منذ أن انضم كريستيانو رونالدو لصفوف ريال مدريد في عام 2009 لم يجد الفريق أي مشكلة في مركز الجناح.
لكن العكس تمامًا هو ما حدث عند رحيل النجم البرتغالي لصالح يوفنتوس قبل عامين ونصف تقريبًا، فأصبح مركز الجناح هو الصداع الأساسي للملكي.
ريال مدريد لم يعوض رونالدو بشكل فوري، وقرر الاستعانة ببعض الشباب أمثال أسينسيو وفينيسيوس جونيور وفي بعض الأحيان رودريجيو.
تأخر تعويض رونالدو بلاعب سوبر يقاربه في المستوى حتى الصيف قبل الماضي عندما انضم هازارد قادمًا من صفوف تشيلسي الإنجليزي.
لكن انضمام هازارد لم يأت بالمأمول بالنسبة لجماهير وإدارة ريال مدريد، فأمضى عامه الأول مصابًا أو بعيدًا عن مستواه المعهود.
خيارات ريال مدريد في مركز الجناح منذ رحيل كريستيانو انحصرت في الأسماء التي سبق وذكرناها، لكن من كان أفضلهم؟ ومن منهم يستحق المزيد من الثقة ليقود الفريق في ذلك الجانب مستقبلًا؟ ذلك ما نحاول الحديث عنه هنا.
Goal/Gettyفينيسيوس ومشكلة الإنهاء
مشكلة واحدة يواجهها البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور، وهي قدرته على إنهاء الهجمات بشكل مناسب لكونه لاعبًا في ريال مدريد.
لا يمكن للاعب أساسي في ريال مدريد أن يهدر ذلك الكم من الفرص في كل مباراة وفي كل مناسبة يجد نفسه فيها أمام المرمى.
لكن إهدار فينيسيوس للهجمات بكثرة يعني بشكل ضروري أن النجم البرازيلي يعرف متى وأين يقف داخل منطقة الجزاء وهو الأمر الأهم بالنسبة لأي لاعب هجومي.
لذلك فالنجم البرازيلي في حاجة فقط ليتحسن على مستوى إنهاء الهجمات ليجد نفسه في مصاف نجوم الصف الأول، ويصبح أكثر أهمية واستحقاقًا للمكان الأساسي في ريال مدريد.
أرقام هي الأفضل بين زملائه!
يملك فينيسيوس جونيور أرقامًا هي الأفضل بين كل زملائه في مركز الجناح بريال مدريد فيما يتعلق بعدد الأهداف والصناعات المتوقعة في كل مباراة.
وبالرغم من أن جونيور يبتعد بعض الشيء عن تحقيق تلك الأرقام عندما ننظر للأرقام الحقيقة التي حققها اللاعب، إلا أنه لا يزال الأفضل بين زملائه في نفس المكان.
يتفوق فينيسيوس على كافة زملائه فيما يتعلق بالأهداف المتوقعة، والصناعات المتوقعة أيضًا، فاللاعب يتوقع له المساهمة بـ0,49 هدف في كل مباراة.
أكثر من أي لاعب آخر في ريال مدريد، وذلك المعدل بفضل التمركز الصحيح المستمر له في كل مرة يلعب فيها بقميص ريال مدريد.
المراوغات وصناعة الفرص
Goal/Gettyلأن اللعب لريال مدريد لا يعني التركيز على التسجيل فقط، بل المشاركة مع الزملاء في صناعة اللعب والفرص الخطرة على مرمى الخصوم، كان لابد للانتباه لأرقام اللاعب فيما يتعلق بصناعة الفرص ومراوغة عناصر الفرق المنافسة.
فينيسيوس هو أكثر من يلمس الكرة في الثلث الأخير من الملعب بين كل أجنحة ريال مدريد بواقع 33 لمسة في المباراة، وأكثر من يتم مراوغات أيضًا بواقع 3,6 مراوغة وإن لم يكن أكثر نجوم الفريق نجاحًا في تنفيذها نسبة إلى عدد محاولاته.
وفيما يتعلق بصناعة الفرص فلا يتفوق عليه سوى لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو، وبفارق ضئيل حيث يملكان على الترتيب معدلات 2.2 و1.9 في كل مباراة، بينما يملك هو معدل 1.6 فرصة.
خطة ريال مدريد الاقتصادية لضم مبابي .. تضحيات بقيمة 100 مليون يورو!
الدفاع جزء من هوية فريق زيدان
منذ أن عاد زين الدين زيدان لتدريب ريال مدريد والمدرب الفرنسي يعتمد على أسلوب دفاعي أكثر منه هجومي بالأخص عندما يتقدم في النتيجة ويكون سعيه هو الحفاظ على ذلك التقدم.
لذلك الأرقام الدفاعية تكون هامة للغاية بالنسبة للأجنحة في خطة زيدان، في ظل اعتماد عليهم في الضغط العالي ومساندة الأظهرة.
فينيسيوس هو ثاني أفضل من يقوم بمحاولات قطع الكرات من الخصوم ضمن أجنحة زين الدين زيدان، بواقع 0.9 كرة يقطعها في اللقاء خلف لوكاس فاسكيز الذي يملك ضعف ذلك الرقم.
لكن لطبيعة لعب فاسكيز في مركز الظهير الأيمن لمرات كثيرة هذا الموسم سنجد أن أرقام فينيسيوس منطقية بالنسبة لمركزه.
بين هازارد وفينيسيوس؟
بعيدًا عن المقارنة الرقمية التي لن نرهقكم بها كثيرًا بين الثنائي البلجيكي والبرازيلي دعونا نناقش فكرة أفضل!
هناك لاعب عمره 30 عامًا، وآخر عمره 20 عامًا، من منهما سيستمر في ملاعب كرة القدم لفترة أطول؟ ومن منهما يملك إمكانيات بدنية أفضل بحكم العمر؟ وأيهما لديه القدرة على قيادة فريق مستقبلي من النجوم الشباب نحو ألقاب تسعى لها الجماهير طوال الوقت؟
المنطق يقول أن مستقبل فينيسيوس في ريال مدريد سيكون أفضل من ماضي وحاضر ومستقبل هازارد مع الملكي حتى الآن طوال عام ونصف ارتدى فيه قميص الملكي.
فقط بعض الأمور تنقص فينيسيوس على رأسها القدرة على تسجيل الأهداف في اللحظات المناسبة، ولو نجح في تطوير تلك النقطة، لن يحتاج ريال مدريد للتفكير من جديد في تعويض كريستيانو رونالدو، ولن يرضخ الملكي لضغط الأموال الكبير الموضوع عليه من قبل صفقة هازارد التي كلفتهم الكثير، وفكرة فشلها غير مطروحة بالنسبة لهم.