أسوأ مواسمه، إضافة إلى غياب سيرخيو راموس عن الكثير من المباريات بالأخص مع نهاية الموسم بداعي الإصابة. 

عدم الثبات على قلبي دفاع ثابتين مترافقاً مع تدني كبير في مستوى مارسيلو وغياب دانييل كارباخال للإصابة جعل كورتوا وحيداً في التصدي بالخط الخلفي وهو الأمر الإيجابي الوحيد دفاعياً في ريال مدريد. 

نقص النضج عند الركائز الشابة

لا يكفِ أن يعتمد ريال مدريد على "الحرس القديم" المتعب من أجل ضمان البقاء والحفاظ عليه، فتوني كروس ولوكا مودريتش مع كريم بنزيما ومارسيلو لديهم مدة صلاحية للياقتهم البدنية، هنا كان يجب أن يأتي دور الشبان، من أسينسيو إلى لوكاس فاسكيز وفيديريكو فالفيردي وأخيراً فينيسيوس جونيور.

وإن كان فالفيردي وفاسكيز قدما المطلوب منهما هذا الموسم إلا أن ما قدماه لم يكن كافياً أو بقدر الطموحات الملكية.

أما فيما خص أسينسيو بالتحديد فهو اللاعب الشاب الذي كان يُعوّل عليه الفريق أن يُقدّم موسماً كبيراً وليس مباريات محدودة ظهر بها في بضع دقائق بعد النزول مباشرةً واختفى فيما تبقى.

والآن نأتي إلى فينيسيوس جونيور، اللاعب الذي تسبب بجلطات لا تُعد ولا تُحصى لمشجعي ريال مدريد، الشاب الذي يقوم بكل شيء، من إنطلاقات ومراوغات ووصول إلى مناطق الخصم ويُهدر ما لا يُمكن إهداره ما كلّف ريال مدريد الكثير تهديفياً هذا الموسم في كل البطولات. 

"لا يمكن انتقاده أبدًا" .. كاسياس يدافع بشراسة عن صديقه زيدان

ماذا قال زيدان وما توقعاتنا لمستقبله؟ 

"الجماهير عليها أن تفتخر بما قدمه اللاعبون، قدموا كل شيء داخل الملعب" هذا ما قاله زيدان للصحفيين بعد نهاية الموسم، وهو ما يُلخّص معرفته الكبرى لكل الظروف التي عانى منها الفريق دون قدرته على التحكم بها. 

مستقبله؟ ما زال لم يُقرره بعد: "سأجلس مع الإدارة ونناقش مستقبلي بهدوء.. لم نفز بأي شيء وأنا المسؤول عن كل ما حدث، اللاعبون أرادوا الفوز وقد قدموا كل ما لديهم".

بعد كل ما ذُكر من تفاصيل وتصريحات من المدرب نفسه بات من الطبيعي الحديث عن خروجه، فزيدان ألمح مرات عدة في الأسابيع الماضية أنه ينوي الرحيل، في حين رد فلورنتينو بيريز بأكثر من مقابلة بأنه لن يُقيل "زيزو" بل سيُلبي رغبته في حال أراد الخروج".

هل كان هذا الموسم مليء بأخطاء زيدان؟ كلا، بل شهد تطور تكتيكي للمدرب شهدنا عليه في مباريات كبيرة من كلاسيكو الذهاب والإياب إلى لقاء ليفربول في دوري الأبطال، زيدان إن رحل سيكون لبداية مشوار بعيد من ريال مدريد يُثبت به قدراته التدريبية وهذا هو المتوقع منه. 

يحتاج ريال مدريد للبناء من جديد، داخل الملعب وحتى ضمن الكادر الطبي إضافة إلى العمل بجد على العامل النفسي لدى بعض اللاعبين وإعطائهم أساليب للتعامل تحت الضغط بالأخص فينيسيوس جونيور ويوفيتش عند العودة.

هو موسم صفري صحيح، لكنها من المرات النادرة التي لا يُمكننا أن نلوم فريق على إنعدام ألقابه في ظروف كهذه. 

إعلان