Jurgen Klopp Mohamed Salah Sadio Mane Liverpool GFXGetty Images

رحيل صلاح وشبح دوري الأبطال .. هل انهار مشروع ليفربول؟

نعلم أن العنوان قد يكون صادمًا بعض الشيء، ولكن الأمور ليست مجرد كرة قدم، فالعلم يفسّر ذهاب أدمغتنا إلى ربط مصير ليفربول كلوب بما كان عليه المدير الفني لدورتموند قبل سنوات، حين كان صرحًا فهوى.

فيل جونسون أستاذ علم النفس الرياضي يحكي لنا عن سبب استدعاء الذكريات في كرة القدم، حيث يشرح ذلك من خلال نظرية تفيد بأن أدمغة البشر تقوم بالربط التلقائي بين ما تشاهده في الحاضر وما يشبهه في الماضي. 

جونسون من خلال ذلك يفسر ما يسمى بالعقدة أو النحس وما شابه، فمثلًا إذا كنت لاعبًا في فريق ما وتلاقي فريق آخر تعادلت معه سلبًا في مباراة ضاعت فيها العديد من الفرص، مع أول كرة تصطدم بالعارضة ستبدأ أنت وزملاءك في الربط بين ذلك وبين تكرار هذا التعادل مع سيل جديد من الفرص الضائعة.

وبمد الخط على استقامته، فإن الجماهير حين ترى بداية تراجع ليفربول والهبوط على مستوى جدول الترتيب واحتمالية تفكك عناصر القوة في الفريق، وتنظر على الخط فتجد يورجن كلوب مدربًا، فإن المنطق في هذه الحالة سيقود عقولهم للربط بين سيناريو أسود الفيستيفاليا وبين المستقبل الذي ينتظرهم.

كلوب مع دورتموند فاز بالدوري الألماني وتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما استلم أسود الفيستيفاليا وهم أبعد ما يكون عن تلك الطموحات، ولكن النهاية كانت مأساوية، ليست مقارنة بما كان عليه دورتموند قبل كلوب، بل بما وصل إليه معه.

المأساة أن التراجع لم يصل فقط لاحتلال المركز الثاني خلف بايرن ميونخ، بل كان في موسم 2014/2015 عندما كان الفريق في مراكز الهبوط قبل إنهاء الموسم بالمركز السابع.

الأجواء كانت محتدمة في دورتموند، كلوب يتكفل وحده بالدفاع عن نفسه ولاعبيه والتصدي لكل محاولات النيل من ناديه، ليعتقد البعض أن كلوب أصبح أكبر من دورتموند نفسه.

واليوم، قد تبدو الأمور مبكرة للغاية للحديث عن تكرار ذلك، ولكن كما أخبرناك في البداية، ليس حتميًا أن يتكرر، فقط المؤشرات تجبر الجميع على استحضار هذه الصورة، خاصة وإذا كان هناك ما يدعمها من الواقع، سواء ما حدث أو ما هو متوقع الحدوث.

كلوبكلوب

الحديث عن انهيار علاقة كلوب بنجمي فريقه واستمرار هذه المشاحنات على مدار موسمين حتى وصلت إلى ذروتها وبات كل منهما يعلن غضبه في وجه مدربه وفي وجه الجميع يشبه أعجوبة ثامنة في هذه الدنيا، لم يتخيل أحد أن يكون كلوب عنوانًا لذلك يومًا ما.

كلوب خرج ودافع عن صلاح حين غضب وفعل الأمر نفسه مع ماني في الموسم الماضي، لم يتخذ أي إجراء في حق أحدهما ووصف ما قاما به بتصرف طبيعي للاعب يريد أن يتواجد في الملعب دائمًا وأن يلعب باستمرار. 

قصة صلاح وماني برعاية كلوب في ليفربول لن تنتهي أبدًا، والجميع يعلم ذلك منذ بدأت شرارتها الأولى، ولكن الفارق أن الأمور وصلت الآن إلى حد الإعلان عن كل شيء، ولم يترك لنا محمد صلاح أو ساديو ماني شيئًا للاستنتاج. 

ولكن ذلك أدى إلى استمرار موجة الغضب من قبل صلاح وماني حتى وصلت الأمر إلى تفنن في إعلان الكراهية والغضب أمام وسائل الإعلام بلا أي خوف من العواقب، وهو ما يؤكد كونها أعجوبة ثامنة بالفعل.

صلاح يخرج فيعلن غضبه واليوم ماني يٌستبدل بصلاح نفسه فيعلن غضبه أمام الجميع، الأزمة لم تعد أن كلوب يفضل أحدهما على الآخر كما كان يقال في السابق، بل أن الثنائي يشعر بالغضب في نفس الوقت، وفي نفس المباراة ربما. 

صلاح تجاوز مساحة التعبير عن الغضب داخل الملعب بعد تبديل أو قرار من كلوب ليتحدث عن رفض لأحد قرارات المدير الفني الألماني في حوار صحفي مع "آس" الإسبانية، وكما تعلم فكل مشاكل النجم المصري تبدأ حين يفتح فمه.

ثم يظهر صلاح بلا ابتسامة ولا احتقال بأهدافه، ويغضب مرة تلو الأخرى ويقذف الأشياء يمينًا ويسارًا حين يستبدل، ويضع وكيل أعماله نقطة على "تويتر" توحي بأن كل شيء قد انتهى إكلينيكيًا قبل أشهر قليلة من الميركاتو الصيفي.

هذه الأزمة المركبة لا يمكن غض الطرف عنها كما كان يحدث في الماضي وترك الشوائب تذوب مع الوقت والانتصارات، خاصة مع غياب الانتصارات نفسها، في تلك الحالة يتطلب الأمر تدخلات صريحة من كلوب الذي يعد بطل العالم في احتواء لاعبيه، ولكن على ما يبدو فإن هذه الميزة ليست متوفرة الآن! 

مع تراجع كبير للنتائج والأداء والابتعاد عن صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأت أفكار أن المدرب يورجن كلوب سيُعيد نفس تجربته في بوروسيا دورتموند، من نجاح أسطوري إلى سقوط مدوٍ، ومع التواجد في المركز السابع، فنحن هنا نتجاوز تفكك الفريق إلى احتمالية عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

الغياب عن المنافسات الأوروبية سيكبّد ليفربول خسائر مالية ضخمة إضافة إلى تلك التي تكبدها العالم كله بسبب فيروس كورونا، إضافة إلى جعله غير جذاب في استقطاب النجوم، وسيهدد أيضًا مستقبل كلوب نفسه الذي يبدو فاقدًا للسيطرة على الأمور مقارنة بما اعتاد عليه.

مطلوب في برشلونة، وهل هو إنسان؟! .. ردود الأفعال على غياب صلاح وتألقه ضد كريستال بالاس

بالطبع لا يمكن الجزم بأي شيء، ولكن بالسير مع احتمالية رحيل المهددين بالرحيل وعدم التأهل الأوروبي، يمكن التنبؤ بمستقبل مشروع ليفربول الذي كان من المفترض أن يستمر من قمة إلى قمة، ولكن يبدو أن ذلك لن يحدث بنفس الصورة التي تم رسمها على الأقل.

إعلان