كلوب صلاح أليسون

عندما يحتاج المعالج النفسي لعلاج.. ابحثوا عن مشاكل ليفربول خارج الملعب

في مقال مُفصّل نُشر الموسم الفائت عقب تتويج ليفربول بلقب البريميرليج، شرح موقع "The Athletic" قوة العامل النفسي في تحقيق إنجاز غاب 30 عاماً عن ملعب الأنفيلد: "يورجن كلوب هو كبير المعالجين النفسيين في الفريق"، في إشارة إلى أن المدرب منذ قدومه أعطى أولوية كبيرة للاهتمام بالجانب الإنساني للاعبين وبقدرة تحفيزهم على إعطاء كل ما لديهم. 

هذه ليست نظريات، لنعود بالذاكرة الى ليفربول 2019-2020 و2018-2019، كنا نُشاهد رجال كلوب ونتساءل "هل يملكون رئة ثالثة؟" أو "كيف يمكن لأي فريق إيذاء هذا الفريق"؟ 

ما الذي تغيّر اليوم؟ وكيف أصبح هذا الفريق هش إلى درجة سقوطه في ملعبه مباراة تلو الأخرى، بعد أن كانت مبارياته في الأنفيلد هي متنفسه للقيام مجدداً بعد أي خسارة. 

هل يكرر كلوب آخر سنواته مع دورتموند في ليفربول؟

"كلمة السرّ"

في كتابه "Soccer tough - simple football psychology technique"، يشرح دكتور دان ابراهامز أهمية "فهم أهمية النظر إلى اللاعب كإنسان أولاً، أن يتم التفاعل معه ككتلة تجارب وتحديات"، ويشرح أن الهدف من إدخال علم النفس إلى عالم كرة القدم له شقان: أن يتقبل اللاعب نفسه بأن "طلب المساعدة للوصول إلى أفضل مستوياته هو أمر ضروري"، وأن يتم فهم كرة القدم والقرارات المتخذة في إطارها من وجهة نظر هؤلاء اللاعبين. 

صلاح

لماذا كل هذه المقدمات العلمية؟ 

لنصل إلى حقيقة أن كلوب نفسه عيّن مستشارين نفسيين في الفريق عام 2017 لمساعدة لاعبيه على "فهم بعضهم البعض أكثر"، الأمر لا يتعلّق بالاستلقاء على أريكة والبدء بالـ"فضفضة"، بل بالعمل على رؤية الزميل في الفريق على إنه "صديق" ولديه تجارب خارج الملعب أيضاً، ومع كل هؤلاء الخبراء، بقي "الطبيب النفسي الأول برأي اللاعبين والنقاد المتابعين لشؤون النادي هو يورجن كلوب". 

لكن ما يحصل اليوم هو أن هذا الطبيب هو من يتعرّض لأزمة يصعب كثيراً تحليلها، هو بشر مثلنا، حتى وإن ظهر خلال موسمين على أنه بطل يصعب قهره، هنا الحديث بعيد عن الفنيات، هو رجل إبتعد عن عائلته لأكثر من عام، توفيت والدته ولم يودعها. 

الفريق تعرّض لانتكاسة نفسية أخرى: غياب القائد، فنياً غياب فان دايك لا يُمكن تعويضه بمدافعين "سد ثغرات"، فكلوب حاول كثيراً إما بترفيع لاعبي الأكاديمية أو بالتعاقد مع كاباك شتاءً، لكن مستحيل أن يُعوّض تأثير "الأخ الأكبر" أو القائد، الذي بالتوقيع معه تغيّر شكل ليفربول،

نأتي إلى القائد الثاني بعد فان دايك، الحارس أليسون، الذي تميّز موسمه بكثرة الأخطاء التي كلفت فريقه أهدافاً مجانية، أخطاءً ليست من عادته، وهنا يُفترض بفريق لديه طاقم طبي نفسي أن يعمل مع أليسون بالتحديد على تخطي فترة اللوم والعودة من جديد، لكن ما زاد من صعوبة المهمّة كان وفاة والد اللاعب بحادث غرق. 

إقرأ ايضًا ليفربول .. البطل الأسوأ في تاريخ البريميرليج بعد الفوز باللقب

فلننتقل إلى اللاعب الأول في ليفربول، ماذا عن صلاح؟ تهديفياً يمرّ صلاح بموسم جيد جداً، لكنه يُعاني من أزمات داخلية في الفريق، يريد فعلاً أن يكون الرقم واحد، عبّر عنها عبر قنواته الفرعية أو وكيل أعماله، أزماته مع الفريق متعددة، واللاعب الذي ارتدى يوماً قميص "Never give up"، بات أحد عوامل القلق في الفريق. 

لماذا الحديث عن العامل النفسي بدل الأسباب الفنية؟ ممكن أن نسرد لكم قائمة المُصابين في ليفربول، ممكن أن نلقي الضوء على "حوارات ماني - صلاح" ونقول أنها إحدى الأسباب، علماً أنها موجودة من اليوم الأول، لكن لفهم العامل النفسي سنعود بالذاكرة إلى: 

كلوب

التجربة الإنجليزية.. مونديال 2018 على "العوامة" 

من منا لا يذكر شعار "It's coming home" للمنتخب الإنجليزي، أي أن كأس العالم عائد إلى بلاده، بعد سيناريو إخفاقات متتالية مرّ بها إلى أن أتى جاريث ساوثجيت على رأس الجهاز الفني للمنتخب، ومعه تم تعيين عالمة النفس بيبا غرانج لتعمل مع فريق مكوّن بأغلبه من مواهب شابة إنجليزية كانت تتعرّض لانتقادات إما عنصرية في الدوري (رحيم ستيرلينج) وإما بسبب أدائها (جيسي لينغارد) بالإضافة إلى عبء إلزامية أن يُقدّم هذا الفريق ما عجز عنه أسلافه. 

في تمارين المنتخب الإنجليزي في معسكر كأس العالم انتشرت صورة للاعبين في مسبح مغلق مع عوامات طفولية، البعض انتقد "عدم جدية الفريق" والآخر ذهب حد انتقد ساوثغيت، لكن الحقيقة والوحيدة التي أظهرتها هذه الصور أن الجميع لم يبدو عليه "الضغط الإنجليزي". 

"عملنا معها ظال 6 أشهر قبل منافسات كأس العالم، كان عملاً مذهلاً انعكس كثيراً على أدائنا" هكذا عبّر ايريك ديير عن تجربته "النفسية" قبل الكروية في كأس العالم. 

إقرأ ايضاً رحيل صلاح وشبح دوري الأبطال .. هل انهار مشروع ليفربول؟

بالعودة إلى الحاضر وصّف جيمي كاراغر الوضع النفسي لليفربول بأفضل مثال: "الوحوش تحولوا إلى أقزام هشة نفسياً"، كانوا يُحرزون الأهداف في الدقائق الأخيرة، بكل ما يعنيه توقيت هذه الأهداف من قوة ذهنية، لكن اليوم يحصل العكس. 

خلال جائحة كورونا عمل المعالج النفسي الخاص بالفريق دكتور لي ريتشاردسون على فكرة "تقبّل الواقع خصوصاً الأمور التي لا يمكن للاعبين التحكم بها"، معترفاً أن الاستقرار الذهني خلال تلك الفترة كان صعب عليهم كما على كل البشرية، كان عمله منصب على فعل "تقبّل الظروف"، السؤال، ماذا عن اليوم؟ كيف يمكن للكادر النفسي العمل مع هذه الحالة في ليفربول؟ وهل بالفعل يتم العمل عليها بجهد؟ 


إعلان