شهر وسبعة أيام فقط المدة التي مُنحت للأندية في الدوري السعودي للمحترفين، كي يستعدون للموسم الجديد 2020-2021 منذ نهاية الموسم الماضي العصيب. فترة للراحة وتهيئة اللاعبين وخوض وديات وتصحيح أخطاء الموسم الماضي وكل شيء، فهل هي مدة كافية؟
أزمة فيروس كورونا المستجد الطارئة وضعت أندية العالم كله في مأزق كبير، سواء من الناحية المالية أو الفنية والبدنية للاعبين، خاصة الفرق التي تشارك في البطولات القارية.
اقرأ أيضًا | السومة والمولد وجوميس وعسيري .. لاعبون يواجهون موسمًا مصيريًا في الدوري السعودي
17 من أكتوبر الجاري موعد بداية الموسم الجديد من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، الذي يتصارع على لقبه 16 فريقًا، يحلمون بكسر هيمنة الهلال والنصر في السنوات الأخيرة.
لم تكن الاستعدادات هذا الموسم عادية، لم يكن هناك معسكرات خارجية كما هي العادة، حتى هناك من لم يقيم معسكرًا داخليًا، لضيق الوقت، وبتخصيص الحديث عن الرباعي الكبير؛ الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، فالوديات حتى لم تجد مكانها إلا عند الأخير، لغيابه عن دوري أبطال آسيا.
في السطور التالية نستعرض كيف استعدت هذه الأندية للمنافسة بالموسم الجديد؟..
الاتحاد "تحركات بطيئة ووديات غير مبشرة":

العميد أكثر الفرق التي لن تتأثر كثيرًا بتلاحم الموسمين، كونه لم يشارك في النسخة الحالية من دوري الأبطال، فسارت استعداداته بصورة طبيعية خلال معسكر داخلي.
على مستوى الصفقات، حتى الآن لم تتحرك إدارة النادي الجداوي بالصورة المطلوبة والتي تنتظرها الجماهير، من أجل تحسين وضع الفريق الذي يعاني على مدار الموسمين الماضيين، من تراجع كبير على مستوى الأداء والنتائج، أدى لمصارعته للهبوط.
الاتحاد تعاقد مع صفقتين فقط حتى الآن للموسم الجديد؛ الأولى هو عبد المجيد السواط، الذي كان قد وقع للعميد في يناير الماضي في صفقة انتقال حر، لينضم له في نهاية الموسم المنقضي، أما الثانية فهو البرازيلي برونو هنريكي؛ لاعب بالميراس البرازيلي، ولا تزال الأنباء تداول عن مفاوضته للاعبين آخرين للتعاقد معهم خلال الفترة المقبلة.
أما على مستوى الراحلين، فرحل عنه بشكل رسمي الأرجنتيني ليوناردو خيل، عبد الرحمن الغامدي، عبد الله العمار، عبد العزيز العرياني وعمار الدحيم.
استعدادات النمور للموسم الجديد كذلك شهدت ثلاث مباريات ودية، بدأت بالتعادل أمام الفيصلي 2-2، ثم الفوز أمام جدة 2-0، وأخيرًا التعادل أمام ضمك 3-3، لتتنبأ الجماهير للاتحاد بموسم ليس مختلفًا كثيرًا عن سابقيه من خلال هذه النتائج.
الأهلي "محاولات ترميم ولا وديات":

الراقي لم تكن أمامه متسع من الوقت كي يستعد للموسم الجديد بصورة جيدة، فلم يحصل لاعبوه على فترة الراحة المطلوبة ولم يتهيئوا نفسيًا وبدنيًا، نظرًا لوصولهم لدور ربع نهائي دوري أبطال آسيا، قبل أن يطيح بهم النصر السعودي، بتلقينهم الهزيمة بنتيجة 2-0.
ودع الأهلي البطولة القارية بقطر يوم 30 سبتمبر، وسيستهل موسمه بمواجهة الباطن في 18 أكتوبر.
مشكلات كثيرة عانى منها الراقي في الموسم الماضي، وتحديدًا على المستوى الإداري، مما انعكس على فريق الكرة، ليخرج من المنافسة على اللقب المحلي مبكرًا، حتى وصل الأمر لمطالبة نجمه السوري عمر السومة بالرحيل عن الفريق أو التعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ.
حتى الآن تعاقد الراقي مع خمس صفقات جديدة ولا يزال الميركاتو متواصل؛ هم: طلال العبسي من التعاون، المغربي إدريس فتوحي من الحزم، حسن القيد من الشباب، الصربي لبوبومير فيجسا من بنفيكا البرتغالي والروماني ألكسندرو ميتريتا من نيويورك سيتي الأمريكي.
بينما رحل عن صفوفه عدد من الصفقات المميزة على إثر خلافات مادية كعبد الفتاح عسيري ودجانيني تافاريس وجوزيف دي سوزا ويوسف بلايلي.
النصر "تدعيمات هي الأقوى وصدمة آسيوية":

