تعد رحلة مانشستر يونايتد إلى آرسنال فرصة لتقييم تقدم النادي هذا العام تحت قيادة مدربه أولي جونار سولشاير.
معه أصبح اليونايتد يأخذ من الكبير ويعطي الصغير.. فسولشاير اكتسب كبرياء البطل حتى لو بدون بطولة، بنتائجه المميزة أمام الكبار، ودائمًا ما كانت تلك المواجهات تمثل الفرصة المناسبة للمدرب النرويجي لكسب أنصار اليونايتد والخروج من أي عنق زجاجة.
على مستوى النتائج أمام الكبار (أصحاب المراكز الـ6 الأولى) فسولشاير لم يتعرض لأي هزيمة، حيث حقق الفوز على مانشستر سيتي وتشيلسي وتوتنهام وليستر سيتي وتعادل مع ليفربول وآرسنال.
ويعد اليونايتد هو الفريق الوحيد الذي لم يستطع ليفربول هزيمته هذا الموسم في البريميرليج.
هنا يأتي السؤال، لماذا ينجح مانشستر يونايتد تحت قيادة سولشاير في تحقيق النتائج الجيدة الأندية الكبرى ويظهر بمستوى سئ أمام أندية تنافس على مراكز الهبوط؟




في الحقيقة هذا يأتي من خلال أسلوب اللعب وعقيدة الفريق كونه يجيد لعب دور "رد الفعل" وليس الفعل.
بمعنى أن اليونايتد لديه براعة كبيرة في اللعب أمام الفرق التي تستحوذ على الكرة ويتفوق على نفسه في المرتدات بفضل سرعات راشفورد ومارسيال ودانيال جيمس.
Getty Imagesفأمام الأندية الكبرى، يلجأ مانشستر يونايتد لإحكام الدفاع أمام مفاتيح لعبها، وهو ما يجعلهم غير قادرين على فرض أسلوب لعبهم داخل أرضية الملعب.
حينما يكون الخصم من الكبار فهو يتجه إلى الهجوم والضغط بصورة كبيرة على مانشستر يونايتد، المتخلي هنا عن الكرة، وبالتالي مع هذا الاندفاع تظهر المساحات التي يحبها راشفورد ورفاقه.
أمور تجعل سولشاير قادرًا على التعامل مع الأندية ذات التصنيف القوي في البريميرليج بنفس الكيفية، والاعتماد على نقاط قوته في عناصره الفردية بالخط الهجومي مع منع الخصم من فرض أسلوب لعبه المعتاد.
أمام الأندية الأخرى الأقل، يصبح حتميا على سولشاير وكتيبته أن يكونوا هم الفعل وليس رد الفعل، وهنا تظهر عيوب الشياطين الحمر البارزة في الفقر الهجومي والعجز في صناعة اللعب وخلق الفرص مع عدم وجود أسلوب لعب هجومي منظم واضح يتبعه سولشاير في هذه الحالة.
وفي الحالة الدفاعية يتحول الأمر للنقيض وتنكشف المساحات خلف الظهيرين وبين قلبي الدفاع، بالإضافة إلى وجود مساحات شاسعة بين خطوط الفريق الثلاث وهو ما يجعل الوصول إلى مرمى دي خيا أسهل وتتواجد الأزمات الدفاعية.
وللدلالة على إجادة اليونايتد للمرتدات في معاقبة الفرق الكبرى ففي المباريات التي حقق فيها الفوز على الفرق الكبرى هذا الموسم لم يكن هو الأكثر استحواذًا على الكرة.
