هل بقي أحد يتحدث عن تجنيس فرنسا للاعبين وتحقيقها الإنجازات بهذا السلاح الفتاك؟ هل بات أحد يندهش حين يتحدث المسؤولون الإيطاليون عن إمكانية تجنيس هذا أو ذاك؟ وهل قلل أحد من نجاحات قطر أو الإمارات بعد اتجاههم للتجنيس لتحسين الجودة؟ ألم يحن الوقت يا السعودية!
السعودية سمحت بتجنيس المواليد والاستفادة من مواهب كرة القدم التي وُلدت على أراضي المملكة، وذلك بعد ضياع العديد وعلى رأسهم عمر عبد الرحمن عموري، وقد جنست البعض فعلًا مثل مختار علي وعبد الفتاح آدم وهارون كمارا .. لكن ما النتيجة؟ لا شيء للأسف.
اقرأ أيضًا | خالد وعبدالله بن سعد .. الشقيقان والرئيسان الذهبيان في تاريخ الشباب والهلال
تجنيس المواليد لم يُنتج النتائج المطلوبة حتى الآن في السعودية، وقد بات الحديث عن وجوب التراجع عن هذه الخطوة من بعض الإعلاميين، مثلما قال الناقد الرياضي محمد الدرع مؤخرًا حين طالب بسحب الجنسية من أيمن يحيى مهاجم النصر المعار للأهلي لأنه لم يُقدم شيء للمنتخب السعودي.
في خطٍ موازٍ لفشل "فكرة" تجنيس المواليد في تقديم مواهب كبيرة للمنتخب السعودي تبرز معاناة الأخضر من بعض المراكز لعدم وجود لاعبين محليين أصحاب جودة فيها، وعلى رأسها بالطبع الهجوم.
الناقد الرياضي أحمد الفهيد لفت النظر إلى تلك المشكلة التي ستُصبح كبيرة بعد عدة سنوات، إذ قال أن المنتخب السعودي لن يجد مهاجمًا يعتمد عليه في 2025 وبعد اعتزال الجيل الحالي، وذلك لسيطرة الأجانب على مراكز الهجوم في أندية الدوري السعودي.
الفهيد لم يكذب أو يُخطئ، لأنك إن نظرت لقائمة هدافي الدوري السعودي خلال الموسمين الأخيرين ستجدها خالية تمامًا من أي لاعب سعودي، ولو نظرت للأندية الكبيرة ستجد جميع مقاعدها الأساسية الهجومية تقريبًا مضمونة للأجانب .. لاعب وحيد استطاع اختراق هذا الحاجز هو سالم الدوسري نجم الهلال، ويسير حاليًا على خطاه عبد الرحمن غريب نجم الأهلي.
الحل الوحيد المنطقي لتلك الأزمة هي تقليل عدد الأجانب كثيرًا في الدوري السعودي بما يسمح للاعبين المحليين بالظهور والحصول على فرص حقيقية في اللعب، لكن هذا الأمر يبدو بعيدًا جدًا عن الواقع خاصة مع توجه المسؤولين لزيادة العدد إلى 8 الموسم القادم.
ما الحل إذًا؟ لابد من التفكير خارج الصندوق، وباعتقادي لا يوجد حل أفضل من التجنيس، أي منح الجنسية السعودية لعدد من اللاعبين الجاهزين لخدمة المنتخب السعودي، وليس لمواهب لابد من الصبر عليها وانتظار إن كانت ستجد طريقها نحو النجومية أم تتوه في الطريق.
الدوري السعودي يمتلئ باللاعبين الأجانب الممكن منحهم الجنسية السعودية والمؤكد تقديمهم الإضافة للمنتخب حالًا ودون انتظار أي وقت للنضج والتطور، وأبرزهم بالطبع رومارينيو نجم الاتحاد القادر على أن يُصبح مهاجم الأخضر الأول في كأس العالم 2022 في قطر.
السعودية اعتمدت عام 2019 تعديلات على قانون منح الجنسية يقضي بمنحها لأصحاب الكفاءات في شتى المجالات وفق شروط محددة، وقد مُنحت بالفعل لعدد ممن تنطبق عليهم الشروط مثل مختار عالم خطاط كسوة الكعبة الشريفة والباحث المترجم محمد البقاعي.
الرياضة وكرة القدم تحديدًا مجال مهم في الحياة، بل ومن الأهم، فالشعب السعودي يتنفس كرة القدم ويأمل في تقديم منتخب بلاده لأداء قوي دومًا، ولذا لن تكون هناك مشكلة كبيرة في إجراء التعديل المطلوب على القوانين وإتاحة الفرصة لتجنيس العناصر المفيدة للأخضر.
التجنيس لا يعني أبدًا وجود مشكلة لدى الدولة أو معاناتها من نقص ما، فالمنتخب السعودي يحقق الإنجازات دائمًا، لكنه أصبح وسيلة مشروعة لرفع الجودة، وقد رأينا كيف هو وسيلة مضمونة النجاح مع منتخبات مثل الإمارات وقطر وحتى ألمانيا التي كانت ترفض تمامًا الفكرة أصبحت تلجأ لها كثيرًا.
