حقق منتخب إسبانيا المطلوب، وتمكن من تخطي عقبة سويسرا ليحجز أول مقعد في الدور نصف النهائي من بطولة أمم أوروبا "يورو 2020".
فوز منتخب إسبانيا على سويسرا جاء بنتيجة 3-1 في ركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بنتيجة 1-1، ليتجنب "لا روخا" المفاجأة السويسرية التي أطاحت بمنتخب فرنسا من البطولة بالطريقة ذاتها.
ومع وصوله إلى نصف النهائي، يمكن أن يتنفس منتخب إسبانيا الصعداء، لأن التاريخ يحمل أخبارًا جيدة للغاية بالنسبة إلى الإسبان، حيث أنه في المرات الأربع السابقة التي تأهل فيها "لا روخا" إلى نصف نهائي البطولة تمكن من إيجاد مقعده في النهائي، وهو ما يعني أن الحظ يقف إلى جانبه في مواجهته المقبلة أيًا كان طرفها.
ويأمل منتخب إسبانيا أن يفض الشراكة مع منتخب ألمانيا، ويصبح أكثر المنتخبات تتويجًا بلقب اليورو، حيث يملك "لا روخا" ثلاثة ألقاب، حققها في 1964 و2008 و2012، فيما اكتفى بالميدالية الفضية في نسخة 1984.
مواجهة أصعب في نصف النهائي
وبعدما تخطى منتخب إسبانيا عقبتي كرواتيا وسويسرا في دوري ثمن وربع النهائي على التوالي، فإن عقبة نصف النهائي ستكون أصعب بالتأكيد.
المنتخب الإسباني عندما واجه كرواتيا، كان يلعب أمام فريق فاقد للدوافع إلى حد كبير، وأنهك العمر معظم عناصره، فبعد الوصول إلى نهائي كأس العالم 2018، كان التراجع واضحًا على منتخب كرواتيا خلال السنوات الأخيرة، بعدما حقق أقصى ما يمكن له تحقيقه في مونديال روسيا.
أما المنتخب السويسري، فقد بدا منهكًا من مواجهة فرنسا في ثمن النهائي، ثم فقد أحد أهم عناصره بسبب الطرد في منتصف الشوط الثاني من مباراة ربع النهائي، وهو ما جعله يتراجع إلى مناطقه بشكل واضح خلال الشوطين الإضافيين ويترك الكرة تمامًا للإسبان.
وعلى العكس تمامًا في نصف النهائي، فإن إسبانيا ستضرب موعدًا مع واحد من منتخبي بلجيكا وإيطاليا.
منتخب بلجيكا يمتلك جيلًا استثنائيًا، يطمح إلى تحقيق مجد لنفسه، وكتابة اسمه في تاريخ "الشياطين الحمر" الخالي من التتويج بالبطولات.
أما منتخب إيطاليا، الذي أعاد روبرتو مانشيني إحياءه بعد فترة من التخبط، والذي يمتلك العديد من العناصر الشابة، فلا يزال يبحث عن نجمته الثانية في اليورو.
استحواذ دون فاعلية
ربما تخبرنا الأرقام بجزء من القصة في مباريات كرة القدم، وإذا نظرنا إلى امتلاك إسبانيا للكرة خلال مواجهة سويسرا، نجد أن نسبة الاستحواذ الإجمالية بلغت 66%، مع 27 محاولة إجمالية للتسجيل منها 10 على المرمى.
لكن محاولات التسجيل الإسبانية، جاء منها 17 خلال الشوطين الإضافيين منها 8 على المرمى، بعد النقص العددي لمنتخب سويسرا، والإرهاق الذي بدا واضحًا على لاعبيه.
Goalإحصائيات الأشواط الإضافية ترينا أن منتخب إسبانيا سدد الكرة ثلاث مرات فقط على مرمى سويسرا خلال الوقت الأصلي للمباراة، وهو رقم متواضع للغاية بالنظر إلى قوة وقدرات لاعبي "لا روخا".
استحواذ إسبانيا خلال الوقت الأصلي بدا سلبيًا دون قدرة على خلق خطورة، وهو ما ينذر بأن مباراة الدور نصف النهائي ستكون صعبة للغاية على فريق المدرب لويس إنريكي.
منتخب إسبانيا ورغم أهدافه الـ12 في البطولة، إلا أنه مطالب بالمزيد من النجاعة لأن 10 أهداف جاءت في مباراتين، فيما شهدت ثلاثة مباريات تسجيل هدفين فقط، وهو ما يؤكد وجود خلل في المنظومة الهجومية الإسبانية.
دفاع يعاني
الأخطاء الدفاعية الساذجة كانت سمة مميزة لمنتخب إسبانيا خلال "يورو 2020"، بداية من هدف أوناي سيمون في مرماه أمام كرواتيا، ثم هدف سويسرا الأول الذي جاء من خطأ أقل ما يوصف به أنه ساذج بين مدافعي "لا روخا".
وأمام إيطاليا أو بلجيكا، فإن الأخطاء الدفاعية يجب أن تكون ممنوعة، بالنظر إلى القدرات الهجومية المذهلة التي يمتلكها المنتخبان، والقوة الدفاعية التي قد تعني أن التعويض ربما لا يكون ممكنًا.
