تحليل الشباب والاتحاد | صدقت يا المريسل وليت كل الأخطاء كخطأ أندريه فيليبي

سقط الاتحاد أمام الهلال قبل أيام، فظن الكثيرون أنه سيمرض لفترة، ولم تؤثر الظروف الصعبة عليه أمام الزعيم، بل كان ندًا قويًا وقادرًا على الخروج بالتعادل، فقالوا أنه حتمًا سيتأثر أمام الشباب، تم رفع أسعار التذاكر من قبل إدارة الليوث، فقالوا أن جماهير العميد، فتعزف عن الحضور إلى الملز، لكن كانت المفاجأة أن العميد لم يمرض، بل انتصر أمام الليث الأبيض، وجمهوره لم يوقفه الغلاء، فحضر بقوة وكأن الملز أصبح الجوهرة المشعة.

الليلة ليلة جديدة تؤكد أن النمور لن يفرطوا بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بسهولة، بعد الفوز أمام الشباب بثنائية نظيفة، ضمن الجولة الـ24، واتساع فارق النقاط لـ11 نقطة بينهم وبين الهلال؛ صاحب الوصافة والذي له مباراتين مؤجلتين.

ليست مشكلة الشباب .. بل هو تفوق من الاتحاد:

al shabab twitter

شوط المباراة الأول استحوذ الشبابيون على الكرة بنسبة كبيرة، فقط ظهر الاتحاديون في الهجمات المرتدة، لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة..

نسبة استحواذ الليوث في شوط المباراة الأول وصلت إلى 58.3%، بواقع 244 تمريرة مقابل 177 فقط للنمور، لكن ظهر في أرض الملعب أن هذا الاستحواذ هو مخطط اتحادي، فكان العميد هو الأخطر بعشر تسديدات، مقابل 3 فقط لليوث، منها 4 بين القوائم الثلاث، ولم يسدد أصحاب الأرض أي تسديدة على المرمى.

لكن ورغم تحسن الليوث في شوط المباراة الثاني إلا أن سياسة المدرب الاتحادي كوزمين كونترا كانت لها الكلمة العليا..

13 تسديدة للشباب في الشوط الثاني منها خمس بين القوائم الثلاث مقابل خمس فقط للاتحاديين منها ثلاث على المرمى.

كوزمين اعتمدت خطته بشكل أساسي على الثنائي برونو هنريكي وأندريه فيليبي والضغط العالي في وسط الملعب على لاعبي الخصم، ونجح الثنائي في تنفيذ تعليمات المدرب بجدارة، فكانت التحركات السريعة وقطع الكرة من بين أقدام لاعبي الشباب ونقلها إلى هارون كمارا وفهد المولد ورومارينيو بشكل سريع، هو ما أحدث الخلل في صفوف الليوث.

صدقت يا المريسل:

al shabab twitter

قبل أيام، انفعل الإعلامي النصراوي عبد العزيز المريسل في إحدى المساحات، بعدما طالب أحدهم بإبعاد الرمز الأمير خالد بن فهد، عن نادي النصر في ظل عدم تحسن أوضاع الفريق.

وقتها قال المريسل: "لا أريد رؤية النصر كالشباب، خالد البلطان؛ رئيس الشباب، خرج واعترف أنه استغنى عن نجم الفريق إيجالو، لأنه تلقى عرضًا قويًا، لو كان عنده رمز كخالد بن فهد، لما باعه". (طالع تصريحاته كاملة)

بالفعل النيجيري أوديون إيجالو هو الحلقة المفقودة في صفوف الشباب منذ يناير الماضي، الليوث كانوا ينافسون بقوة على اللقب في الدور الأول، لكنهم كانوا يملكون إيجالو في الأمام، ولو حضر إيجالو الليلة أو أمام الهلال، لما خسر الشباب وظلت حظوظه قوية في المنافسة على اللقب، حتى أنه كان سيبعد الزعيم عن المنافسة، لكنه أهداه الحل بإعارة إيجالو له.

الشباب أبعد نفسه خطوة تلو الأخرى عن المنافسة منذ يناير ومنذ موافقة البلطان على رحيل إيجالو.

ليت كل الأخطاء كخطأ أندريه فيليبي

البرتغالي أندريه فيليبي؛ لاعب وسط الاتحاد، الأبرز في كلاسيكو الليلة، بالمناصفة مع رومارينيو، لكن الأخير تحدثنا عنه كثيرًا ومرارًا وتكرارًا، وجفت الأقلام في الحديث عنه، وهو العمود الثابت في تشكيل الاتحاد مهما تراجع الجميع من حوله.

لكن دعونا الليلة نتحدث عن فيليبي، الصفقة التي تم الإعلان عنها بعد ربع ساعة من منتصف ليل آخر يوم في سوق الانتقالات الشتوية، وحديث الكثيرين عن مدى قانونية هذه الصفقة، وتبريرات لجنة الاحتراف أن الخطأ وقع من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وليس من قبلها.

أحاديث كثيرة وجدل كبير في هذه الفترة، لكن حقيقةً لو كان ما تحدثوا عنه من خطأ صحيحًا، فيا ليت كل الأخطاء كهذه..

من الصعب على أي لاعب أن يتأقلم في منتصف الموسم مع فريقه الجديد ويصبح مهمًا في فترة وجيزة، حتى أن غالبية صفقات يناير إما أن تبدأ التأقلم مع بداية الموسم الجديد أو أن ترحل بنهاية الموسم غير مأسوفًا عليها، لكن فيليبي كسر القاعدة..

كما ذكرنا مسبقًا أندريه رفقة هنريكي كانا العامل الأهم في خطة كونترا الليلة بضغطهم على لاعبي الخصم في وسط الملعب ونقل الكرة للهجوم بشكل سريع، فماذا قدم فيليبي؟

goal

البرتغالي خلق لزملائه فرصة، وسدد تسديدة أخرى، ولمس الكرة 56 مرة، ومررها 41 مرة، بنسبة دقة وصلت إلى 85.4%.

في المواجهات الثنائية، نجح فيليبي بنسبة 75%، وبنسبة 50% في الالتحامات الهوائية، فيما تحصل على أخطاء لصالحه خمس مرات، ولم يرتكب سوى خطأين.

على المستوى الدفاعي، كان هو أفضل لاعبي العميد من هذه الناحية، إذ أوقف أربع هجمات للخصم، وقطع الكرة خمس مرات، فيما لم تُقطع منه سوى ست مرات فقط.

كونترا والمعادلة الصعبة:

al ittihad twitter

ربما هي جملة كررناها كثيرًا في سابق المناسبات، لكن سنظل نكررها طوال الموسم، كوزمين كونترا حقق المعادلة الصعبة في 2021-22..

دائمًا ما نقول أن الاتحاد يختلف عن الجميع بروحه وجمهوره وسياسته الداخلية، فجاء كونترا وأظهر ذلك على الملأ، فلم يتأثر الاتحاد بغياب أفضل لاعبيه من عبد الرزاق حمد الله وأحمد حجازي وكورونادو، ولم يتأثر بصعوبات واجهها طوال الموسم، ولم يستند كونترا على الشماعة الأسهل "شماعة الظروف"، بل ظل يعمل، ويبدو أن يوم الحصاد قد اقترب، فلم يتبق له سوى 13 نقطة فقط من ست جولات، كي يتوج بطلًا رسميًا.