منذ اللحظة التي استولى فيها الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، على ملكية تشيلسي، كان حلمه هو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
ورغم أنه جلب مدربين خبراء في البطولة كجوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، لكن هذا الحلم تحقق بفضل مدرب مؤقت صنع المفاجأة ألا وهو روبرتو دي ماتيو.
كانت لندن بلا أي بطولة في دوري أبطال أوروبا رغم وجود أندية عملاقة كآرسنال وتشيلسي وتوتنهام ووست هام، سابقًا، خسر أرسنال نهائي 2006 في باريس أمام برشلونة وخسر تشيلسي نهائي 2008 في موسكو على يد مانشستر يونايتد
لكن الانتظار انتهى في 19 مايو 2012 حين حقق تشيلسي البطولة على حساب بايرن ميونيخ بركلات الترجيح وفي معقل العملاق البافاري وبسيناريو درامي.
وبات تشلسي خامس فريق إنجليزي يتوج باللقب بعد ليفربول (5 مرات) ومانشستر يونايتد (3 مرات) ونوتنجهام فورست (مرتان) وأستون فيلا (مرة واحدة).




كان بايرن ميونيخ يخوض النهائي التاسع له، بعد أن فاز بـ4 وخسر 4 كان آخرها قبل عامين (2010) على يد الإنتر في مدريد، في المقابل كان تشيلسي يخوض النهائي الثاني له بعد أن خسر بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد نهائي موسكو 2008.
وكانت هذه هي المرة الرابعة التي يلعب فيها فريق على أرضه في تاريخ كأس أوروبا، بعد 1957 و 1965 و 1984، وكانت المرة الأولى منذ إعادة تسمية البطولة إلى دوري أبطال أوروبا.
وحملت المواجهة الرقم 6 بين فريق أنجليزي وآخر ألمانيا في نهائي كأس أوروبا/دوري أبطال أوروبا، كانت المناسبات الأخرى في أعوام 1975 و 1977 و 1980 و 1982 و 1999. والمرة الرابعة التي يواجه فيها بايرن فريقًا إنجليزيًا في نهائي كأس أوروبا / دوري أبطال أوروبا، بعد فوزه في عام 1975 على ليدز يونايتد وخسارته في عام 1982 و1999 على يد أستون فيلا ومانشستر يونايتد على التوالي.
الطريق إلى النهائي
Gettyللوصول إلى النهائي، في مرحلة خروج المغلوب، فاز بايرن على بازل ومارسيليا وريال مدريد (3/1 بركلات الترجيح بعد التعادل 3/3 في مجموع المباراتين).
في المقابل تغلب تشيلسي في طريقه للنهائي على نابولي وبنفيكا وبرشلونة -حامل اللقب- بعد أن تفوق عليه 3/2 في مجموع المباراتين.
بدأ تشيلسي الموسم بالمدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش، لكن تمت إقالته في مارس 2012 بسبب تردي النتائج وتم إسناد المهمة للمدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو بشكل مؤقت.
الفيل يدهس البافاري

كل شيء كان يوحي بأن بايرن ميونيخ هو الذي سيصعد لمنصة التتويج، المباراة على ملعبه، وتشيلسي يمر بموسم صعب حتى لو كان قد أطاح ببرشلونة، ناهيك عن وجود إيقافات مؤثرة في صفوف البلوز.
غاب عن تشيلسي 4 من عناصره الأساسية وهم قائده جون تيري واللاعب الدولي الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش ولاعب الوسط البرتغالي راؤول ميريليش والبرازيلي راميريش.
وكانت الافضلية لبايرن ميونيخ طيلة المباراة، لكن تقدمه تأخر حتى الدقيقة 83 بفضل ضربة رأس من توماس مولر، جعلت الكثيرون يعتقدون أن بايرن في طريقه لمنصة التتويج.
ولكن في الدقيقة 88 كان لديدييه دروجبا رأي آخر، عندما نجح في إدراك التعادل من أول ركنية لفريقه في المباراة انبرى لها خوان ماتا فتابعها العملاق العاجي برأسه داخل المرمى قبل دقيقتين على نهاية الوقت الأصل للمباراة.
مبدع أفضل من ميسي ودي بروينه، بايرن يهدد تشيلسي بـ"الراومديوتير" مولر
Gettyلم يحدث جديد في الأشواط الإضافية رغم فرص بايرن ميونيخ، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي تحصل فيها بايرن ميونيخ على الأفضلية بعدما سجل فيليب لام الركلة الأولى للبايرن، وأهدر خوان ماتا الركلة الأولى لتشيلسي بتألق لنوير.
وعاد بايرن ليسجل مرتين عن طريق ماريو جوميز والحارس نوير، مقابل ركلتين لدافيد لويز وفرانك لامبارد، لكن أوليتش أهدر الركلة الرابعة لبايرن، قبل أن يُحرز أشلي كول الركلة الرابعة لتشيلسي ليتعادل الفريقان 3/3.
حُسمت الأمور في الركلة الخامسة، إذ صُدمت جماهير البايرن بعدما أهدر باستان شفاينشتايجر الركلة الخامسة، ليعطي الفرصة لدروجبا ليحسم البطولة لفريقه إن سجل الأخيرة، وهو ما حدث بنجاح على يمين نوير، ليتوج دروجبا نفسه بطلاً لموقعة النهائي، وكانت هذه مباراته الأخيرة مع تشيلسي حيث رحل عنه ثم عاد لصفوفه بعد عامين مرة أخرى.
يذكر أن هذه كانت المرة العاشرة التي يحسم فيها لقب المسابقة بركلات الترجيح، ومنذ هذه اللحظة لم تعرف الأندية الإنجليزية طعم التتويج بالبطولة، لكن هذا الانتظار سينتهي هو الآخر هذا الموسم بنهائي ليفربول وتوتنهام المرتقب.
