Alba BusquetsGetty

ظالم أم مظلوم .. بوسكيتس وألبا ينسفان انتقادات جماهير برشلونة!

هل يتعرض جوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس للظلم في برشلونة؟

ثنائي النادي الكتالوني تواجدا مع بيدري في قائمة إسبانيا ببطولة يورو 2020 ولكن البعض سخر من تواجد بوسكي وألبا تحديدًا نظرًا لكمية الانتقادات التي يتعرض لها كل منهما خلال المواسم الأخيرة.

جوردي ألبا أصبح محطة للسخرية منذ نشر نادي برشلونة تحت إدارة جوسيب ماريا بارتوميو المسلسل الوثائقي الخاص بموسم 2018-2019 واللاعب يبكي بين شوطي مباراة ليفربول في أنفيلد، واستغلها الجميع لتأكيد حقيقة واحدة؛ جوردي لا يستطيع التعامل مع الضغوط.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

أما بوسكيتس، ففجأة اكتشفت جماهير برشلونة أنّه غير سريع ولا يمتلك القدرات البدنية القوية مثل لاعبين في مركزه بأندية أخرى، واعتبروا خطأ وجود مساحات تستخدمها الأندية لضرب دفاعات برشلونة مسؤولية القائد الكتالوني فقط!

هل أثبت بوسكيتس وألبا تحديدًا أنهما تحملا أوزارًا غير أوزارهم وتعرضوا لانتقادات لا يستحقوها؟

لأن الفرد جزء من المجموعة

لو أردنا تحليل فشل فريق ما في تحقيق بطولة ما فسيكون من الظلم الشديد انتقاد أفراد محددين فقط، خاصة وأنّ نفس هؤلاء الأفراد سبق وحققوا هذه البطولة.

ألبا كان جزءً من نسخة برشلونة 2014-2015 التي حققت الثلاثية، وكان أساسيًا في النادي الكتالوني منذ انضمامه عام 2012 وساهم في العديد من الألقاب.

أما بوسكيتس، فكان أول رهان لبيب جوارديولا مع الجيل الذهبي في 2008 وشهد على نجاحات النادي الكتالوني في آخر عقد من الزمان، وحتى مع منتخب إسبانيا لم يغب أبدًا عن المشهد منذ مشاركته الأولى ولم يتم استبعاده طالما في حالة بدنية سليمة.

إذًا لماذا فشل برشلونة في الفوز بدوري أبطال أوروبا في السنوات الماضية؟

Sergio Busquets  numbers Euro 2020Goal

إجابة هذه السؤال تحتاج لمجلدات من النقاش الطويل، لكن نستطيع اختصار الأمر إلى غياب المنظومة التي تدفع كل فرد لتقديم أفضل ما لديه، فمنذ لويس إنريكي حتى رونالد كومان مرورًا بإرنستو فالفيردي وزيارة سريعة لكيكي سيتيين، لم يمتلك برشلونة إطارًا فنيًا ثابتًا يناسب العناصر المتاحة.

مواسم اعتمد فيها برشلونة بالكامل على عناصر فردية مثل ثلاثية ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، أو تجليات فردية من هنا وهناك، تير شتيجن يتألق في مباراة هامة أو بيكيه يظهر في لقاء مصيري وحتى أندريس إنييستا وتشافي كانا يبدعان بحسب خبراتهما الشخصية وليس في إطار خططي واضح.

إنريكي أدار غرفة الملابس بشكل جيد للغاية بعد بداية صعبة، وفالفيردي كان يحاول توفير الهدوء للاعبين فقط رغم أن العناصر المبدعة فرديًا بدأت في المغادرة، وحتى سيتيين الذي قدم أفكارًا فنية جيدة في الملعب كان يتعامل مع لاعبي برشلونة على أنّهم فريق الأحلام ويعجز عن التواصل معهم في إطار غير ذلك.

