"Campionato falsato"، لا تحتاج لتحدث الإيطالية لتعرف معنى كلمة "فالسو" التي نستخدمها في العامية للتعبير عن الأشياء المزيفة، هكذا كانت العناوين الأولى للصحافة الإيطالية صباح السبت، وتصريحات ماروتا، جاتوزو، رانييري، وآخرين بعد قرار الاتحاد الإيطالي بتأجيل عدداً من مباريات الجولة السادسة والعشرين من السيري آ، وأهمها ديربي إيطاليا بين يوفي وإنتر في تورينو، والسبب هو فيروس كورونا.
في أقل من أسبوع تم إلغاء المباراة، ثم تأكيد لعبها ولكن دون جماهير، ثم العودة وتأجيلها إلى الثالث عشر من مايو المقبل مع عدداً من المباريات، قرار أثار حفيظة مسؤولي إنتر وعدد من الأندية الأخرى نظراً للمعطيات المحيطة به.
إنتر لايزال يملك لقاءً مؤجلاً مع سامبدوريا من الجولة الخامسة والعشرين، وحتى الآن لم يتحدد له موعداً، فلماذا لم تكن له الأولوية وبقية اللقاءات المؤجلة من نفس الجولة في اللعب بالثالث عشر من مايو؟
Getty Imagesالأربعاء المقبل هو موعد إياب نصف نهائي كأس إيطاليا بين يوفنتوس وميلان في تورينو، وحتى الآن لم تصدر أي تعليمات بلعب المباراة دون جماهير، بل وتشير التقارير أن القرار سيكون بلعب اللقاء بحضور الجمهور، ولكن من مقاطعة بيومونتي فقط، وكأن الفيروس يعرف التمييز بين المقاطعات.
مساء السبت لُعبت بدون أي مشاكل لقاءات دوري الدرجة الثانية الإيطالية كاملة، شمال وجنوب البلاد، فهل فيروس كورونا مقتصر على الدرجة الأولى؟ أم أن أندية الدرجات الدُنيا وجماهيرها لا تمثل أهمية كبيرة للاتحاد الإيطالي والدولة؟
الجميع في إيطاليا يتحدث عن اتخاذ الاتحاد الإيطالي قراره المثير للجدل دون استشارة الأندية المعنية، حتى الحكومة اعترفت بأنها تركت الخيار في يد الاتحاد ولم تجبره على التأجيل أو الموعد الجدلي المختار.

منذ أيام وهناك حديث عن ضغوط من جانب يوفنتوس من أجل إما لعب المباراة بجمهور، أو تأجيلها، والقرار الصادر حالياً لا يخدم مصالح أي من الفرق باستثناء السيدة العجوز التي تفادت خوض لقاء حاسم في الدوري وهي في حالة تراجع فني، وبدون جماهير كانت ستشكل عاملاً مهماً في الزيارة الأولى لأنطونيو كونتي، بل وستجعل منافسها النيراتزوري يخوض ختامًا موسمًا جحيميًا في مايو قد شهد لعبه تسع مباريات في 21 يوم، ويلعب في الجولات الثلاث الأخيرة مع نابولي، أتالانتا، ويوفنتوس، مع عدم نسيان اللقاء مجهول المصير مع سامبدوريا.
جماهير أندية إيطاليا بالأمس واليوم اتهمت أنييلي ونيدفيد بإعادة أجواء ما قبل فضيحة "الكالتشيوبولي"، وتحكم لوبي يوفنتوس في الكرة الإيطالية، وإذا كانت جماهير الأخير تبعد عن نفسها شبح المؤامرة وتتهم جماهير الأندية الأخرى بالمبالغة، فلابو إلكان، عضو الإدارة وحفيد جياني أنييلي لم يخف تحرك قريبه أندريا وتدخله، ولكن وصف الأمر بأنه لمصلحة إيطاليا قبل أي شيء.
صحيح أن فيروس كورونا هو من بدأ الأزمة وأدخلنا في تلك المعمعة، ولكن الآن يوفنتوس أزاد الطين بلة وأدخل الدوري في متاهة قد لا يخرج منها، وبعد أن كان الجميع يحتفي بموسم هو الأفضل والأكثر تنافسية منذ أعوام في إيطاليا، عادت حليمة لعادتها القديمة، ومجدداً أصبحت صراعات خارج الميدان هي الصورة المصدرة للخارج، ويعود البعض ليتساءل، لماذا فقد الدوري الإيطالي بريقه وشعبيته.