العالمي الذي وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لكن ركلات الترجيح رفضت أن تبتسم له وتمنحه بطاقة التأهل للنهائي، ليخسر أمام برسبوليس الإيراني بنتيجة 5-3، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
النصر في دوامة حاليًا مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعدما قدم احتجاجًا على نتيجة المباراة، بداعي عدم قانونية مشاركة عدد من لاعبي برسبوليس، لكن احتجاجه قوبل بالرفض، وحاليًا في مرحلة الاستئناف دون أي مبشرات.
هناك بعض من لاعبي النصر القدامى الذين طالبوا بضرورة تأجيل انطلاقة العالمي في الموسم الجديد من الدوري المحلي، كونه ودع البطولة القارية في الثالث من الشهر الجاري، ولم يحصل على فترة الراحة اللازمة، لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم أكد أن المباراة الأولى له ستقام أمام الفتح في يوم 18 بصورة طبيعية.
قد تكون استعدادات وصيف الموسم الماضي، للموسم الجديد غير جيدة من ناحية الظروف والمباريات والتهيئة البدنية والنفسية والفنية، لكنها هي الأروع من ناحية الصفقات، فقد أبرم النصر عديد الصفقات المحلية المميزة خلال الميركاتو الصيفي الجاري.
العالمي ضم عبد الفتاح عسيري من الأهلي، عبد العزيز الدوسري من الفيصلي، عبد المجيد الصليهم من الشباب، أمين بخاري من الاتحاد، أسامة الخلف من الحزم، علي العجمي من الفتح، عبد العزيز العلوي من أحد وعلي الحسن من الفتح، أما من الأجانب فضم الأرجنتيني جونزالو مارتينيز من أتلانتا يونايتد الأمريكي والكوري الجنوبي كيم جين سو، بخلاف شراء البرازيلي مايكون بيريرا نهائيًا بعد أن كان معارًا من جلطة سراي التركي.
الهلال "ظروف صعبة ولا تدعيمات":

زعيم آسيا وبطل الموسم المحلي المنقضي، الذي ضربه فيروس كورونا المستجد، ليقضي على أحلامه القارية هذا العام، بعدما كان يطمح لتحقيق الإنجاز الذي سبه له من قبل اتحاد جدة بتحقيق لقب آسيا عامين متتاليين.
كورونا ضربت بعثة الهلال خلال فترة تواجدها بقطر لخوض المنافسات القارية، وأصيب عددًا كبيرًا من لاعبي الفريق بها واحدًا تلو الآخر، حتى وصل الأمر لعدم اكتمال قائمته في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أمام شباب الأهلي الإماراتي، ليتم إلغاء المباراة، ويقرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استبعاد الأزرق من البطولة، في قرار وصفه مسؤولي الأخير بالظالم وغير المدروس.
الهلال كان الوقت متاحًا أمامه لخوض عدد من الوديات استعدادًا للموسم الجديد، لكن وجود لاعبيه في الحجر الصحي منعه من الاستعداد بصورة طبيعية للموسم، حتى أنه حتى الآن لا يزال يستعيد بعض اللاعبين المصابين.
أما من ناحية الصفقات، فلم يجد الجهاز الفني للفريق حاجة لتدعيمات كثيرة كما فعل في فترات الانتقالات الأخيرة، إذ يرى أن الفريق مكتمل الصفوف ولا يحتاج لهز استقراره الفني، فلم يتم التعاقد سوى مع عبد الله الجدعاني من الوحدة وصالح الشهري من الرائد، والذي كان معارًا الموسم الماضي.
بينما يخسر في الموسم الجديد الثنائي المميز كارلوس إدواردو، الذي انتقل لشباب الأهلي الإماراتي في صفقة انتقال حر، والمعتزل حديثًا محمد الشلهوب.