إذًا باختصار غابت المنظومة لسنوات طويلة، فأصبح الجمهور يتوقع أن تصبح تجليات اللاعبين الفردية حاضرة دائمًا وأبدًا وهو ما لم يحدث ولن يحدث!

إنريكي المحبوب المكروه.. ضربوه في إيطاليا ومأساته جلبت له التعاطف

الأكيد أنّه لا يمكن الحكم على لاعب بشكل مفرد دون وضعه ف إطار المنظومة، فالمنظومة أولًا ثم يأتي بعدها كل شيء، وشاهدنا مثلا كيف تحسن تشيلسي بعد بناء منظومة بقيادة توماس توخيل، وكيف انقلب مصير موسم بايرن ميونخ بالكامل بعد إقالة نيكو كوفاتش وتولي فليك زمام الأمور!

بوسكيتس ضحية تشافي وإنييستا

Sergio Busquets Xavi Hernandez Andres Iniesta Real Sociedad Barcelona La Liga 04012015Getty Images

بالنظر لما يقدمه بوسكيتس في 3 مباريات لعبها باليورو بعد غيابه عن أول مباراتين نجده الأفضل في لا روخا حتى أنّه حصل على جائزة رجل المباراة مرتين.

بوسكيتس تحول مستواه مع برشلونة للأسوأ نظرًا لعدة عوامل منها السن طبعًا، لكن من بين الأسباب التي لا يتحدث عنها أحد أنّ منظومة بناء اللعب في السابق اعتمدت على بوسكيتس وتشافي وإنييستا وكل منهم له دور محدد ووظيفة واضحة وينضم لهم ليونيل ميسي في بعض الأوقات.

أما بعد رحيل تشافي وإنييستا وعدم وجود معوض لهما، أصبح مطلوب من بوسكيتس القيام بدوره السابق بجانب دور تشافي، ومطلوب من ميسي استحواذ على دور أكبر في صناعة الفرص، فتحولت مهمة أربعة بين الأفضل في تاريخ اللعبة في مراكزهم على عاتق اثنين فقط، والنتيجة فشل كما توقعنا.

ربما تألق ميسي في القيام بدورين مختلفين لكن كان ذلك عبءً إضافيًا ظهرت تأثيراته لاحقًا، أما بوسكيتس فبدأ يتحسن بوضوح بعد وجود بيدري ودي يونج ليجد أخيرًا يد المساعدة، لكن ميسي استثناء من القاعدة وما حدث مع سيرجيو هو الطبيعي.

لماذا اللوم على بوسكيتس وألبا؟

Jordi Alba numbers Euro 2020Goal

ببساطة لأن الإجابة أطول مما يجب، لأن الحديث عن المنظومة والفشل الإداري وغياب الخطة وفقدان الهوية كلها أمور غير ملموسة للبعض، لا يراها بوضوح ولا يعرف أو يهتم بمعرفة خباياها وأسرارها.

من السهل اختصار فريق واحد في نجم أسطوري لأجل الإشادة به والتطبيل له والسخرية من نجم المنافس الأسطوري، فهذا أسهل من الحديث عن عشرين لاعبًا بالقائمة وجهاز إداري وفني بالكامل، فقط لاعب أو مدرب قد يفي بالغرض.

نفس الأمر لحظة الفشل وتوجيه سيف اللوم والانتقادات، من السهل أنّ نعتبر بوسكيتس وألبا السبب بدلًا من تحليل الأمور بالكامل ومقارنة أوضاع برشلونة بالفرق الأخرى، الأسهل وضع شخص كبش فداء يتحمل كل المسؤولية بدلًا من تحمله الجزء الخاص به فقط!

ربما نحتاج لمقالات منفصلة للحديث عن عيوب الثنائي، ولكن لن تكون بشكل منفرد بل فيما يتعلق بوضعهما وسط المنظومة، فلا يوجد لاعب فاشل أو ناجح في المطلق ولكن هناك فلسفات تبني وأخرى تفسد!

إعلان